مقالة خاصة: جائحة كوفيد-19 المستعرة تجعل عيد الشكر مناسبة شديدة الخطورة

2020-11-27 16:02:37|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

بكين 27 نوفمبر 2020 (شينخوا) عندما حل عيد الشكر، العيد الذي يجتمع فيه لم شمل الأسر، يوم الخميس، كانت جثث مئات الأشخاص الذين ماتوا بكوفيد-19 لا تزال مخزنة في شاحنات تجميد بمدينة نيويورك، والكثير منها لأشخاص لا يمكن تحديد مكان عائلاتهم أو لا يمكنهم تحمل تكلفة الدفن المناسب.

إن "عيد الشكر هو نوع من التذكير بمدى سوء الأمور. فلن يتمكن والداي حقا من قضاء عيد شكر ربما مع شقيقتي التي تعيش على مقربة منهما"، هكذا قال الأمريكي أندرو كاردوسو المنحدر من لوس أنجليس والذي يقوم بتدريس الكتابة باللغة الإنجليزية في جامعة في بكين، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا.

تجاوز عدد الإصابات العالمية بكوفيد-19 عتبة الـ60 مليون حالة حتى بعد ظهر يوم الخميس، مع تسجيل أكثر من 1.4 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

وفي مواجهة وضع خطير كهذا، دعا قادة العالم والمسؤولون والخبراء إلى اتخاذ تدابير صحية أكثر صرامة مع تحقيق التزام صارم وتعاون دولي أوثق.

-- عيد شكر عالي المخاطر

سجلت الولايات المتحدة حتى بعد ظهر يوم الخميس أكثر من 12.86 مليون حالة إصابة وأكثر من 263200 حالة وفاة، وكلاهما الأعلى في العالم، وفقا لإحصاء الوقت الفعلي الذي تقدمه جامعة جونز هوبكنز.

وكان هناك ما يقرب من 90 ألف مريض بكوفيد-19 يتلقون العلاج في المستشفيات بجميع أنحاء البلاد حتى يوم الخميس، يوم عيد الشكر، حيث وصل عددهم إلى مستوى قياسي مرتفع جديد لليوم الـ16 على التوالي، وفقا لمشروع تتبع كوفيد.

وفي مواجهة موقف صعب، تعلق الحكومة الأمريكية آمالها على لقاح كوفيد، ومع ذلك، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة ((غالوب)) مؤخرا أن 42 في المائة من الأمريكيين قالوا إنهم لن يأخذوا اللقاح، وأرجعوا ذلك إلى الجدول الزمني المتعجل.

وذكر تقرير صدر مؤخرا عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمناهضين للتلقيح شهدت زيادة في عدد متابعيها بنحو 7.8 مليون منذ عام 2019، مضيفا أن هناك 31 مليون شخص يتابعون مجموعات مناهضة اللقاحات على فيسبوك، و17 مليون شخص يشتركون في حسابات مماثلة على يوتيوب.

وقد ألقى تقدير قاتم آخر بظلاله على هذا التقرير، حيث أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق جيفري شامان، عالم الأوبئة من جامعة كولومبيا، أن 3.6 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من عدوى نشطة بفيروس كورونا الجديد ومن المحتمل أن يكونوا ناقلين للعدوى، وهو رقم أعلى بكثير من العدد الرسمي.

وقال شامان "إنه أمر سيء، إنه أمر سيء حقا"، مضيفا أن احتفالات عيد الشكر ستزيد على الأرجح من انتشار الفيروس سوءا.

وتحركت بعض الولايات الأمريكية للحد من الفيروس من خلال فرض قيود جديدة، فيما طلبت السلطات والخبراء من المواطنين البقاء في منازلهم وارتداء الكمامات في عطلة عيد الشكر، والتي عادة ما تشهد سفر ملايين العائلات للتجمع والاستمتاع بالوجبات.

فقد حظرت حاكمة ولاية أوريغون كيت براون تجمعات عيد الشكر الداخلية في المساكن الخاصة، وهو أمر يصفه المنتقدون بأنه "غير أمريكي". وأمرت ولاية بنسلفانيا بضرورة أن يخضع أي شخص يأتي في زيارة من ولاية أخرى لاختبار فيروس كورونا الجديد قبل 72 ساعة من وصوله وتكون نتيجته سلبية.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في دليل جديد نُشر على موقعها الإلكتروني في الأسبوع الماضي إن "السفر قد يزيد من فرصة إصابتك بكوفيد-19 وانتشاره. وإن تأجيل السفر والبقاء في المنزل هو أفضل طريقة لحماية نفسك والآخرين هذا العام"، مضيفة أن "التجمعات مع العائلة والأصدقاء الذين لا يعيشون معك يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بكوفيد-19 أو الأنفلونزا أو نشرهما".

