تحقيق إخباري : عيد الأم في ظل كورونا : معايدات عبر الهاتف وهدايا بواسطة خدمة التوصيل

2021-03-21 03:47:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مرجعيون ، جنوب لبنان 20 مارس 2021 (شينخوا) أمضت الشابة العشرينية وفاء حمدان (20عاما) أكثر من ساعتين تتجول في شوارع مرجعيون بجنوب لبنان علها تحظى بهدية مناسبة تقدمها لوالدتها التي تزامنت إصابتها بكورونا مع حلول عيد الأم الذي يحييه لبنان في 21 مارس من كل عام.

وفاء وهي أم لطفلين كانت قد اعتادت في هذه المناسبة تقديم الهدايا لوالدتها مع عناق طويل ، لكن هذا العام تغيرت الأحوال فالهدية ارتفع ثمنها بشكل جنوني والمعايدة وتمضية يوم عائلي في ظل الحظر بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وبوجه حزين والدموع تنهمر من عينيها أعربت وفاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن أسفها لما وصلت اليه الأوضاع في هذه الفترة القاسية فكل شيء يبدو مقفلا في وجهنا.

وأضافت "في ظل التدابير الوقائية من كورونا انقلبت تقاليدنا فلم أجد أفضل من إرسال حقيبة يد محشوة بالأدوية المضادة لوباء كورونا عبر عامل خدمة التوصيل، ومحادثتها بالهاتف في عيدها ، فالقبلات باتت عبر الأثير مع حنين حارق للعناق العائلي".

حالة وفاء مشابهة لحالة الكثيرين الذين أرغمتهم الأزمة الاقتصادية وكورونا على تغيير أنماط احتفائهم بأعياد أقرب وأعز الناس إلى قلوبهم .

الطالب الجامعي جورج السمرا، الذي يتابع دروسه عن بعد ،اكتفى بباقة ورد متعددة الألوان جمعها من الحقول البرية التي أزهرت مع انطلاقة الربيع في سهل بلدة المجيدية جنوب لبنان كهدية لوالدته في عيد الأم.

وأشار جورح لـ ((شينخوا)) إلى أن التقشف في هذه الفترة القاسية بسبب ارتفاع الأسعار أرغمه على تجاوز الهدايا الثمينة في هذه المناسبة السامية على قلبه.

وبدورها أعربت الشابة العشرينية سلوى أبو العز لـ ((شينخوا)) عن أسفها للأزمة الاقتصادية في البلاد بعدما طردت من عملها في مكتب هندسة منذ حوالي العام .

وقالت "وصلنا إلى اسوأ وضع مادي،وليست لي القدرة على شراء هدية قيمة لوالدتي ،وبكل أسف لم أتمكن سوى من شراء دواء لعلاج مرض الضغط المزمن الذي تعاني منه كهدية لوالدتي في مناسبة عيد الأم".

من جهته قال جمال حديفة وهو صاحب متجر البسة نسائية وأكسسوارات في جنوب لبنان لـ (( شينخوا)) ، إن عيد الأم في العام الحالي خذل العاملين في القطاع التجاري.

وأضاف "في ظل كورونا وتدهور الوضع المعيشي في البلاد كنا ننتظر من عيد الأم تنشيط الدورة الأقتصادية ، لكن تكرر في هذا العيد ماحصل في كل الأعياد السابقة ، من حيث هجر الزبائن للأسواق لتقتصر معايداتهم على عبارات ودية برسائل هاتفية نصية أو هدايا بخسة الثمن.

وأشار حسان غيدا ، صاحب متجر لبيع الذهب ، لـ ((شينخوا)) إلى أن زبونا واحدا اشترى لوالدته خاتما ذهبيا بمبلغ 120دولارا أمريكيا بمناسبة عيد الام ،لافتا إلى أنه في ظل الأزمة الاقتصادية يفضل اللبناني الانفاق على الضروريات الملحة.

أما الممرضة حنان الغريب التي تمضي ساعات طوال في معالجة مرضى كورونا في مستشفى بنت جبيل الحكومي فقالت لـ ((شينخوا)) إن العيد يحمل اليها غصة ويذكرها بخسارتها الأليمة لأمها التي فقدتها منذ عدة سنوات .

وقالت الثلاثينية سليمة القادري لـ ((شينخوا)) إنها تتردد في معايدة والدتها خوفا على سلامتها خصوصا وأنها في العقد الثامن من عمرها.

وأضافت "في البداية قررت عدم زيارتها والإكتفاء بمعايدتها عبر الهاتف أو من خلال مكالمة فيديو إلا أن إخوتي أقنعوني بأنه يمكننا زيارتها ومعايدتها دون أن نعانقها أو نقبلها على أن نجلس معها بمسافة التباعد الآمنة من ضمن التدابير الوقائية من كورونا.

أما الأم جوليا حداد (62عاما) فقالت لـ ((شينخوا)) في هذه المناسبة طلبت من أولادي الخمسة مع تزايد أعباء الحياة حجب الهدايا والأكتفاء بغداء احتفالي بالمناسبة .

وأضافت "فرحتنا الكبرى وعيدنا اليوم أن 3 من أفراد العائلة تجاوزوا إصاباتهم بمرض كورونا وهذا همنا في هذه الظروف الصعبة والحرجة التي نمر بها".

واشارت "علينا في هذه المناسبة تحاشي العواطف والتركيز الأكبر على الوقاية لتجنب عدوى (كوفيد-19) ولتكون المناسبة معبرة عن حب الحياة وحماية المجتمع.

ويواجه لبنان أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.

يذكر أن لبنان كان قد شرع في فرض حالة الطوارئ العامة الصحية على عدة فترات بعد ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بـ(كوفيد-19) وعجز المستشفيات عن استقبال المصابين بعد وصولها إلى الحدود الاستيعابية القصوى.

الصور

010020070790000000000000011101451398243711