تحقيق إخباري: متحف إسرائيلي ينظم معرضا متنوعا مختصا بمرض فيروس كورونا وتأثيره على الحياة

القدس 14 ديسمبر 2020 (شينخوا) ساد الهدوء قاعات متحف حيفا للفنون في الأشهر الأخيرة بفعل الإغلاق الذي تشهده إسرائيل بسبب انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فتح المتحف أبوابه للزوار للمرة الأولى منذ أن فرضت إسرائيل إغلاق ثان في سبتمبر الماضي.

وضم المتحف بين جدرانه تسعة معارض منفصلة ومتنوعة تناولت مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وهو الحدث الذي سيطر على عناوين الأخبار العالمية في معظم عام 2020.

وقال يوتام ياكير المدير العام لمتاحف حيفا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أردنا أن نفعل شيئا مميزا، لتقديم نوع من الإجابة على هذا المرض الذي لا يمكن لأحد التنبؤ به".

ويعرض المعرض أعمالا مختلفة لخمسين فنانا إسرائيليا، وعلى الرغم من وجود موضوعات مختلفة للمعارض في جميع أنحاء المتحف، إلا أن المبنى بالكامل هذه المرة خصص لمرض كورونا وتأثيره على الحياة.

وأضاف ياكير أن هذا المتحف هو الوحيد في إسرائيل الذي يقوم بمثل هذا المشروع، حيث لم يقم أي متحف آخر في العالم بتنفيذ معرض يختص بمرض (كوفيد -19).

في المعرض، هناك فن معاصر وعروض وسائط وصور فوتوغرافية ثابتة وغرفة مليئة بالميمات (الميمز) المتغيرة بسرعة وهو شكل من أشكال التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح شائعا بشكل متزايد، حيث بحث الإسرائيليون على منفذ فكاهي أثناء عمليات الإغلاق.

ووفقا لياكير، فقد أدى المرض العالمي إلى ظهور العديد من القضايا الأخرى، وقال وهو يتجول في المعرض "ترى هنا الشعور بالوحدة، وترى هنا فقرا، وترى هنا عنفا في الأسرة، كل هذه الجوانب مرتبطة بالوباء".

وعمل القائمون على المتحف على جمع الأعمال التي كانت ذات صلة أيضا بآثار المرض العالمي، حيث تظهر سلسلة من الصور المعروضة داخل المعرض التي تصور الحياة الأسرية والمشاعر التي مر بها الكثير ستبقى عالقة في المنزل، وسيكون من الصعب تخمين أن الصور قد التقطت منذ ما يقرب من عشرين عاما.

وافتتح المعرض في سبتمبر الماضي، قبل أسبوعين فقط من دخول إسرائيل في حالة إغلاق ثانية، حيث كان المتحف فارغا لعدة أشهر إلى أن سمحت الحكومة الإسرائيلية بإعادة فتح المتاحف في الأيام الأخيرة في الوقت التي تواجه فيه المتاحف حول العالم أوقاتا صعبة.

وتقول أنات مارتكوفيتش إحدى أمناء المتحف الذين عملوا في المعرض أنه تم العمل على تنظيم المعرض على عجل.

وأضافت مارتكوفيتش لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه تم افتتاح المعرض لمدة أسبوعين فقط حتى دخل الإغلاق الثاني حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن المرض يؤثر أيضا على الفنانين وأعمالهم.

وقالت "نحن نعيش لنعرض ونشارك، أعتقد أن الناس ينسون أن جانب الاتصال في الفن أمر بالغ الأهمية، فليس هناك الكثير من الفنانين يعملون لأنفسهم وعلينا أن نشارك الناس ونعرض ونناقش، والكثير منا بحاجة إلى هذا التفاعل ليكون الفن حيا".

ويقدم المتحف خدمة التجول الافتراضية في جميع أنحاء المعرض مثل العديد من المتاحف الأخرى حول العالم، حيث كانت هذه الخدمة حلا لعدم وجود زوار في الآونة الأخيرة بسبب مرض كورونا.

وقال ياكير "إنه أمر محبط ولا تستطيع التعبير عنه بالكلمات، عالم الفن بأكمله في وضع لم نشهده من قبل".

وسيستمر المعرض الخاص بمرض (كوفيد-19) حتى نهاية ديسمبر 2020.