مقالة خاصة: شعار حقوق الإنسان الذي ترفعه واشنطن مجرد "اكذوبة"

2021-04-15 17:38:38|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 15 أبريل 2021 (شينخوا) أكد معتقل عراقي قضى سنة كاملة في المعتقلات الأمريكية وخسر عمله دون سبب، أن شعار حقوق الإنسان، الذي ترفعه واشنطن عبارة عن اكذوبة للسيطرة على مقدرات البلدان، واصفا تجربته في المعتقلات بانها مريرة وقاسية جدا.

واعتقلت القوات الأمريكية المهندس ياسر مطلك في أبريل 2007، خلال بحثها عن أحد الأشخاص، ولسوء حظ ياسر أن بيته يبعد عن بيت هذا الشخص 250 مترا، لتبدأ رحلته القاسية بثلاثة معتقلات، دون أن يرتكب أي ذنب، بل أنه كان يعمل خارج العراق وعاد للتو لرؤية عائلته.

رحلة العذاب

وقال مطلك (42 سنة) في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "قام الأمريكيون بإنزال جوي لاعتقال شخص، ثم قاموا بتفتيش منازل المنطقة، وعندما دخلوا منزلي تكلمت معهم باللغة الانكليزية وتوقعت أنى عندما اتحدث معهم بالإنجليزية امتص غضبهم، لكن دون جدوى، واعتقلوني وأخبروني بأنهم سيأخذونني للاستفسار فقط ليوم أو يومين وبعدها يطلق سراحي".

وأضاف "اعتقلوني الساعة الواحدة فجرا، بعد أن ضربوا قنبلة صوتية كسرت الباب الرئيسي للمنزل، ودخلوا بطريقة مرعبة، وبدأ الأطفال يبكون، ولم تكن هناك كهرباء، والجنود مسلحين ببنادق رشاشة، واخرجونا من المنزل، وفتشوه بطريقة لا نفهم مغزاها".

وتابع بنبرة من الالم والحزن "نقلوني بطائرة مروحية ووضعوني في زنزانة لمدة ثلاث أو أربع ساعات، بعدها اخذوا مني معلومات ابتدائية، ثم نقلوني لمكان أخر في زنزانة باردة جدا".

ويسكت للحظات ثم يواصل حديثة "اعتقد أن الفريزر، ممكن أن تعيش فيه لكن هذا المكان لا يمكن العيش به، أتصور أن درجة الحرارة فيه 10 تحت الصفر، وعندما طلبت بطانية أبلغوني بانه غير مسموح، وتركوني لأكثر من 24 ساعة، في جو بارد جدا"، مضيفا "لا يوجد مثل الم البرد، فالحر يمكن أن تتحمله لكن البرد قاسي".

وعن المشاهد التي مايزال يذكرها رغم مرور 14 سنة أجاب "من المشاهد التي تبقى معلقة في ذهني ولن انساها عندما وضعوني في المحجر الانفرادي لمدة ثمانية ايام، لا أعرف الليل من النهار، وعرفت أني بقيت ثمانية ايام بعد نقلي لمخيم أخر".

وتابع "المشهد الثاني الذي لا يغيب عن ذهني، كانوا يأتون بأكثر من محقق، مثلا يأتون بمحقق غاية في الدبلوماسية ويتعامل معك بمنتهى الاخلاق، وفي اليوم الثاني يأتون بمحقق غاية في النذالة، ويتعامل بمنتهى السخافة ويصرخ ويتعامل بطريقة لا افهمها".

وعن معاناته، قال "عندما خرجت من السجن الانفرادي نقلوني إلى المعتقل، وتعاملوا معنا بطريقة غير جيدة، مثلا عندما ينقلوننا يتركوننا نجلس تحت أشعة الشمس معصوبي العينين ومقيدي اليدين، ويتركوننا لساعة أو ساعة ونصف لمجرد نقلنا لمحطة أخرى، وكان التعامل مهين جدا".

واستطرد "اتذكر مشهدا في الليل يضعونك بمكان فيه سماعات صوت كبيرة، ويفتحون موسيقى بصوت عالي ويجلسونك قرب هذه السماعات ووجهك باتجاه الحائط ومقيد اليديين ومعصوب العينين، حوالي الساعة" مضيفا "شعرت في وقتها بان رأسي سوف ينفجر، هذا المشهد لن انساه ابدا".

