تحقيق إخباري : انتاج البرتقال ينتعش من جديد شرقي العراق

2021-01-15 20:35:19|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بعقوبة، العراق 15 يناير 2021 (شينخوا) يقف سامي الزبيدي وحوله أحفاده وسط بستانه الكائن بأطراف قرية شفته التابعة لمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق من أجل جني محصول البرتقال الذي كان وفيرا بشكل مخالف لكل التوقعات بعد مواسم تباينت نسب الإنتاج فيها ولم تؤمن التكاليف.

وهذا الموسم يعد مختلفا عن المواسم السابقة فقد أعطى بريق أمل في إنقاذ زراعة البرتقال التي كانت مهددة بالخطر.

وتوجد في محافظة ديالى عشرات الألاف من الدونمات مزروعة ببساتين الحمضيات وخاصة البرتقال الذي تنتشر زراعته في 12 منطقة في المحافظة.

وتعد محافظة ديالى من أكثر محافظات العراق انتاجا للبرتقال حتى سميت عاصمتها بعقوبة بمدينة البرتقال، حيث يتميز برتقالها بالجودة والمذاق اللذيذ.

وقال الزبيدي البالغ من العمر (61 سنة) لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو واقف في بستانه الذي تبلغ مساحته 8 دونمات (الدونم يساوي 2500 م2) والذي ورثه عن أجداده ، وهو يشير إلى إحدى الأشجار "هذه عمرها 60 سنة زرعت بعد مولدي بعام تقريبا ولاتزال تنتج البرتقال وبوفرة".

وأضاف الزبيدي أن انتاج البرتقال في الموسم الحالي زاد بنسبة 30 بالمائة تقريبا وهي نسبة غير متوفرة للكثيرين، ولكن هذا هو رزق السماء، بالإضافة إلى جودة الانتاج وخلوه من أية آفات زراعية فتاكة.

من جانبه قال علوان صبري مزارع من أهالي بهرز (10 كم) جنوب بعقوبة "إن الموسم الحالي يمكن أن نصفه بأنه أفضل من المواسم الأخرى وهذا ما ساهم في زيادة الانتاج ووفرته".

وأضاف صبري الذي يملك بستان تزيد مساحته على خمسة دونمات إن أسعار البرتقال حتى الأن جيدة، والاستيراد لم يؤثر كثيرا، وأن الاقبال على شراء برتقال ديالى مستمر، وأرسلنا 10 اطنان قبل يومين إلى أسواق بغداد ونعد لإرسال كميات أخرى.

وتابع أن" سعر البرتقال يباع حاليا ب 700 دينار و800 بالجملة وهو أفضل من العام الماضي الذي وصل فيه السعر إلى 300 و400 دينار فقط في أحسن الاوقات".

إلى ذلك أوضح محمد المندلاوي مدير إعلام زراعة ديالى أن انتاج الحمضيات بشكل عام في المحافظة بلغ أكثر من 43 الف طن، لافتا إلى أن الجزء الأكبر من الإنتاج هو البرتقال الذي يملك شهرة واسعة على مستوى العراق.

وأضاف المندلاوي أن" انتاج الحمضيات في ديالى لهذا الموسم كان الأفضل قياسا بالسنوات الماضية"، مؤكدا بأن الجزء الأكبر من الانتاج ذهب إلى أسواق بغداد والشمال والجنوب في ظل تدفق عشرات التجار لشراء البرتقال خاصة وأن جودته معروفة وهو أفضل بكثير من المستورد".

فيما أشار رئيس الجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي إلى أن "انتاج البرتقال بشكل خاص ارتفع من (30-35 ) بالمائة خلال الموسم الحالي رغم أن ديالى فقدت آلاف الدونمات من بساتين البرتقال في السنوات الماضية.

وأضاف التميمي أن" ديالى تمتلك بساتين قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من كل أنواع الحمضيات لو توفر الدعم الحقيقي للمزارعين في كل الاتجاهات، مؤكدا أن الحمضيات تنافس المستورد بل أفضل منه بكثير، داعيا إلى فتح قنوات تسويق لدول الخليج والمغرب وحتى الدول الأسيوية.

أما قائممقام بعقوبة (أعلى مسؤول إداري بالمدينة) عبدالله الحيالي فقال "إن ريف بعقوبة من أكبر نوافذ انتاج الحمضيات في ديالى وخاصة قرى خرنابات والهويدر وبهرز وشفته ومناطق أخرى".

وأشار الحيالي إلى أن تلك المناطق فقدت سبعة آلاف دونم من البساتين خلال السنوات الماضية بسبب التجريف الناجم عن أزمة السكن".

وأضاف الحيالي أن" الانتاج للموسم الحالي أنعش الأسواق وأعطى بارقة أمل للمزارعين لأن الأسعار كانت جيدة نوعا ما، لكن الأمر يحتاج للمزيد من الدعم الحكومي لأنه لدينا ثروة خاصة وأن أشجار البرتقال تنتج لعقود وهي من الأشجار التي تحتاج إلى عناية واهتمام دائم".

بدوره قال المهندس الزراعي فيصل الزيدي إن" ديالى يمكن أن تعود لمعدلات الانتاج من البرتقال كما في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي لو توفر لها الدعم للإنتاج بإيقاف المستورد ".

وأضاف الزيدي أن" البرتقال في ديالى هو الأجود في منطقة الشرق الأوسط ولو توفر له تسويق للخارج سيكون من المسارات المهمة لفتح الآفاق أمام المزارعين في تعزيز رصيدهم المالي لتغطية التكاليف"، متوقعا أن تشهد السنوات المقبلة خطوات تشجيعية في هذا المجال.

ويجمع المختصون والمزارعون على ضرورة دعم الحكومة لإنتاج البرتقال من خلال إعادة البساتين التي دمرت بسبب الحرب على الإرهاب، لكي يساهم هذا القطاع بتوفير فرص عمل وأموال في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العراق.

الصور

010020070790000000000000011101451396711021