تحقيق إخباري : مبادرة مجتمعية لتقديم أسطوانات الأوكسجين لمرضى " كوفيد ـ 19 " في جنوب سوريا

2020-12-14 19:38:28|arabic.news.cn
Video PlayerClose

السويداء ـ سوريا 14 ديسمبر 2020 ( شينخوا) مع ازدياد عدد الإصابات المسجلة يوميا في عموم المحافظات السورية، بمرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد ـ 19 "، انبرى المجتمع المحلي في محافظة السويداء (جنوب سوريا) وبعض المغتربين بالخارج بطرح مبادرة إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم الصحي للمرضى المصابين ب" كوفيد ـ 19 " وإنقاذ حياتهم من الخطر.

ولاقت هذه المبادرة الإنسانية استحسانا لدى الشرائح الاجتماعية في المحافظة وامتدت لتشمل كافة القرى والبلدات في ريف السويداء، وباتت كل قرية فيها أسطوانات اوكسجين تعطى مجانا للمرضى الذين استفحلت حالتهم ، وأصيبوا بضيق تنفس شديد ، بسبب مرض " كوفيد ـ 19 " .

كما أن هذه المبادرة خففت الضغط عن المستشفيات الحكومية في محافظة السويداء ، بسبب ازدياد عدد الحالات المصابة بمرض " كوفيد ـ 19 " ، وخاصة الحالات التي تستدعي المراقبة في المنزل والحجر الصحي للمرضى .

وقال الدكتور نزار مهنا مدير صحة السويداء لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق إن " هذه المبادرات الأهلية إن دلت على شيء تدل على التشاركية ما بين القطاع الصحي وبين الأهالي " ، مؤكدا أن هذه المبادرات كان لها دورا هاما في تخفيف عدد القادمين إلى المستشفيات ، والسماح للحالات الأكثر حاجة للعلاج في المستشفى .

وتابع يقول " هذه المبادرات شكلت لنا جبهة خلفية كبيرة في التصدي لمرض " كوفيد ـ 19 " ، الذي يزداد شراسة يوما بعد يوم " .

وبين الدكتور مهنا وهو رئيس الفريق المعني بالتصدي لمرض " كوفيد ـ 19 " في السويداء أن الأطباء يقومون بمتابعة المرضى المصابين بمرض " كوفيد ـ 19 " في كل المراكز الصحية التابعة لمديرية الصحة في السويداء والبالغ عددها 90 مركزا ، لافتا إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد كبير ونحن ما زالنا في قلب العاصفة الوبائية .

وأشار الدكتور مهنا إلى وجود ضعف بالإمكانيات العلاجية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا ، وشح المواد الطبية التي تساعد في العلاج .

مجموعة من سيدات مدينة السويداء وبهدف تخفيف الآلام عن المرضى، قمن بجمع مبلغ من المال وشراء 12 أسطوانة أوكسجين تم وضعها في أحد المراكز الصحية في المدينة ليتم تقديمها لمن يحتاجها مجانا.

وقالت إحدى السيدات التي فضلت عدم الكشف عن اسمها لوكالة أنباء (( شينخوا)) " نظرا لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد ، في المحافظة ، وقيام المستشفى بإلغاء أقسام علاجية بهدف توسيع قسم العزل ، قررنا أن نشارك في تخفيف الضغط عن المستشفى الوطني بالسويداء ، وقمنا بشراء 12 أسطوانة أوكسجين مع كامل ملحقاتها ووضعها بأحد المراكز الصحية التابعة للدولة لكي تقدم لمن يحتاجها بشكل مجاني .

وتابعت تقول " هذه المبادرات المجتمعية تدل على الترابط بين الناس ، وتعزز ثقافة التكافل الاجتماعي " ، مؤكدة أن الكثير من الناس تعجز عن شراء أسطوانة أوكسجين ، وربما تكون حياتهم متوقفة في الحصول على تلك الأسطوانة ، مشيرة إلى أن سعادة السيدات اللاتي كن معي كانت غامرة عندما سمعنا أن الناس بدأوا باستخدام تلك الأسطوانات لإنقاد حياتهم من الموت .

وفي ريف السويداء الجنوبي ، قدم المغترب عادل الحجار 7 أسطوانات أوكسجين لأهالي قريته مع كمية من الأدوية المرافقة لعلاج مرض " كوفيد ـ 19 " .

وقال الحجار في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء (( شينخوا)) " هذا واجب كل سوري تجاه بلده وأهالي قريتي التي انتمي اليها " ، مؤكد أن الواجب الإنساني هو الذي دفعني لتقديم المساعدة لتخفيف العبء عن الناس، والضغط على المستشفيات الحكومية .

وأضاف " هناك عدد من المغتربين سيقومون بإرسال شحنات من الأدوية لدعم القطاع الصحي في سوريا ، لاسيما وأن سوريا تتعرض لحصار اقتصادي جائر " ، داعيا إلى ضرورة تكافل الجهود لتجاوز المرحلة الصعبة من تفشي الوباء .

ومن جانبه قال زيد السعدي ( 77 عاما ) أحد المتعافين من مرض فيروس كورونا الجديد لوكالة أنباء (( شينخوا)) " لقد مررت بأيام صعبة وحالة من ضيق التنفس ، ترافقت مع ارتفاع حرارة ، الأمر الذي أتعبني كثيرا " ، مؤكدا أنه لولا وجود أسطوانات الأوكسجين في المركز الصحي للبلدة لكانت الأمور صعبة جدا .

وتابع يقول " كل إنسان يقوم بتقديم مساعدة ، وخاصة في هذه الظروف فله الشكر لأنه ينقذ حياة إنسان مهما كان عمره " ، لافتا إلى أن الحجر بالمنزل والمراقبة الصحية من قبل الكادر الطبي لحالتي المرضية ساهمت في الشفاء .

ومن جانبها قالت زوجته " لولا وجود أسطوانات الأوكسجين في القرية لكانت حالة زوجي تدهورت كثيرا " ، معربة عن إعجابها بتلك المبادرات التي تخفف الآلام والأوجاع عن المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد .

الصور

010020070790000000000000011100001395889741