ويواصل سرد معاناته "بعد سلسلة من التحقيقات أبلغوني بأنهم سوف ينقلوني لمعتقل ثاني وانهم حكموا بالسجن لخمس سنوات، فقلت لهم ممكن أعرف تهمتي، فقالوا هذا الموضوع ستعرفه لاحقا، ونقلوني لمكان أخر وبعد 11 شهرا، عرضت على محكمة عسكرية".

وتابع "عندما ذهبت للمحكمة قلت للقاضي، ما هو الذنب الذي اقترفته، انا اعمل خارج العراق وجئت لرؤية عائلتي، فما هو الخطر الذي أشكله على الولايات المتحدة، ولم يتكلم معي، وفي النهاية قال أنتظر منا اخبار جيدة قريبا، وبعد حوالي 20 يوميا صدر قرار الافراج عني".

حقوق الانسان مجرد شعار

وشدد مطلك على أن الولايات المتحدة تستخدم حقوق الانسان والديمقراطية، للسيطرة على الدول التي لديها خزين استراتيجي لا تمتلكه هي، لذلك تحاول السيطرة عليها، لأنها تفهم أن هذا العالم كرة بأيدهم ويجب السيطرة عليه.

وقال "إن الامريكيين لا يستطيعون تسويق أنفسهم إلا من خلال شعار حقوق الانسان والديمقراطية، وأننا جئنا للدفاع عن حقوق الانسان، وهم جاءوا للعراق بعد أن سوقوا للشعب العراقي بأنهم جاءوا لتحريره وترسيخ مفاهيم الديمقراطية".

وتابع "أن موضوع حقوق الانسان عبارة عن اكذوبة يسوقونها للشعوب، والدليل اليوم المنطقة كلها محترقة، والقادم اسوء".

وتساءل "أين حقوق الانسان؟" ثم يجيب "لا توجد حقوق الانسان، والدليل انا دفعت سنة من عمري بلا ذنب، وغيري دفعوا سنوات، بل توجد ناس قتلت بلا ذنب وخسروا حياتهم وكل شيء دون أي ذنب".

وأضاف "العراقيون كانوا يعتقدون أن الوجود الأمريكي سيخلق من العراق بلد مختلف تماما، يسابق كل البلدان الموجودة بالمنطقة، لكن النموذج الذي خلقه الامريكان في العراق كان نموذجا غاية في السوء".

واحتلت القوات الأمريكية العراق في التاسع من أبريل العام 2003، وارتكبت أفظع الجرائم بحق الشعب العراقي، الذي ما يزال يعاني من نتائج هذا الاحتلال رغم مرور 18 عاما، ولعل فضائح أبو غريب شاهدا على مسرحية حقوق الانسان الامريكية.

إلى ذلك، قال ناظم علي خبير المنتدى العربي للدراسات الاستراتيجية "تعرضت حقوق الانسان في العراق لانتهاكات خطيرة بعد الاحتلال الأمريكي العام 2003، فمنذ اليوم الذي وطأت به اقدام الاحتلال ارض العراق، يتعرض ابناءه لذل ما بعده ذل بعد أن استباحت القوات الغازية كل ماله علاقة بالحياة".

وأضاف لـ ((شينخوا)) "اذ أردنا أن نحصي حجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات الغزو، فهي كثيرة ولا تعد، فمنذ الاشهر الاولى اخذ جنود الاحتلال بمداهمة البيوت واعتقال الكثيرين وتنفيذ اعدامات بحق المواطنين العزل امام عوائلهم، وهذه الافعال كلها مخالفة لاتفاقية جنيف".

وتابع "قامت قوات الاحتلال ببناء الكثير من معسكرات الاعتقال وزجت بالآلاف الابرياء فيها وعذبتهم واعتدت عليهم جنسيا، ولعل فضيحة ابو غريب خير دليل على ذلك".

واستطرد "أن القوات الامريكية حولت المعتقلات لمدارس لتخريج الارهابيين والقتله وهذا ما اعترف به مسؤولون أمريكيون، لكن الادارة الامريكية لم تحرك ساكنا لفتح تحقيق بهذا الملف الذي يعد انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان".

واختتم حديثه "يبقى العراقيون يلعنون اليوم الذي أتت فيه أمريكا بحجة الحرية وحقوق الانسان ونشر الديمقراطية الزائفة، التي دمرت بلدهم، ولم تجلب لهم إلا الخراب والدمار".

الصور

010020070790000000000000011100001398827071