تعليق ((شينخوا)): المحادثة الهاتفية بين شي وبايدن تبعث بإشارات إيجابية للعالم

2021-02-12 12:13:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 11 فبراير 2021 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن أول محادثة هاتفية بينهما يوم الخميس منذ دخول الأخير البيت الأبيض في أواخر يناير، ليبعث ذلك بسلسلة من الإشارات الإيجابية إلى المجتمع الدولي.

تجسدت الإشارة الأولى في تبادل التهاني بين الرئيسين بمناسبة حلول السنة القمرية الصينية الجديدة.

فعيد الربيع هو عيد مهم جدا بالنسبة للصينيين. وتمثل المحادثة الهاتفية بين رئيسي الدولتين عشية السنة القمرية الصينية الجديدة نقطة انطلاق جديدة للاتصال المباشر، وترمز إلى النوايا الحسنة، وتتوافق مع تطلعات الصينيين والأمريكيين، وكذلك تطلعات المجتمع العالمي الأوسع.

وتتمثل الإشارة الإيجابية الثانية في وجود إرادة مشتركة للحفاظ على التواصل بين الجانبين. فقد اتفق الزعيمان في حوارهما على الحفاظ على تواصل وثيق حول العلاقات بين الصين والولايات المتحدة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال بايدن إن واشنطن مستعدة لإجراء حوار صريح وبناء مع الصين بروح الاحترام المتبادل وتحسين التفاهم المتبادل وتجنب سوء الفهم وسوء التقدير. وتحمل هذه الاتفاقات أهمية إيجابية تجاه عمل بكين وواشنطن على تبديد سوء الفهم والدخول في حوار طبيعي.

على مدى السنوات القليلة الماضية، واجهت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة أخطر الصعوبات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. فقد رأى بعض الساسة في واشنطن، الذين ظلوا عالقين في عقلية الحرب الباردة، في الصين تهديدا خطيرا للولايات المتحدة. وطرحوا مجموعة من السياسات التي تتدخل في الشؤون الداخلية للصين وتضر بمصالح الشعب الصيني. لدرجة أنهم حاولوا فك الارتباط بين البلدين والدعوة إلى حرب باردة جديدة.

ومع تنصيب إدارة بايدن، باتت عودة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى المسار الصحيح طموحا مشتركا للمجتمع الدولي.

وعند النظر إلى العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، على المرء أن يحجم عن التركيز على المواضيع التي يختلف فيها البلدان وينظر بدلا من ذلك إلى الصورة الأكبر.

من الطبيعي جدا أن تختلف بكين وواشنطن مع بعضهما البعض في بعض القضايا. وفي مواجهة تلك الخلافات، يحتاج الطرفان إلى احترام بعضهما البعض، ومعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة، وإدارة خلافاتهما بطريقة بناءة. وتتمثل إحدى طرق إدارة الخلافات هذه في إعادة إنشاء آليات حوار مختلفة من أجل فهم نوايا سياسات بعضهما البعض بشكل صحيح.

وتكمن الإشارة الثالثة في الاعتراف بروح التعاون. فالتاريخ والواقع يظهران بوضوح أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة؛ وأن الحوار دائما أفضل من الاحتكاك.

على مدى أكثر من أربعة عقود مضت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نمت العلاقات الثنائية لتصبح واحدة من أكثر العلاقات المرتبطة ببعضها البعض في العالم وتندرج تحتها مجالات رحبة من التعاون ومجالات واسعة ذات اهتمام مشترك.

ويتفق التعاون مع المصالح الجوهرية للجانبين ويمثل اتجاها شعبيا لا يمكن عكس مساره.

وعلى المسرح العالمي، يمكن للتعاون بين الصين والولايات المتحدة أن يحقق الكثير. فقد حارب البلدان معا الإرهاب، وعالجا الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وكافحا وباء الإيبولا، وتعاونا في اتفاقية باريس للمناخ.

ولأن العالم يمر بتحول لم يُشهد منذ قرن تزيد من حدته جائحة مستعرة، يجب على الصين والولايات المتحدة تحمل مسؤولياتهما كدولتين كبيرتين للتصدي بشكل مشترك للتحديات العالمية. ويتعين عليهام الحفاظ على الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعزيز السلام والتنمية في العالم.

في الوقت الحالي، تقف العلاقات الثنائية التي يمكن القول أنها الأكثر أهمية في العالم، تقف عند منعطف جديد وحاسم، ويمكن لدبلوماسية رؤساء الدول أن تلعب دورا توجيهيا لا غنى عنه.

مع التطلع إلى المستقبل، يجب على البلدين بذل جهود مشتركة في نفس الاتجاه، واتباع روح عدم الصراع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل، وتحقيق تعاون يقوم على الفوز المشترك، والتركيز على التعاون، وإدارة خلافاتهما، والعمل من أجل تنمية سليمة ومستقرة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

010020070790000000000000011100001397389501