تحقيق اخباري: الأزمة الاقتصادية في ظل كورونا تنعش المهن الجوالة في ريف الجنوب اللبناني

2020-11-27 19:16:41|arabic.news.cn
Video PlayerClose

حاصبيا، شرق جنوب لبنان 27 نوفمبر 2020 (شينخوا) انتعشت بشكل لافت المهن الجوالة في الكثير من المدن والقرى الريفية في جنوب لبنان، وغدت فسحة لتأمين لقمة العيش لشريحة واسعة من العاطلين عن العمل في ظل البطالة الخانقة الناتجة عن تردي الوضع الاقتصادي وتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).

وبات مألوفا مشاهدة العشرات من هؤلاء في الشوارع بحثا عن رزقهم، والكثير منهم استعان بمكبرات الصوت للتدليل على وجودهم والاعلان عن خدماتهم المتعددة، اضافة لما يسوقون من بضائع في سياراتهم أو على دراجاتهم النارية، ومنها الفاكهة والخضار والملابس والأحذية وألعاب الأطفال والحلوى وغيرها.

وقال الشاب الثلاثيني أحمد ناصر لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يطوف بسيارة صغيرة بيضاء اللون في أزقة بلدة "دير ميماس" بشرق الجنوب، انه يعمل منذ عدة أشهر في تصليح معدات التدفئة المنزلية مع انطلاق فصل الخريف.

وأضاف "شهادتي الجامعية باختصاص التسويق التي حصلت عليها منذ 5 سنوات لم ترأف بحالي، لذا تحولت الى هذه المهنة بعدما أقفلت في وجهي أبواب العمل".

الأمر نفسه تكرر مع علاء حميدان الذي وجد في سيارته وسيلة لكسب قوت يومه.

ويستخدم حميدان مكبر صوت ثبته في مقدمة سيارته للترويج لبضاعته من خضار وفاكهة وسط باحة بلدة الفرديس شرق جنوب لبنان.

وقال حميدان لـ ((شينخوا)) "لقد ضاقت بي سبل العيش، فاخترت هذه المهنة بعدما فشلت في الحصول على وظيفة تناسب شهادتي الجامعية في العلوم الاجتماعية".

ويقصد حميدان الذي كانت علامات الإرهاق بادية على وجهه عند الرابعة فجرا سوق الجملة لبيع الخضار والفاكهة ليتسوق ما أمكن منها حسب ميزانيته البسيطة، لينطلق بعدها في رحلة البحث عن الزبائن وسط عشرات القرى متحديا حرارة الشمس صيفا والبرد شتاء.

وأضاف "أكسب من هذه المهنة يوميا ما يوازي 5 الى 7 دولارات أمريكية وهو مبلغ مقبول في ظل تردي الوضع الاقتصادي والمضاربة بين الباعة المتجولين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم".

أما الشاب حسان أبو علي الذي اتخذ من الطرف الشرقي لساحة بلدة مرجعيون نقطة مؤقتة لبيع الألبسة المستعملة فقال لـ ((شينخوا))، ان الكثير من الشباب لجأوا الى مهنة البقال الجوال لمحاربة الجوع.

بدوره، أوضح جميل خليل لـ ((شينخوا)) بينما كان ينتظر زبونا في ساحة مدينة النبطية لنقله عبر دراجته الصغيرة نوع "توك توك" أنه بعدما أقفلت بوجهه كل السبل للوصول الى وظيفة لجأ إلى هذه الدراجة التي تحميه وعائلته من العوز بغلة يومية تتأرجح بين 4 و6 دولارات أمريكية.

وأضاف أن "التوك توك وفر لي فرصة عمل، وأمن جانبا من احتياجات عائلتي المؤلفة من 4 أفراد، فأنا أتقاضى مبلغ 2000 ليرة لبنانية عن كل توصيلة لمسافة لا تتجاوز كيلومترين على أن يتضاعف المبلغ في حال زادت المسافة".

وفي بلدة كوكبا" كان الشاب الثلاثيني حامد الغريب خريج كلية إدارة الاعمال منذ ثلاث سنوات، يتجول بحثا عن غسالة أو موقد غاز أو براد معطل ليعيد تصليحه.

وقال الغريب لـ ((شينخوا)) "أتممت 30 عاما من عمري ولم أتمكن من تأمين مستقبلي بوظيفة وبت مضطرا للعمل بهذه المهنة أو غيرها من أجل توفير لقمة العيش".

وأشار الغريب الى أن المهن الجوالة مضنية وصعبة للغاية، لكنها تبقى خيارا في ظل ما وصلت إليه أوضاع البلد من افلاس واقفال للمؤسسات وبطالة.

بدوره يأمل الشاب جمال قانصو الذي يزاول مهنة اصلاح الدراجات الهوائية، أن تكون المهن الجوالة فرصة عمل مؤقتة في ظل الظروف الصعبة الحالية.

وتشير تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) في آخر تقاريرها إلى أن نسبة الفقراء من السكان في لبنان وصلت إلى 55 في المائة في عام 2020 مقارنة بـ 28 في المائة في العام الماضي.

ووفقا للإسكوا، فإن نسبة من يعانون من فقر مدقع سترتفع من 8 إلى 23 في المائة، أي أن إجمالي الفقراء قد يبلغ 1.1 مليون نسمة حسب خط الفقر الأدنى، و2.7 مليون نسمة حسب خطّ الفقر الأعلى.

واستناداً إلى تقرير الإسكوا، يتوقع أن يزيد عدد من يعيشون في فقر مدقع بـ 750 ألف شخص، في ظل غياب للخطط السكنية والمخاوف المستمرة حول الخدمات الطبية ومستقبل الضمان الاجتماعي وغيرها من المؤسسات الأجتماعية والحياتية الداعمة.

الصور

010020070790000000000000011100001395475271