تعليق: هوس واشنطن بالتقلبات السياسية

2021-01-22 17:48:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 22 يناير 2021 (شينخوا) كما هو متوقع ، فإنه في غضون ساعات من تنصيبه يوم الأربعاء، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على سلسلة من الأوامر التنفيذية، تغير جزءا كبيرا من سياسات سلفه دونالد ترامب.

وبدءا من العودة إلى اتفاقية باريس ومرورا بوقف الانسحاب الأمريكي من منظمة الصحة العالمية، ووصولا إلى إنهاء بناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك وإلغاء حظر السفر لأولئك القادمين من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، تحرك بايدن بسرعة لتفكيك ما يسمى بـ "الإرث السياسي" الذي روج له ترامب في خطاب الوداع.

وقال بايدن إن الأوامر التنفيذية تهدف إلى الوفاء بالوعد الذي قطعه للناخبين وضمان اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة التحديات الحرجة في الولايات المتحدة. ولاقت إجراءات بايدن ترحيبا من جانب المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس ومنظمة الصحة العالمية، لأن القوة العظمى الوحيدة في العالم مستعدة أخيرا لوقف القطيعة التي استمرت لسنوات والانضمام إلى الجهد العالمي لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية.

ومع ذلك، من المستحيل تجاهل حقيقة أن معظم تعديلات بايدن، مثل اتفاقية باريس والاتفاق النووي الإيراني والشراكة عبر المحيط الهادئ، دفع إليها ووقعها الرئيس الأسبق باراك أوباما . وكان ترامب قد اعتبر تلك المعاهدات الدولية "ضارة " بمصالح أمريكا وألغيت واحدة تلو الأخرى في أيام حكمه.

الآن، يبقى السؤال المهم: هل ستكون هناك سلسلة أخرى من التراجعات في البيت الأبيض بمجرد أن يؤدي رئيس جديد اليمين الدستورية بعد أربع أو ثماني سنوات؟

أشار محللون سياسيون إلى أن كلا من أوباما وترامب اعتمدا كثيرا على الأوامر التنفيذية للدفع بمبادرات سياسية مثيرة للجدل، والتي أمكن إبطالها بسهولة عندما فقدا سلطاتهما الرئاسية.

وراء هذا الهوس بالتقلبات السياسية، نظام سياسي أمريكي مختل نتج عن استقطاب سياسي ومشاحنات حزبية وانهيار اجتماعي.

وكما يبدو في السنوات الأخيرة، فإن صانعي السياسة في الولايات المتحدة كانوا أكثر اهتماما بخدمة ناخبيهم وتوسيع قاعدتهم وإرسال رسالة تدل على الوفاء بوعودهم والإخلاص لقادتهم السياسيين وليس تخطي الانتماءات الحزبية بحثا عن أفضل الحلول للمشكلات الشائكة في الداخل والخارج. وإن أوامرهم التنفيذية قد تؤتي ثمارها في الأجل القصير ولكن من شأنها أن تزيد التوتر وتعمق الانقسام على الأجل الطويل.

وفي السنوات الأربع الأخيرة أضعفت السياسة الداخلية الأمريكية الحلم الأمريكي الذي كان يحتفي بالتنوع العرقي وتكافؤ الفرص، وتركت المهاجرين بعيدين عن أطفالهم وحرمتهم من المدارس والوظائف.

وفي تلك السنوات أيضا، لم تكتف السياسة الخارجية الأمريكية المتقلبة بإرباك المجتمع الدولي وتعميق الأزمة العالمية فحسب ، بل إنها ألحقت ايضا ضررا كبيرا بالولايات المتحدة نفسها ، تاركة ما يربو على 40 ألف من الوفيات جراء جائحة كوفيد-19، ومشوهة مصداقيتها ونفوذها العالميين.

لقد أظهر خطاب تنصيب بايدن يوم الأربعاء وعيه بالتحديات الهائلة التي تواجه أمريكا. ومع ذلك، يجب أن يدرك أن الأوامر التنفيذية ليست حلا طويل الأمد. من أجل المساعدة في إصلاح النظام السياسي الأمريكي المتصدع، ربما يحتاج هو وإدارته إلى البدء بالتخلص من هوس التقلبات السياسية أولا.

الصور

010020070790000000000000011100001396899781