"التزم بارتداء الكمامة في عيد الشكر هذا حتى عندما تتناول وليمة العيد مع عدد قليل من الأشخاص في المنزل"، هكذا حث كبير خبراء الأمراض المعدية الأمريكي أنتوني فاوتشي في أوائل نوفمبر خلال مقابلة أجراها معه برنامج ((سي بي إس هذا الصباح)).

ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه الإجراءات والتوجيهات لم يتم تنفيذها بشكل جيد في الولايات المتحدة، حيث اختلف العديد من الضباط في جميع أنحاء البلاد بشكل خاص مع هذه القواعد وتجنبوا تطبيقها، ويتجاهل العديد من الأمريكيين نصيحة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ويعتزم البيت الأبيض إقامة حفل استقبال داخلي في الأسبوع المقبل بعد أيام قليلة من عيد الشكر، حسبما أفادت شبكة ((إيه بي سي نيوز)) الثلاثاء.

ونشرت توتي سميث، المسؤولة على مستوى المقاطعات من الحزب الجمهوري في ولاية أوريغون، على موقع فيسبوك تقول إنها ستقيم حفلة عيد الشكر في منزلها "مع أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة والأصدقاء".

مر أكثر من 3 ملايين مسافر عبر الأمن في المطارات الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لما ذكرته إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة.

وقال فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إنه قلق من أن تتسبب الحشود في المطارات في إدخال البلاد في "مشكلات أكثر" مما هي عليه الآن.

وأضاف أن الإصابات الجديدة بكوفيد-19 التي حدثت خلال عطلة عيد الشكر لن تتضح إلا بعد أسابيع، وهو ما يجعل الأمر "صعبا للغاية" لأن الفيروس قد يخرج عن السيطرة مع اقتراب موسم العطلات في ديسمبر.

-- موسم عطلات مظلم

بالإضافة إلى عيد الشكر، فإن موسم العطلات القادم الذي يستمر حتى نهاية العام سيتأثر سلبا أيضا بالجائحة العالمية المستشرية، حيث أصدر مسؤولون وخبراء، بدءا من أوروبا وصولا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ والأمريكيتين وإفريقيا، تحذيرات من ارتفاع مخاطر كوفيد-19 خلال موسم الأعياد ودعوات إلى اتخاذ تدابير صحية أكثر صرامة.

ونظرا لكون منحنى الوفيات بكوفيد-19 آخذ في الارتفاع في بريطانيا، فقد حذر بعض العلماء من أن خطة الحكومة لتخفيف القيود المفروضة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد خلال عيد الميلاد تخاطر "بصب الزيت على حريق كوفيد".

وفي الأسبوع الماضي، قالت المستشارة الطبية للحكومة البريطانية سوزان هوبكنز في مؤتمر صحفي عقد في داونينج ستريت إن سماح الحكومة "ببعض اختلاط" الأسر خلال عيد الميلاد يتطلب قواعد أكثر صرامة قبل العطلة وبعدها لتقليل حالات الإصابة وخطر انتقال العدوى داخل الأسر وبين العائلات.

وطلبت وكيلة وزارة الصحة الفلبينية ماريا روزاريو فيرجير من الفلبينيين مرة أخرى تجنب الازدحام مع اقتراب موسم العطلات، مشيرة إلى أن الناس في المناطق المزدحمة يواجهون مخاطر محتملة أعلى من الإصابة بالعدوى.

وقالت فيرجير في إحاطة إعلامية عبر الإنترنت يوم الاثنين إنه "حتى لو كنت ترتدي كمامة ودرعا واقيا للوجه، لكنك ذهبت إلى منطقة مزدحمة لا يوجد بها تباعد، فما زلت معرض للإصابة بالمرض. الخطر موجود، وهو مرتفع جدا".

وحثت رئيسة الصحة العامة الكندية تيريزا تام الكنديين يوم الأحد على وضع خطة لقضاء إجازات أكثر أمانا ومراعاة إجراءات الصحة العامة عند التخطيط للاحتفالات.

