مقالة خاصة: الجدول الزمني للمساءلة الثانية لترامب يظهر في العد التنازلي الأخير للرئاسة المثيرة للانقسام

واشنطن 10 يناير 2021 (شينخوا) ظهر جدول زمني لإجراءات بمجلس النواب الأمريكي لعزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للمرة الثانية خلال أكثر من عام بقليل، في العد التنازلي الأخير لرئاسة الجمهوريين المثيرة للانقسام.

قد يتخذ مجلس النواب أية بنود لعزل ترامب في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وفقا لعضو مجلس النواب الأمريكي، جيمس كليبورن. وقال في مقابلة مع ((سي أن أن)) "قد يكون الثلاثاء أو الأربعاء قبل اتخاذ الإجراء، لكني أعتقد أنه سيتم اتخاذه هذا الأسبوع".

أدلى كليبورن بهذه التصريحات بعد يوم من إعلان أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين أنهم يعتزمون تقديم مادة قانونية واحدة لبدء مساءلة ترامب يوم الاثنين، سعيا لعزل الرئيس من منصبه بتهمة "التحريض على التمرد" في مبنى الكونغرس (الكابيتول هِل)، الأسبوع الماضي. وكتب عضو الكونغرس ديفيد سيسلين، من رود آيلاند، الذي شارك في صياغة القرار، على تويتر يوم الأحد، أن الوثيقة شارك فيها 210 حتى الآن.

وفي رسالة إلى زملائها يوم الأحد، قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إن القرار الذي يقوده الديمقراطيون سيتم تقديمه إلى مجلس النواب يوم الإثنين، ويدعو نائب الرئيس مايك بنس إلى "الاجتماع وحشد أعضاء الحكومة لتفعيل التعديل الـ25 لإعلان عدم قدرة الرئيس على تنفيذ مهام منصبه"، وهي خطوة تسمح لبنس بممارسة صلاحياته على الفور كرئيس للولايات المتحدة بالوكالة.

وكتب كبيرة الديمقراطيين في الكونغرس "ندعو نائب الرئيس للرد خلال 24 ساعة. بعد ذلك، سنمضي في تقديم تشريع العزل إلى المجلس".

وفي حالة تم تمرير أية بنود لعزل ترامب في مجلس النواب قبل أن يتنحى في وقت لاحق من هذا الشهر، فإن الديمقراطيين، الذين لديهم غالبية في مجلس النواب، قد ينتظرون حتى لما بعد الـ100 يوم الأولى من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، لإرسال التشريع إلى مجلس الشيوخ للمحاكمة، وفقا لما قاله كليبورن.

وأضاف هذا الديمقراطي من ولاية ساوث كارولينا "سيحدث هذا فقط إذا لم يتم الإرسال (لمجلس الشيوخ) خلال 100 يوم، فيمكن - أن نمنح الرئيس المنتخب بايدن 100 يوم يحتاجها لبدء جدول أعماله وتنفيذه، وربما سنرسل المواد القانونية في وقت ما بعد ذلك".

ينص دستور الولايات المتحدة على أن مجلس النواب "لا يملك سوى سلطة وحيدة لبدء العزل"، وأن "لمجلس الشيوخ السلطة الوحيدة للمحاكمة والتصديق على جميع دعاوى العزل".

ولا يمكن أن تحدث الإدانة إلا في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتتطلب ما لا يقل عن ثلثي أعضائه، أو 67 عضوا في مجلس الشيوخ، يصوتون لصالح مادة واحدة على الأقل من إجراءات العزل، بعد المحاكمة. ولم يتم عزل أي رئيس أمريكي فعلي أو حالي، من منصبه من قبل الكونغرس من خلال العزل، وفقا لخبراء قانونيين.

في خضم ذلك، يشعر بعض الديمقراطيين بالقلق من أن المحاكمة الثانية التي قد تجري بمجلس الشيوخ لعزل ترامب، والتي من المحتمل أن تكون عملية تستغرق وقتا طويلا، يمكن أن تعطل التصديقات المطلوبة لمرشحي بايدن لإدارته من قبل مجلس الشيوخ المُقسم بالتساوي، في وقت لا تزال فيه البلاد المُستقطَبة سياسيا، عالقة وسط تزايد تفشي وباء كوفيد-19، والصعوبات الاقتصادية.

في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، تجاهل بايدن يوم الأحد سؤالا صائحا يسأله عن مدى الإرباك الذي قد يحدثه إجراء مجلس الشيوخ لمحاكمة أخرى لعزل ترامب، على أجندته.

