تعليق: الاستئثار باللقاح يؤدي إلى تضاؤل الضوء في نهاية النفق
بكين 30 ديسمبر 2020 (شينخوا) تقلل الولايات المتحدة بممارستها في التعامل الذاتي التام للاستئثار باللقاح، الضوء الموجود في نهاية نفق الجائحة المدمرة.
وبينما ينتظر عدد لا يحصى من الأشخاص في أنحاء العالم، خاصة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة في الدول النامية والأقل تقدما، الحصول على اللقاح، تحاول الولايات المتحدة وبعض الدول الغنية الأخرى تخزين لقاحات عديدة قدر المستطاع.
وذكر تقرير نشره تحالف لقاح الشعب في ديسمبر، أن هذه الدول الغنية التي تمثل 14 في المائة فقط من سكان العالم اشترت بالفعل أكثر من نصف لقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) الموجودة في العالم، مضيفا أن تسعة من بين كل عشرة أشخاص في الدول الفقيرة لن يحصلوا على اللقاح العام المقبل.
وبإعاقة وصول اللقاح للفقراء والمحتاجين، تكون واشنطن انتهكت التزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتهربت من مسؤوليتها الأخلاقية الواجبة كالقوة العظمى الوحيدة في العالم، ومن المثير للسخرية أنه غاب عنها هدف محاربة المرض.
إن الفيروسات عدو مشترك للعالم بأسره، ولن يكون هناك أحد في أمان حتى يكون الجميع في آمان. وإن التحصين الكامل في منطقة محددة أو دولة واحدة لا يمكنه القضاء على العامل الممرض في جميع أركان العالم. على العكس، فإنه سيطيل فقط فترة المرض ويزيد تكاليف الحرب العالمية ضد الفيروس.
وقال باحثون في أحدث تقرير نشرته جامعة نورث إيسترن، إن احتكار الدول الغنية للقاحات من الممكن أن يؤدي إلى تضاعف عدد حالات الوفيات مقارنة بعدد الوفيات الذي سيتم تسجيله إذا تم توزيعها بالتساوي.
فعندما يكون الإمداد محدودا، يتعين على العالم ضمان تطعيم بعض الأشخاص في جميع الدول، بدلا من تطعيم جميع الأشخاص في بعض الدول، كما حذرت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر.
وإن التعاون هو أكثر الأسلحة فعالية لهزيمة الفيروس، ولكن الاستئثار باللقاح واحتكاره يقوض الرغبة الجماعية العالمية لهزيمة المرض ويكشف أنانية واشنطن وبعض دول الغرب وقصر نظرها.
ويفسر غياب تدابير الوقاية والسيطرة الفعالة والصارمة، خروج المرض عن السيطرة في الولايات المتحدة. فحتى يوم الثلاثاء، سجلت البلاد حوالي 19.5 مليون حالة، من بينهم ما يزيد على 338500 حالة وفاة، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.
ويتعين على الولايات المتحدة تعزيز تدابير الوقاية الخاصة بها وتطعيم شعبها، بدلا من تخزين اللقاحات.
كما تحتاج الولايات المتحدة أيضا للعمل بشكل أوثق مع المجتمع الدولي في إنتاج وتوزيع اللقاحات، حتى يستطيع الجنس البشري تخطي هذا المرض في أقرب وقت ممكن.
لطالما دعمت الصين هذه الفكرة. ووعدت بأن يكون لقاح كوفيد-19 الصيني "منفعة عالمية عامة،" وانضمت إلى كوفاكس، وهى مبادرة عالمية تدعمها منظمة الصحة العالمية، لضمان توزيع اللقاحات بشكل عادل، وقدمت لقاحات إلى كل من البرازيل وإندونيسيا ومصر وبعض الدول الأخرى، وبذلت جهودا مطردة من أجل سهولة وصول اللقاحات إلى الدول الفقيرة والقدرة على تحمل تكلفتها.
ومع ذلك، فإن بعض وسائل الإعلام الغربية تتهم الصين من دون أي دليل، بأنها تناور بـ"دبلوماسية اللقاح" وأنها تشارك في سباق تسلح باللقاح.
إن الصين تشارك بالفعل في سباق، ولكنه ليس سباقا لمصالح شخصية خالصة. إنه سباق ضد الوقت ليس لإنقاذ شعبها فحسب، وإنما لإنقاذ شعوب دول أخرى في العالم، من الفيروس الهادر والماكر.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن "العالم بقوة أضعف نظام صحي لدينا".
وإذا ترك احتكار اللقاح من دون قيد، فإن ذلك من شأنه دفع أضعف نظام صحي في العالم إلى أسوأ حالاته. ولهزيمة هذا العامل الممرض، يتعين على جميع الدول الأعضاء في المجتمع الدولي رفض العقلية الصفرية هذه بشكل قاطع. فبعد كل شيء، لا يمكن تحقيق الروح الإنسانية إلا بدون حرمان أحد من الحصول على لقاح إنقاذ الحياة، على الرغم من الظروف المعاكسة التي ولدوا فيها أو كمية النقود الضئيلة في جيوبهم .