مقالة خاصة: صيغة التوزيع المعيبة في الولايات المتحدة تعني أن الأكثر ضعفا قد لا يحصلون على لقاح كوفيد-19 بالوقت المناسب

2020-12-23 16:45:41|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 22 ديسمبر 2020 (شينخوا) على الرغم من منح نوعين من لقاحات كوفيد-19، موافقة الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة، وبدء حقن أحدهما للعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإن صيغة التوزيع المعيبة قد تؤدي إلى عدم قدرة الفئات الأكثر ضعفا في مواجهة فيروس كورونا الجديد، على الحصول على اللقاح بالوقت المناسب.

الولايات المتحدة لديها نظام هرمي للتلقيح حيث يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية أول من يتم تلقيحهم، لكن تخصيص اللقاحات عبر الولايات يعتمد على عدد البالغين في كل ولاية، ما يعني أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في بعض الولايات قد ينتهي بهم الأمر الحصول على جرعاتهم في وقت متأخر عن تلك التي تعتبر ذا أولوية أقل في الولايات الأخرى.

الخاسر الأكبر في هذه الصيغة أو المخطط المعيب، هو عاصمة البلاد، واشنطن العاصمة، التي لن تكون قادرة على تطعيم جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، حتى يتم توزيع 27.3 مليون جرعة على الصعيد الوطني.

ويقارن هذا مع كون ولاية نيفادا قادرة على تطعيم العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والمقيمين في الرعاية طويلة الأمد بشكل كامل، عندما توزع الدولة 13.6 مليون جرعة، وتصل ولاية ماساتشوستس إلى العتبة بمجرد أن تصبح 25.5 مليون جرعة في أيدي سلطات الولاية والسلطات المحلية، وفقا لتحليل من ((يو أس أي توداي)).

وفي معرض شكواه من صيغة "مقاس واحد يناسب الجميع"، أرسل عمدة واشنطن العاصمة موريل باوزر، رسالة في وقت سابق من هذا الشهر إلى قادة عملية تصنيع اللقاحات وتوزيعها ((Warp Speed))، قائلا إن هذه الخطة المعيبة "ستترك المنطقة غير قادرة على توفير اللقاحات للغالبية العظمى من العاملين بالرعاية الصحية لدينا".

يذكر أن عملية تصنيع اللقاحات وتوزيعها ((Warp Speed)) هي مبادرة شراكة من إدارة ترامب بين القطاعين العام والخاص، لتطوير اللقاحات وتوزيعها.

وتردد صدى استياء عمدة واشنطن، في 14 ولاية على الأقل الأسبوع الماضي، وفقا لتقرير صحيفة ((نيويورك تايمز)). وجاء بالتقرير أن الولايات شعرت بالإحباط لأنها حصلت على جرعات أقل بكثير مما كان متوقعا - 40 بالمائة أقل في حالة كاليفورنيا.

قال منصف سلاوي، المستشار العلمي لعملية ((Warp Speed))، لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة ((سي أن أن)) يوم الأحد، إن المشكلة ترجع إلى "تأخر لمدة يومين" بين المصادقة على أن اللقاحات التي تم إنتاجها كانت آمنة، ومعرفة أنه بالإمكان شحنها.

ورغم هذه التفسيرات من وجهة النظر العملية، فإن الافتقار إلى العقلانية في خطة التوزيع هو، في الحقيقة، ما يهمّ العديد من الخبراء في مجال التطعيم.

ونقلت ((يو أس أي توداي))، عن بيتر بيتس، رئيس المركز الطبي في المصلحة العامة، والمفوض السابق في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قوله "لقد صُدمت من أن عملية تصنيع اللقاحات وتوزيعها ((Warp Speed))، لم تقم بهذه الحسابات" لتحديد عدد السكان المعرضين للخطر في كل ولاية.

وقال أيضا "إنه ليس علم صواريخ أن تعرف كيف يبدو ذلك على أساس كل ولاية على حدة. إنه عمل طالب متدرب ... لا أعتقد سوى أنه لم يكن أحد مهتما بهذا الأمر".

إن القضية المركزية هي ندرة اللقاح. ونقلت ((يو أس أي توداي)) عن لوري فريمان، الرئيس التنفيذي للرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المقاطعات والمدن، قوله إن "هذه (القضية) تمثل تحديا بغض النظر عن كيفية نظرك إليها ومتابعتها ... لن يكون هناك لقاح كاف في جولات التطعيم الأولى".

وقال فريمان إن سلطات الولايات والسلطات المحلية لا يتعين عليها فقط تنفيذ برنامج التطعيم الوطني دون تشاور مع الحكومة الفيدرالية مسبقا، ولكن قد يتم إلقاء اللوم عليها أيضا لفشلها في معالجة التوزيع بشكل صحيح. إضافة لذلك، تم أيضا استبعاد مسؤولي صحة المجتمع من التخطيط للاختبارات وتعقب المخالطة.

كان توم بوليكي، مدير برنامج الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، قد حذر منذ شهر، من أن توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة سيكون غير كاف على مستوى الولايات.

والسبب الأول الذي استشهد به بوليكي خلال مقابلة مع ((الإذاعة الوطنية العامة)) في 22 نوفمبر، هو عدم كفاية الموارد التي وعدت بها مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، للولايات حتى الآن. وقال إن الأموال الإضافية التي تعهد بها الرئيس المنتخب جو بايدن لتوزيعها، "ستتطلب إجراء من الكونغرس، ولن يحدث (هذا الإجراء) على الأرجح، حتى فبراير. سنحتاج إلى موارد بصورة عاجلة".

والسبب الثاني، أشار بوليكي بشكل مباشر إلى طريقة التخصيص على أساس السكان، والتي ظهرت عيوبها بالفعل عندما طبقتها مراكز السيطرة على الأمراض خلال وباء أنفلونزا H1N1 خلال 2009-2010.

وقال "هذا هو أسهل شيء يمكن القيام به وأكثره قابلية للتطبيق من الناحية السياسية"، و"المشكلة كانت أن الولايات لم تتبع إرشادات التخصيص التي حصلت عليها من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وما يعنيه ذلك هو أن اللقاحات ذهبت إلى المجموعات السياسية القوية محليا، بدلا من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية. ورأينا تباينات عرقية كبيرة."

الصور

010020070790000000000000011100001396132931