تعليق ((شينخوا)): على العالم أن يتوقف عن إنكار التدهور البيئي الفتاك

2021-01-12 14:16:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 11 يناير 2021 (شينخوا) نظرا لكون جائحة كوفيد-19 تؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم وتؤجل العديد من الأحداث العالمية، لا بد أن تتواصل الجهود لمواجهة التحديات العالمية الملحة الأخرى، مثل تغير المناخ وفقدان الأنواع.

وقد انطلق حدث افتراضي حول المناخ والتنوع البيولوجي، قمة كوكب واحد، يوم الاثنين. ويعلق الخبراء وصانعو السياسات في جميع أنحاء العالم آمالا كبيرة على تحفيز العمل للحفاظ على الأرض في العام الجديد وما بعده.

وهناك أحداث عالمية أخرى مماثلة مثل محادثات الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي في الصين ومؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ (مؤتمر كوب 26) في بريطانيا، والتي كان من المقرر عقدها العام الماضي، تم إعادة جدولتها لتعقد هذا العام.

إن تأجيل هذه القمم البيئية الرئيسية لا ينبغي أن يؤدي إلى تأخير العمل. فرغم أنه يصعب التوفيق بين الاستجابة للجائحة والعمل البيئي، إلا أن مخاطر التدهور البيئي يمكن أن تزداد فتكا.

ففي أكتوبر الماضي، حذرت لجنة التنوع البيولوجي التابعة للأمم المتحدة من أن الأوبئة المستقبلية ستظهر بشكل أكثر تكرارا وتقتل المزيد من الناس وتلحق ضررا أكبر بالاقتصاد العالمي من ذلك الناتج عن كوفيد-19 إذا لم يتحقق تحول جوهري في كيفية تعامل الإنسان مع الطبيعة.

والنبأ السار هو أن العديد من البلدان بدأت بالفعل في التحول إلى مستقبل مختلف وأنظف، مع وجود استجابات في فترة ما بعد الجائحة يمكن أن تغذي الانتقال إلى عالم منخفض الكربون.

في يوليو، توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق للتعافي يشمل تخصيص قرابة 550 مليار يورو (671 مليار دولار أمريكي) لمشاريع خضراء على مدى السنوات السبع المقبلة، وهو أكبر تعهد فردي لتمويل المناخ على الإطلاق.

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في سبتمبر، قدمت الصين تعهدا طموحا بالوصول إلى ذروة الانبعاثات قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060. ويقول الباحثون إن هذا وحده يمكن أن يحد من الاحترار العالمي بما يتراوح بين 0.2 و0.3 درجة مئوية خلال القرن الحالي.

وعلى المستوى المحلي، يستكشف القائمون على إدارة المدن طرقا مبتكرة لتخضير اقتصاداتهم. فقد افتتحت كلوديا لوبيز، عمدة العاصمة الكولومبية بوغوتا، ما يقرب من 117 كم من الممرات الجديدة المخصصة للدراجات للمساعدة في منع انتشار كوفيد-19 مع تحسين جودة الهواء في نفس الوقت.

تؤثر المشكلات البيئية على كل كائن حي على هذا الكوكب. ولا يمكن حل هذه المشكلات إلا بطريقة جماعية وحاسمة. فليس من العدل أن يعاني الفقراء والفئات الأكثر ضعفا من الجفاف المميت وموجات الحر والفيضانات وارتفاع منسوب المياه وحرائق الغابات بينما يقوم الأثرياء بتأخير أو حتى رفض العمل من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية.

تماما كما هو الحال في الحرب ضد كوفيد-19، يجب على البلدان التوقف عن التشدق بالكلام أو توجيه أصابع الاتهام. عليهم إظهار المزيد من حسن البصيرة، وإبداء التزام أقوى، واتخاذ إجراءات حازمة لمعالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

إن جميع أشكال الحياة على الأرض تتقاسم مستقبلا مشتركا. وقد أبرزت الجائحة وسلطت الضوء على حقيقة أن صحة وثروة ورفاهية البشرية تعتمد على صحة وثروة ورفاهية بيئتها. وإن التأخير مكلف للغاية بالنسبة لكوكب الأرض وجميع سكانه. فثمة حاجة ماسة إلى عمل دؤوب.

الصور

010020070790000000000000011100001396611801