مقالة خاصة: مبادرات شبابية ومجتمعية لتوفير أجهزة أكسجين لمصابي كورونا في الضفة الغربية

2021-03-16 02:43:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 15 مارس 2020 (شينخوا) دفع تزاحم المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في المستشفيات الفلسطينية بالضفة الغربية لإطلاق مبادرات لتوفير أجهزة توليد أكسجين لمن يستكملون مرحلة العلاج داخل بيوتهم.

وجاءت المبادرات الشبابية والمجتمعية التي انطلقت منذ عدة أيام في مدن وقرى الضفة الغربية تزامنا مع وصول المستشفيات الحكومية إلى "الخط الأحمر من حيث عدد المرضى بفيروس كورونا".

وتعد مبادرة "نفس البلد" إحدى المبادرات التي بدأت فعليا منذ يومين بالعمل في توزيع أجهزة الأكسجين على مرضى كورونا المتواجدين داخل بيوتهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

ويقول الناشط الشبابي رائد حموري أحد القائمين على المبادرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المبادرة الشبابية أنشئت بتمويل وتبرع من قبل 14 ألف فلسطيني في الضفة الغربية ينتمون إلى جروب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويضيف حموري (37 عاما) من رام الله ويعمل في القطاع الخاص، أن المبادرة "رد فعل لتوفير أجهزة أكسجين لمرضى كورونا في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المستشفيات الحكومية في الضفة والارتفاع الكبير في عدد المصابين".

ووفرت الحملة خلال يومين قرابة 25 جهاز أكسجين سعة 5 و10 لترات عبر شرائها من الشركات المحلية، تم توزيعها على مرضى بحاجة إليها حسب كشف طبي وتحت إشراف فريق متطوع من الكوادر الطبية والمختصين.

ويشير حموري بينما كان يتنقل في سيارته لنقل أحد أجهزة الأكسجين من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية مسقط رأسه إلى بيت لحم في جنوبها رغم حالة الإغلاق، إلى أن المريض فور انتهاء حاجته للجهاز يتم إرساله إلى شخص آخر بحاجة إليه وهذه الخطوة تجعلنا ننقذ أكبر عدد من المرضى".

ويوضح الشاب الذي يفتخر بما يقوم به كونه يمثل حالة إنسانية، أن "أجهزة الأكسجين تتنقل بين مرضى كورونا في كافة المدن والمناطق عبر طاقم من الكادر الطبي المختص، كل في مكان سكانه، منعا لأي ازدحام أو نقل عدوى".

وبشأن المعيقات التي تواجهها الحملة يشير إلى أن أبرز المعيقات تتمثل بـ "ارتفاع أسعار أجهزة الأكسجين بشكل كبير بسبب زيادة الطلب عليها من قبل الجمهور الفلسطيني"، داعيا السلطات الحكومية إلى رفع الضريبة عن الشركات من أجل خفض أسعار الأجهزة.

وتتراوح أسعار أجهزة الأكسجين في الضفة الغربية التي تستوردها شركات محلية ما بين 800 إلى 1200 دولار، بحسب ما يقول صاحب احدى الشركات المحلية لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقال صاحب شركة استيراد الأجهزة الطبية الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن ارتفاع أسعار أجهزة الأكسجين ناجم عن مضاعفة أسعار شحن البضائع من المنشأ بسبب الإغلاقات جراء مرض كورونا، بالإضافة إلى دفع ضرائب للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويعول حموري على تكاتف الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية والخارج بالتواصل مع الحملة ودعمها من أجل شراء وتأمين أكبر عدد من أجهزة الأكسجين لمساعدة مرضى كورونا.

وبموازاة ذلك أطلقت مجموعة شبابية تحمل اسم (قوارب)، من مدينة رام الله عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي حملة بعنوان "معاكم ليرجع النفس" للمساهمة في الخروج من الأزمة الحالية التي تواجه مرضى كورونا.

وتقول الشابة جنين الطويل (28 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الحملة التي تقوم عليها مجموعة شباب مستقلين تستهدف جمع التبرعات لشراء أجهزة تنفس أكسجين من أجل توزيعها على مرضى فيروس كورونا.

وتضيف الطويل التي سبق أن قامت مجموعتها بإطلاق حملات مساندة عديدة لدعم المحتاجين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن الحملة الحالية جاءت في ظل حاجة الفلسطينيين الماسة لأجهزة الأكسجين وعدم قدرة المستشفيات الاستيعابية على استقبال أعداد من المرضى.

وتشير الطويل، إلى أن الإقبال على الحملة بعد مرور عدة ساعات على إطلاقها، نوعا ما مقبول، داعية رجال الأعمال الفلسطينيين في الداخل والخارج إلى دعم المبادرة للوصول إلى تحقيق أهدافها وحماية مرضى كورونا.

كما جرت مبادرات مماثلة أطلقتها أندية وبلديات وشركات صناعية فلسطينية في رام الله والخليل ونابلس وسلفيت وجنين لتوفير أجهزة توليد أكسجين لمرضى "كوفيد-19".

وأشاد مسئول ملف كورونا في جنوب الضفة الغربية عفيف عطاونة في تصريح لـ ((شينخوا))، بالحالة التكاملية بين وزارة الصحة الفلسطينية والقطاع الشعبي والمجتمعي.

وقال عطاونة إن "المبادرات والحملات بتوفير أجهزة أكسجين لمرضى كورونا في المستشفيات والمنازل يصب في مصلحة المواطن والإبقاء على مصادر الأكسجين اللازمة".

يأتي ذلك فيما أكدت الصحة الفلسطينية أن جميع محطات الأكسجين في مستشفياتها ومراكزها مدعمة بمحطات إضافية تعمل في أوقات الضرورة إضافة إلى خزانات أكسجين سائل تستخدم في حال زيادة الضغط على المحطتين.

وقالت الوزارة في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن "كل مستشفى أو مركز خاص بعلاج كورونا يحتوي على أنابيب الأكسجين المتنقلة إضافة إلى محطتي الأكسجين وخزان الأكسجين السائل لضمان عدم حدوث أي خلل".

وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن 238889 إصابة، بينها 23667 حالة نشطة، مقابل 212688 حالة تعاف، فيما بلغت حالات الوفاة 2534 في الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس منذ مارس العام الماضي.

الصور

010020070790000000000000011100001398126601