مقالة خاصة: "كوفيد- 19" يجبر المصريين على تغيير خططهم للاحتفال برأس السنة الجديدة
القاهرة 31 ديسمبر 2020 (شينخوا) "كنت أخطط للاحتفال برأس السنة مع أسرتي في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، لكني تراجعت عن الأمر بعد إلغاء الحكومة الاحتفالات في ظل الموجة الثانية لتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)"، هكذا قال المصري مينا عطا (43 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وقررت الحكومة المصرية، الأحد الماضي إلغاء كافة احتفالات رأس السنة الجديدة، وذلك في إطار سلسلة إجراءات احترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، تضمنت كذلك منع التجمعات والمهرجانات وحفلات الزفاف خلال الفترة المقبلة، مع توقيع غرامة فورية على المخالفين.
وتمر مصر حاليا بالموجة الثانية للفيروس، بحسب الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، فيما تشير إحصاءات وزارة الصحة إلى ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات اليومية جراء العدوى.
وسجلت مصر منذ ظهور (كوفيد- 19) في منتصف فبراير الماضي حتى أمس الأربعاء 136644 مصابا، من بينهم 111451 حالة تم شفاؤها، و7576 حالة وفاة.
وأضاف عطا، وهو صاحب محل لبيع المجوهرات، "لقد قررت أن نحتفل في البيت، وقمت بشراء كافة احتياجاتنا للاحتفال بهذا اليوم".
وتابع أنه "لابد من الاحتفال برأس السنة حتى لو فى المنزل من أجل الخروج من حالة التعب والاكتئاب التى أصابتنا في عام 2020 جراء ظهور فيروس كورونا الجديد".
ورغم أنه غير خطته للاحتفال برأس السنة، إلا أنه أشاد بقرار الحكومة إلغاء الاحتفالات هذا العام، وقال إن "الحكومة لديها رؤية أفضل من الناس، ونحن حاليا فى الموجة الثانية من الفيروس، وهي أشد قوة من الموجة الأولى، وهناك ارتفاع في الوفيات والإصابات".
وشاطره الرأي أحمد موسى (38 عاما)، وهو محاسب فى شركة مقاولات، قائلا لـ ((شينخوا))، إن قرار الحكومة إلغاء الاحتفالات موفق بنسبة 100%، لاسيما أنه في رأس السنة تكون هناك تجمعات كثيرة جدا فى كل أنحاء البلاد فى المطاعم ودور السينما والمقاهي والملاهى الليلية وغيرها.
واحتفل موسى برأس السنة الماضية قبل ظهور كورونا مع أسرته حيث ذهبوا إلى إحدى الحدائق نهارا، ودار السينما مساء، قبل أن يضيف "لقد قضينا يوما جميلا فى الحقيقة".
لكن مع الموجة الثانية لكورونا، قال موسي إنه سيحتفل برأس السنة الجديدة فى المنزل من خلال مشاهدة الأفلام وتناول الطعام والحلويات مع أسرته.
وتمنى أن ينتهى هذا الوباء فى أسرع وقت وتعود الحياة كما كانت، خاصة أن الشعب المصري يحب التنزه والذهاب للحفلات، وكورونا أوقف كل هذا، وأثر على حياة المصريين بشكل كبير.
وأثر إلغاء الاحتفالات بالسلب على محلات الهدايا والمقاهي الليلية، التي تعتبر هذه الأيام موسما لها.
وقال إبراهيم عطوة (31 عاما)، وهو موظف فى مقهى ليلي بشارع الهرم بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، إن إلغاء الاحتفالات برأس السنة الجديدة سيكبد الملاهي الليلية خسائرة كبيرة.
ومع ذلك، أكد عطوة "نحن مع قرار الدولة، لأن التجمعات فى ظل انتشار كورونا خطر كبير، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، والأطباء يتحدثون عن مرور مصر بالموجة الثانية".
وواصل "كنا نجهز للاحتفال برأس السنة الجديدة مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية التى تجعل اليوم يمر بسلام، وقمنا بشراء أجهزة قياس درجات الحرارة والمطهرات.. لكننا ملتزمون بقرار الحكومة رغم الخسائر المادية".
بدوره، قال محمد مصطفى مدير محل لبيع الهدايا إن "الإقبال على شراء الهدايا خلال رأس السنة الجديدة أقل من السنوات الماضية".
وأوضح مصطفى (29 عاما)، أن "هناك خوفا لدى الناس من الذهاب لمحلات الهدايا بسبب فيروس كورونا، وفي نفس الوقت الناس تريد أن تخرج من الأجواء التي فرضها الفيروس بشراء الهدايا والاحتفال برأس السنة الجديدة حتى لو فى المنزل وإدخال البهجة على أسرهم".
وأشار إلى أن مبيعات الهدايا استعدادا للاحتفال برأس السنة الجديدة متوسطة، مقارنة بالعام الماضي الذي كان أفضل بكثير.
وعن أبرز الهدايا التى عليها إقبال، قال إنها تضم شجرة الكريسماس والزينة الخاصة بها وملابس بابا نويل للأطفال وساعات اليد والعطور.
الأمر نفسه بالنسبة لشهاب متولي وهو صاحب محل آخر لبيع الهدايا، حيث قال إن قرار الحكومة إلغاء الاحتفالات أثر على مبيعات محله خلال فترة احتفالات رأس السنة الجديدة.
وتابع متولي، أن "حجم المبيعات هذا العام لا يقارن بالعام الماضي، لكن فى ظل الظروف التى نمر بها يمكن اعتبار حركة المبيعات جيدة".
وداخل المحل، كانت العشرينية كارولين جاب الله تبحث عن هدية لخطيبها، وقالت وهي ترتدي الكمامة، "كنت أتمنى أن استطيع الخروج (للتنزه) فى هذا اليوم، لكن سنحتفل فى المنزل مع الأسرة خوفا من الفيروس".
وتمنت أن تنتهى أزمة الفيروس سريعا من أجل الاحتفال بزواجها بالشكل الذى تريده، مشيرة إلى أن الحفل كان من المفترض أن يقام هذا العام، لكنها أجلته بسبب قرار منع إقامة حفلات الزفاف.