كان مجلس النواب، بقيادة الديمقراطيين، قد أجرى عزل ترامب في عام 2019 بعد تحقيق أثارته شكوى من مبلّغ عن مخالفات أثارت مخاوف بشأن تعاملات البيت الأبيض مع أوكرانيا، ولكن مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون، قد برأ الرئيس في وقت لاحق، مما سمح له بمواصلة تولي المنصب.

ولم يتم عزل أي رئيس أمريكي فعلي أو حالي، من منصبه من قبل الكونغرس من خلال العزل، ولم يقم مجلس النواب بإجراءات لعزل رئيس أكثر من مرة.

كان حشد من أنصار ترامب قد تجاوز الشرطة واقتحم بالعنف مبنى الكابيتول في 6 يناير، عندما كان الكونغرس يصادق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، في انتخابات الرئاسة لعام 2020. وأجبرت الفوضى والعنف على إغلاق مباني الكابيتول، ونجم عنها سقوط 5 قتلى، بينهم شرطي، وإصابة العشرات.

وقبيل وقت قصير من اندلاع العنف الدموي واقتحام مبنى الكابيتول، خاطب ترامب حشدا خارج البيت الأبيض، وحث مؤيديه على السير نحو هذا المعلم التاريخي لتشجيع المشرعين الجمهوريين على الطعن في نتائج الهيئة الانتخابية، وواصل رفض الاعتراف بشرعية النتائج، متحججا بمزاعم لا أساس لها حول حدوث تزوير بالانتخابات.

ويواجه ترامب عاصفة شديدة من الانتقادات من الحزبين وسط دعوات متزايدة من الحزبين له بالاستقالة أو التنحي من منصبه فورا، في أعقاب اقتحام مبنى الكونغرس.

قال السناتور الأمريكي بات تومي، وهو جمهوري من بنسلفانيا من المقرر أن يتقاعد في عام 2022، لشبكة ((سي أن أن)) يوم الأحد، إنه يعتقد أن القائد العام للقوات المسلحة يجب أن يستقيل.

وقال أيضا "أعتقد في هذه المرحلة، مع بقاء بضعة أيام فقط، إنها (الاستقالة) الطريقة الأفضل للمضي قدما، وأفضل طريقة لجعل هذا الشخص في مرآة الرؤية الخلفية لنا، يمكن أن تحدث فورا"، "ولكني غير متفائل بحدوث ذلك، وأرى أنها أفضل طريقة للمضي قدما".

ووفقا لما يرد من تقارير، فإنه لا توجد خطط لترامب للتنحي قبل 20 يناير، عندما تنتهي فترته، ويؤدي بايدن اليمين كرئيس للولايات المتحدة.

وفقا لاستطلاع رأي أجرته ((إبسوس)) بالشراكة مع ((أي بي سي الإخبارية))، يعتقد 56 في المائة من الأمريكيين أنه يجب عزل ترامب من منصبه قبل النقل الرسمي للسلطة، بينما قال 43 في المائة إنه لا ينبغي عليه أن يفعل ذلك. هذه القضية قد قسّمتهم على أسس حزبية، حيث هناك 94 في المائة من الديمقراطيين يؤيدون عزله، بينما هناك 13 في المائة فقط من الجمهوريين يؤيدون ذلك.

من المقرر أن يتوجه ترامب إلى ألامو بولاية تكساس يوم الثلاثاء "للاحتفال باستكمال أكثر من 400 ميل" من الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، كرمز لسياسته المتعلقة بالهجرة، ومصدر للصراع الحزبي الذي ساهم في أطول إغلاق للحكومة الفيدرالية في التاريخ من أواخر عام 2018 إلى أوائل عام 2019.

في 7 يناير، أكد الكونغرس الأمريكي تصويت الهيئة الانتخابية لعام 2020، حيث فاز بايدن بـ 306 أصوات مقابل 232 لترامب. ويتطلب الفوز بالبيت الأبيض 270 صوتا انتخابيا على الأقل. وفاز بايدن أيضا بالأصوات الشعبية بـ7 ملايين وأكثر من 4 نقاط مئوية.

وبعد تصديق الكونغرس على فوز بايدن، أقر ترامب بالهزيمة وتعهد بضمان "انتقال سلس ومنظم وسلس للسلطة"، وأدان العنف في مبنى الكونغرس.