تحليل إخباري: خبراء: زيارة مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى تركيا تهدف إلى إنعاش العلاقات

2021-04-08 20:41:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

أنقرة 8 أبريل 2021 (شينخوا) قال خبراء إن الزيارة الأخيرة التي قام بها مسؤولان كبيران بالاتحاد الأوروبي إلى أنقرة تهدف إلى إنعاش العلاقات المتوترة وفقا لأحكام وشروط تتوافق مع أجندة بناءة.

عقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل محادثات في العاصمة التركية أنقرة، حيث التقيا مسؤولين أتراك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء.

تأتي هذه الزيارة النادرة بعد قمة عقدها قادة الاتحاد الأوروبي يومي 25 و26 مارس، ناقشوا خلالها تقريرا خاصا بمستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وقرروا مواصلة المفاوضات حول "أجندة بناءة".

وقال محللون إن هذه الزيارة لها أهمية خاصة، حيث إنها جاءت بعد توتر دام لعامين.

وذكر محلل السياسة الخارجية والباحث مصطفى نائل ألكان لوكالة أنباء ((شينخوا))، أنه "منذ قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، تحاول الكتلة أن تركز بشكل أكبر على علاقاتها مع تركيا، على الرغم من الشروط المرفقة، مثل شرق المتوسط".

وأضاف ألكان، وهو أيضا رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة هاسي بيرام فيلي بأنقرة، أن هذه الزيارة تظهر التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة علاقاته مع أنقرة بأجندة إيجابية.

وأشار ألكان إلى أن "الاتحاد الأوروبي لا يريد إبعاد عضو الناتو ((تركيا))، ويحاول إبقاءها قريبة فيما يتعلق بإدارة أزمات في مناطق من بينها، ليبيا وسوريا وجنوب القوقاز،" مضيفا أن "تركيا تحتاج إلى الاتحاد الأوروبي والعكس".

وأكدت بروكسل أن تهدئة الاحتكاك في استكشاف المواد الهيدروكربونية في شرق المتوسط واستئناف الحوار التركي-اليوناني، كانت خطوات إيجابية، وتعهدت ببدء تطبيق أجندة إيجابية تشمل تحديث الاتحاد الجمركي الذي تم تأسيسه منذ 25 عاما وتجديد اتفاق الهجرة الحاسم.

وقالت فون دير لاين للصحفيين بعد اجتماع مع أردوغان، إن "تركيا أظهرت اهتماما بإعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بطريقة بناءة،" مضيفة "نحن مستعدون للعمل بقوة دافعة جديدة في علاقاتنا".

ومن ناحيته قال ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي لديه "اهتمام استراتيجي" بتطوير علاقات تعاونية ومتبادلة المنفعة مع تركيا. "وفي نفس الوقت، نحن مصممون على الدفاع عن مصالح الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به، وتعزيز قيمنا".

وتضم تركيا 4 ملايين لاجيء سوري ولاجئين آخرين من أماكن أخرى يريدون الوصول إلى أوروبا. وفي 2016، اتفق الاتحاد الأوروبي على دفع 6 مليارات يورو إلى تركيا لمنع اللاجئين السوريين من العبور إلى اليونان من خلالها. وقد انتهى هذا الاتفاق الآن، لكن مازال هناك ملايين اللاجئين يقيمون في تركيا.

وقال ألكان إن "الاتفاق الخاص باللاجئين يلعب دورا مهما في هذه العلاقات، فإن الدول الأوروبية تحتاج إلى تركيا لمنع تدفق اللاجئين السوريين مجددا إلى أراضيها".

وقد ظهرت التوترات بين الكتلة الأوروبية وتركيا بسبب أربعة مسائل رئيسية وهي: شرق المتوسط وقضية قبرص وصراعات إقليمية، من بينها ليبيا وسوريا والمعايير الديمقراطية.

وتشجع الاتحاد الأوروبي بفضل خطوات تصالحية اتخذتها أنقرة خلال الأشهر القليلة الماضية، من بينها استئناف المحادثات مع اليونان فيما يتعلق بالحدود البحرية المتنازع عليها.

وتصاعدت الاحتكاكات بين تركيا واليونان، الدولتان الحليفتان بالناتو، العام الماضي. وفي نهاية 2019، اتجهت أنقرة وآثينا إلى الحوار وعقدتا اجتماعات على المستويين السياسي والعسكري بهدف تخفيف حدة التوترات في شرق المتوسط.

وقال محلل السياسة الخارجية سيركان دميرتاش، إن "هناك نموذجا جديدا في العلاقات بين تركيا وبروكسل".

وأضاف المحلل لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "الاتحاد الأوروبي أسس نهجا مرتكزا على مبدأ العصا والجزرة في علاقاته مع تركيا، حيث أجبرها على تخفيف حدة التوترات النابعة من استكشاف المواد الهيدروكربونية في شرق المتوسط، والتي أدت إلى حدوث أزمة في العلاقات العام الماضي".

وقال مصدر أوروبي في تركيا لشينخوا، إن الغرض من هذه الزيارة هو "تحديد نقاط الخلافات المشتركة والعمل عليها معا". كما أكد المصدر على أهمية الشراكة التجارية والاقتصادية بين تركيا والكتلة الأوروبية.

وأضاف المصدر أن إجمالي صادرات تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بلغ حوالي 70 مليار يورو، فيما تحصل البلاد على 58.5 مليار يورو من استثماراتها الأجنبية المباشرة من دول الاتحاد الأوروبي، وتحصل هولندا على نصيب الأسد منها.

وذكر دميرتاش أن "تركيا نقلت للكتلة الأوروبية رغبتها في استكمال محادثات انضمامها المتوقفة مع فتح فصول جديدة،" مشيرا إلى أنه لا يتوقع تحقيق أي إنجازات في هذه المسألة.

تم تجميد المفاوضات في 2018 بسبب ما سمته الكتلة الأوروبية انتكاس تركيا فيما يتعلق الديمقراطية وسلطة القانون.

وأضاف دميرتاش "ومع ذلك، اتفق الطرفان على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لمنع عودة العلاقات إلى المستويات السابقة".

الصور

010020070790000000000000011101451398673651