وقالت تام في بيان "أفضل حماية لدينا، الآن وفي موسم العطلات، هي قصر المهام والنزهات على الضروريات، وقصر الأنشطة الاجتماعية الشخصية على أسرنا الموجودة في الجوار، والحفاظ بشكل صارم ومستمر على ممارسات الصحة العامة".

وبالنظر إلى أن عطلات عيد الميلاد (الكريسماس) وقت صعب يخرج فيه الناس ويتجمعون في مراكز التسوق، تعمل وزارة الصحة التشيلية على خطة لتحذير الناس من زيادة خطر الإصابة بالفيروس خلال عطلات نهاية العام وموسم الصيف الأسترالي.

وفي إفريقيا، مع وجود أكثر من مليوني حالة إصابة وأكثر من 50 ألف حالة وفاة، حثت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، الناس على تقليل مخاطر ظهور إصابات عنقودية جديدة محتملة خلال موسم الأعياد في جميع أنحاء منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وذلك "من خلال ارتداء الكمامات، والحد من عدد الأشخاص الذين يجتمعون معا، والالتزام بالتباعد الجسدي وممارسة النظافة الصحية الجديدة لليدين".

-- الحاجة إلى التعاون

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأحد في قمة افتراضية لقادة مجموعة العشرين إن "أعظم دفاع نقوم به في مواجهة كوفيد-19 هو التضامن والتعاون".

ولدى تعبيره عن وجهات نظر مماثلة، شدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في تصريحاته الختامية في قمة مجموعة العشرين يوم الأحد، على أن التعاون ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى لمواجهة آثار الجائحة وبناء مستقبل مزدهر للناس في جميع أنحاء العالم.

وفي معرض إشارته إلى أن منظمة الصحة العالمية يجب أن تظل حجر الزاوية للتنسيق العالمي في مواجهة حالات الطوارئ الصحية، دعا رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل إلى التفاوض بشأن معاهدة دولية معنية بالأوبئة من جانب جميع الدول، ومنظمات ووكالات الأمم المتحدة، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، "لتساعد في منع الأوبئة المستقبلية وتساعدنا على الاستجابة بسرعة أكبر وبطريقة أكثر تنسيقا".

وبمشاركته في مجموعة من الأحداث الدولية في شهر نوفمبر والتي جمعت بشكل افتراضي قادة الاقتصادات الكبرى في العالم، أظهر الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام الصين الراسخ بمساعدة العالم على دحر كوفيد-19، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، والدعوة إلى التعددية.

ودعا الرئيس شي في كلمته التي ألقاها في قمة مجموعة العشرين بالرياض عبر رابط الفيديو يوم السبت أعضاء مجموعة العشرين إلى بناء "جدار حماية" عالمي ضد كوفيد-19.

وقال شي "علينا أولا أن نضع المرض تحت السيطرة في الداخل، وعلى هذا الأساس، نعزز التبادلات والتعاون لمساعدة الدول المحتاجة"، مضيفا أنه يتعين على مجموعة العشرين تسريع العمل ودعم منظمة الصحة العالمية في تعبئة الموارد وتوحيدها وتوطيدها وتوزيع اللقاحات بشكل عادل وفعال.

ونظرا لكون الصين قد استطاعت إبقاء الجائحة تحت السيطرة وسعت جاهدة لتحقيق النمو الاقتصادي، فإنها لم تتردد أبدا في تقديم يد المساعدة لأي شخص محتاج، من خلال إرسال فرق من الخبراء، والتبرع بالإمدادات الطبية الأساسية، والعمل بشكل مشترك على بناء مختبرات اختبار، وتقاسم خبراتها في مكافحة الفيروس.

ولدى الصين خمسة لقاحات في إطار المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في عدة بلدان. وانضمت البلاد أيضا إلى كوفاكس، وهي مبادرة عالمية لضمان الوصول العالمي الفعال والعادل إلى اللقاحات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فإنه بدءا من استضافة الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات ووصولا إلى توقيع اتفاق "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" التجاري مع الأطراف المعنية، أظهرت الصين رغبتها الصادقة في تقاسم فرص السوق لديها مع العالم والمساهمة في انتعاش الاقتصاد العالمي.

وقال يحيى محمود بن جنيد، رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، إن "الصين بذلت جهودا جبارة لإيقاف جائحة فيروس كورونا الجديد على أرضها، وتقديم مساعدات إلى دول كثيرة".

   1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 >   >>|

الصور

010020070790000000000000011100001395471801