تعليق شينخوا: الخطيئة الأصلية للاستعمار الأمريكي

2021-04-14 16:02:48|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 13 أبريل 2021 (شينخوا) من خلال الإدعاء بأنها "مدينة فوق تل"، تتباهى الولايات المتحدة دوما بدورها كواعظ لما يسمى بالحرية والديمقراطية على الطراز الغربي.

غير أن حقائق التاريخ تكشف تحت البريق أن هذه الدولة ولدت بخطايا أصلية بدأت بالاستعمار تتضمن العنف والأكاذيب والمكر.

ومن مذابح الهنود الأصليين إلى استعباد الأفارقة، ومن التمييز العنصري الذي جعل الناس "غير قادرين على التنفس" إلى التدخل العسكري في البلدان الأخرى، لم تغير الدولة المسماة بالولايات المتحدة كثيرا من جيناتها الاستعمارية.

وكان الهنود الأصليون هم أول من تحمل العبء الأكبر. "الاختفاء التدريجي للقبائل الأصلية ... البؤس المصاحب للهجرة القسرية للهنود"، وفقا لما كتبه المفكر والمؤرخ الفرنسي ألكسيس دي توكفيل في رائعته "الديمقراطية في أمريكا".

ووفقا لما جاء في وصف الكاتب الفرنسي في القرن التاسع عشر، قامت الولايات المتحدة، التي كانت شابة في ذلك الوقت، بطرد السكان الهنود الأصليين وقتلهم بشكل منهجي.

وشجعت العديد من الإدارات الأمريكية على ذبح وقمع الهنود الأصليين. ففي عام 1814، أصدر الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون مرسوما بمنح مكافأة تبدأ من 50 إلى 100 دولار أمريكي عن كل فروة رأس هندي. ومن ستينيات إلى تسعينيات القرن التاسع عشر، أصدر الرئيس أبراهام لينكولن قانون العزية، ليسمح لكل مواطن أمريكي يزيد عمره عن 21 عاما بالحصول على أرض في غرب البلاد، حيث اعتاد الهنود الأصليون العيش هناك لأجيال.

وقد كتب توكفيل حينها في كتابه أن "الحكومة الأمريكية لا تسلبهم حقا أراضيهم، لكنها تسمح بتوغل دائم عليهم ... سيتعرضون بعد ذلك لنفس الشرور دون نفس العلاجات، وكما ستخذلهم حدود الأرض في النهاية، فإن ملاذهم الوحيد هو القبر"، مشيرا إلى بؤس الهنود.

وإلى جانب أعمال القتل والنهب الدامية، كان الكذب والإكراه من الحيل القديمة أيضا التي كان مؤسسو الحكومة الأمريكية وخلفاؤهم على استعداد لاستخدامها.

وبعد سنوات من تأسيس الولايات المتحدة، اختفت تدريجيا معظم المحميات الهندية التي وعدت بها الحكومة.

وعندما قررت الحكومة الأمريكية التوسع غربا في ستينيات القرن التاسع عشر، أصبح الجاموس هدفا حاسما حيث اعتبر الهنود الحيوان مقدسا وعاشوا عليه كمصدر غذائي أساسي. وكان صيد الجاموس وقتله يعني تدمير الهنود الأصليين. وبعد عقود من صيده من قبل الصيادين المدنيين والجيش الأمريكي، انقرض الجاموس البري تقريبا بحلول عام 1873.

ونجحت الحيلة كما قال الثور الجالس زعيم قبيلة السيو "هبت ريح باردة عبر البراري عندما سقط آخر جاموس--ريح الموت لشعبي".

وبين عامي 1887 و1933، فقد الهنود الأصليون حوالي 90 مليون أكر من الأراضي. ومن نهاية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن العشرين، تراجع عدد السكان الهنود من 5 ملايين إلى 250 ألفا. إنها إبادة جماعية حقيقية في تاريخ البشرية.

كما اُرتكبت العديد من الجرائم الاستعمارية الأمريكية خارج البلاد.

وفي التاريخ الحديث، ضمت الولايات المتحدة الفلبين في عام 1898 وبدأت احتلالا عسكريا رسميا لكوبا في عام 1899. وعندما اتبعت القوى الاستعمارية الأوروبية إلى المجتمع الصيني شبه الاستعماري وشبه الإقطاعي، بدأت الولايات المتحدة سياسة الباب المفتوح في عام 1899، مروجة لموجة تقسيم الصين وفقا لمصالح القوى الغربية.

وفي عالم اليوم، يستمر تطفل الولايات المتحدة المعتاد من خلال التدخل التعسفي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ومن سخرية القدر أن دولة بمثل هذا السجل السييء تصنف نفسها على أنها محاضر في حقوق الإنسان يعلم البلدان الأخرى كيف تتصرف!

يجب أن ينتبه الناس لحقيقة أنه على الرغم من انتهاء حقبة الاستعمار منذ زمن طويل، فإن آثار الجرائم الاستعمارية مثل العنصرية والهيمنة والتدخل لا تزال تطارد العالم.

الصور

010020070790000000000000011100001398800691