تعليق ((شينخوا)): الصين والعالم...معا من أجل أحلام مشتركة في العام الجديد

2021-01-01 16:02:25|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين أول يناير 2021 (شينخوا) تحمل بداية عام جديد دائما أحلاما بالأمل والتجديد. فبعد عام 2020 الموجع، ربما لا يوجد تطلع أكثر شيوعا وتقاسما بين الناس من إنهاء الفوضى والألم والعودة إلى الوضع الطبيعي واحتضان بعض التقدم في عام 2021.

لقد أخذ الانتشار المفاجئ لمرض فيروس كورونا الجديد العالم بأسره على حين غرة في العام الماضي، وأدى بطرق عديدة إلى تعطيل وتحويل حياة عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم. ومع دقات الساعة، يصاب مئات آلاف آخرين بالمرض، ويفقد الآلاف أرواحهم يوميا حول العالم.

ومع ذلك، فإن الجائحة التي لا تحدث إلا مرة واحدة كل قرن لا تمثل بأي حال من الأحوال الصورة الكاملة للمآسي التي تجتاح الجنس البشري. فالدمار الناتج عن الحروب والنزاعات، والمعاناة الناتجة عن الفقر والجوع، والقسوة الناتجة عن الكوارث الطبيعية تقضي أيضا على إمكانية تحقيق الناس في كل مكان لأحلامهم.

ومع ذلك، فإن التاريخ البشري، منذ العصور القديمة، يمثل قصة بطولية ومستمرة من استكشاف حدود جديدة، والتغلب على المحن، وتحقيق أحلام جديدة.

إذا كانت الجائحة تعلم البشر درسا، فهو أنهم يتقاسمون مستقبلا مشتركا بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنسية. فأحلامهم، كبيرة كانت أم صغيرة، مرتبطة أيضا بالسلام والتنمية، والرغبة في حياة أفضل تظل طموحا عالميا.

إن الشعب الصيني شعب يعتز بأحلامه الجريئة منذ آلاف السنين. على مدى القرنين الماضيين، ثابر الشعب الصيني على تحقيق نهضة الأمة على الرغم من الاعتداءات الخارجية والنكسات المحلية. واليوم، أصبحت الصين أقرب من أي وقت مضى من هدفها الطموح المتمثل في تحقيق نهضة الأمة الصينية.

ورغم أن العام الماضي شكل بعض التحديات الهائلة للصين، لم يتقدم الشعب الصيني فحسب، بل حقق أيضا تقدما اجتماعيا واقتصاديا ملحوظا. لقد احتوت الصين تفشي المرض بشكل فعال، وأعادت اقتصادها إلى النمو الإيجابي، وقضت على الفقر المدقع في المناطق الريفية، ووصلت إلى النجوم في إطار مسعاها للتجول على سطح القمر والمريخ.

يوافق العام الجديد بداية الخطة الخمسية الـ14 للصين والذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، حيث تشرع البلاد في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة. وستكون هذه أيضا نقطة انطلاق جديدة لمسعى بكين الجديد لبناء البلاد لتصبح مكانا أفضل لشعبها، وتصبح قوة أقوى من أجل السلام والاستقرار العالميين.

في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتحقيق أحلامها، شقت طريقا فريدا للتنمية وفقا لاحتياجاتها وظروفها الخاصة. وهذا يمثل إلهاما مهما للحالمين في جميع أنحاء العالم: فالتحديث لا يعني بالضرورة التغريب، ومن الممكن لكل بلد وشعب أن يجد مسار التنمية الخاص به ويتبعه.

كما قدم العام الماضي إيضاحا مهما وهو: أنه قد انتهى بالتأكيد اليوم الذي تعيش فيه دولة ما بمعزل عن الآخرين وتسعى إلى تحقيق مصالح أنانية دون الاكتراث بالمخاطر التي يواجهها الآخرون. في هذا العصر الذي يتسع فيه الترابط العالمي والاعتماد المتبادل، يجب على البلدان في جميع أنحاء العالم العمل معا بشكل أوثق قدر المستطاع عندما يتعلق الأمر بالتغلب على الجائحة المستشرية، وإنقاذ الاقتصاد العالمي النازف، والتخفيف من التدهور في تغير المناخ.

لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد المميت، قام المجتمع الدولي ببناء شراكات واتباع روح العمل الجماعي من خلال مساعدة بعضه البعض بالمواد الطبية التي تشتد الحاجة إليها وتكاتف الجهود في مجال بحوث وتطوير اللقاحات.

فمن أجل مواجهة الصعوبات الاقتصادية العالمية وبناء اقتصاد عالمي أكثر انفتاحا، تعهدت مجموعة العشرين باتباع نهج منسق لتحفيز النمو ومساعدة البلدان الأخرى على حل مشكلات ديونها؛ ووقعت 15 دولة على الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم حتى الآن؛ واختتمت الصين والاتحاد الأوروبي مفاوضاتهما بشأن معاهدة الاستثمار الثنائية كما هو مقرر، ما يمهد الطريق لإبرام الاتفاقية أخيرا.

وقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس في كلمة ألقاها بمناسبة العام الجديد إيذانا ببدء عام 2021 في بكين، إنه يتعين على الناس في جميع أنحاء العالم بذل جهود مشتركة لتبديد الغيوم الداكنة لجائحة كوفيد-19 في وقت مبكر وبناء كوكب الأرض ليصبح موطنا أفضل للبشرية جمعاء.

وذكر فريدريك إنجلز ذات مرة: لا يوجد شر تاريخي عظيم بدون تقدم تاريخي تعويضي. فرغم أن العام الماضي قد يكون مليئا بالمعاناة والألم، إلا أن فجر عصر يقظة الجنس البشري قد بزغ. فالعام الجديد لن يكون أقل صعوبة. ولكن طالما أن المجتمع العالمي قادر على الترابط مع بعضه البعض في مواجهة تلك الاختبارات، فإن الإمكانات البشرية ستكون دائما بلا حدود.

الصور

010020070790000000000000011101451396346871