تفنيد شائعة: هل تباطأت منظمة الصحة العالمية في إعلان كوفيد-19 حالة طوارئ عالمية ؟
بكين 23 إبريل 2020 (شينخوا) في الوقت الذي تقوم فيه منظمة الصحة العالمية بتنسيق الاستجابة العالمية لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، اتهمها بعض النقاد دون وجه حق بأنها تصرفت ببطء شديد في إعلان كوفيد-19 حالة طوارئ صحية عالمية.
فمنذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، لم يكن جعل الآخرين كبش فداء وإلقاء اللوم على مكان آخر في مواجهة استجابتها المتراخية بالشيء الجديد على الإدارة الأمريكية.
وصار واضحا بما فيه الكفاية أن منظمة الصحة العالمية، الهيئة الصحية العالمية، أصبحت هدفها الجديد.
في 14 إبريل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته ستوقف تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، التي اتهمها "بسوء الإدارة الشديد والتستر على انتشار فيروس كورونا الجديد".
وقوبلت هذه الخطوة الغريبة وغير المسؤولة بردود فعل وانتقادات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، بقيادة ألمانيا وفرنسا والصين وروسيا وإيران وجنوب إفريقيا والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي قال إن منظمته تأسف لقرار الولايات المتحدة.
فقد قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في 15 إبريل إن "إلقاء اللوم لا يفيد. الفيروس لا يعرف الحدود. يجب أن نتعاون بشكل وثيق لمكافحة كوفيد-19".
وذكر ماس في حسابه على تويتر أن "أحد أفضل الاستثمارات هو أن تقوم الأمم المتحدة، وخاصة منظمة الصحة العالمية التي تفتقر إلى التمويل الكافي، على سبيل المثال بتعزيز تطوير وتوزيع الاختبارات واللقاحات".
واتفق نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والتجارة الأيرلندي سيمون كوفيني مع انتقادات ماس، واصفا القرار الأمريكي بأنه "لا يمكن الدفاع عنه" و"صادم"، فيما وصفه الاتحاد الإفريقي بأنه "مؤسف للغاية".
وأشار تيدروس خلال مؤتمر صحفي افتراضي عقد يوم الأربعاء إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت كوفيد-19 حالة طوارئ عالمية، وهي أعلى مستوى من الإنذار، في الوقت المناسب.
وقال "إذا نظرنا إلى الوراء، أعتقد أننا أعلنا حالة الطوارئ، في الوقت المناسب ...حينها كان لدى بقية العالم وقت كاف للاستجابة".
ففي 30 يناير، أعلن رئيس منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا الجديد حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي، مطلقا بذلك أعلى مستوى من الإنذار بشأن الفيروس للعالم.
ولفت إلى أن "هذا الأمر مضى عليه أكثر من شهرين و21 يوما، أي مضت عليه قرابة ثلاثة أشهر من الآن"، عندما كانت هناك 82 حالة فقط دون حالات وفاة" خارج الصين، مضيفا أنه كان من الممكن وقف سلاسل انتقال العدوى.
وأوضح تيدروس أن "المدير العام ليس فقط هو من يخرج ويعلن حالة طوارئ عالمية، مضيفا "فلدينا خبراء، يمثلون جميع أنحاء العالم، يجتمعون ويناقشون".
فقد جاء إعلان حالة الطوارئ الصحية العامة ذات الاهتمام الدولي عقب اجتماع مغلق للجنة الطوارئ في نفس اليوم، توصل خلاله خبراء الصحة من جميع أنحاء العالم إلى توافق بأن معايير إعلان حالة طوارئ عامة صارت مستوفاة.
وقال تيدروس إن "هذا التوافق أدى إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية من جانب منظمة الصحة العالمية، والتي أعلنتها بنفسي".
وفي نفس المناسبة، ذكر مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، أن "منظمة الصحة العالمية رفعت من الناحية الفنية أعلى مستوى لديها من الإنذار بموجب القانون الدولي"، في إشارة إلى اللوائح الصحية الدولية لعام 2005، وهي اتفاقية قانونية بين جميع الدول الأعضاء في المنظمة.
وحتى يوم الأربعاء، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم 2.6 مليون حالة، ليصل إلى أكثر من 185 دولة ومنطقة، وفقا لما ذكره مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.
وسجلت الولايات المتحدة، بؤرة تفشي الجائحة، 840897 حالة إصابة و46611 حالة وفاة بفيروس كورونا الجديد حتى الساعة 08:39 من صباح اليوم (الخميس) بتوقيت بكين (00:39 بتوقيت غرينتش)، وكلاهما الأعلى بين الجميع.
دعا رئيس منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها بتجميد التمويل للمنظمة، وأعرب عن أمله في أن تدعم الولايات المتحدة مرة أخرى عمل منظمة الصحة العالمية وتواصل إنقاذ الأرواح.
وقال "آمل أن تثق الولايات المتحدة بأن هذا الاستثمار هام ليس فقط لمساعدة الآخرين، وإنما لكي تبقى الولايات المتحدة آمنة أيضا".