تعليق ((شينخوا)): خطيئة التدخل الأمريكي

2021-04-18 10:57:14|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 17 إبريل 2021 (شينخوا) لطالما سعت الولايات المتحدة، تلك المدمنة على اللجوء للقوة والغزو والتي نصبت نفسها "مدينة مشرقة على التل"، إلى تبرير عملياتها العسكرية الوحشية باسم "التدخل الإنساني".

ولطالما كانت القوة العظمى الوحيدة في العالم العقل المدبر لعدد من الكوارث الإنسانية وفي الواقع صانعة الحروب والاضطرابات والآلام في جميع أنحاء العالم.

فمن شن الحروب بشكل مباشر وصولا إلى دعم الحروب بالوكالة، ومن التحريض على التمرد الداخلي في أماكن أخرى وصولا إلى توفير الأسلحة والذخيرة وتدريب القوات المسلحة المناهضة للحكومة، تمتلك الولايات المتحدة سجلا مروعا من التدخل باستخدام القوة في العديد من البلدان.

وتشير الإحصاءات إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى عام 2001، كان هناك ما لا يقل عن 248 صراعا مسلحا في العالم، منها 201 صراع شرعت الولايات المتحدة في إشعالها، وفقا لمقال نشرته مؤخرا الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان بعنوان "الكوارث الإنسانية الخطيرة التي سببتها حروب العدوان الأمريكية ضد البلدان الأجنبية".

ولم تودي هذه الحروب بحياة عدد كبير من الجنود فحسب، بل تسببت أيضا في خسائر فادحة في صفوف المدنيين واضطرابات اجتماعية وخسائر في الممتلكات، ما أدى إلى كوارث إنسانية مروعة.

منذ القرن الـ21 وحده، سجل العالم ما يصل إجمالا إلى حوالي 27 مليون لاجئ بسبب الحروب في أفغانستان والعراق وسوريا، والتي كان وراءها جميعا تدخل أمريكي.

بعد الحرب العالمية الثانية، في محاولة لتعزيز هيمنتها العالمية، تحولت الولايات المتحدة إلى متدخل محترف في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وعادة ما تدخلت واشنطن باسم الديمقراطية ولكنها في الواقع تسببت في كارثة تلو الأخرى في مجال حقوق الإنسان تحت راية حقوق الإنسان.

والعقوبات الاقتصادية والتغلغل الثقافي والتحريض على الشغب والتلاعب بالانتخابات هي مسرحيات شائعة في كتاب التدخل الأمريكي ضد ما يسمى بـ"الدول المعادية إيديولوجيا".

وقد كتبت ليندسي أورورك، أستاذ العلوم السياسية في كلية بوسطن، في كتابها الذي يحمل عنوان "تغيير النظام سرا: الحرب الباردة الأمريكية السرية" أنه في الفترة من 1947 إلى 1989، أطلقت الولايات المتحدة 64 عملية تخريب في بلدان أخرى.

وكان أول عمل سري معروف قامت به وكالة الاستخبارات المركزية هو التلاعب بانتخابات عام 1948 في إيطاليا من خلال نشر دعاية تحريضية، وتمويل مرشحهم المفضل، وتدبير مبادرات على مستوى القواعد الشعبية - "كل ذلك لتعزيز وضع قوى الوسط في إيطاليا أمام منافسيها اليساريين"، حسبما ذكر مقال نشرته مجلة ((فورين أفيرز)).

ومع اكتسابها الخبرة، أصبحت واشنطن أكثر مهارة في التلاعب بالانتخابات في جميع أنحاء العالم. ومن شيلي وغيانا وصولا إلى السلفادور، لوحظت عمليات مماثلة.

حتى حلفاء الولايات المتحدة ليسوا محصنين من التدخل الأمريكي. فدروس مثل اتفاق بلازا مع اليابان ليست ببعيدة، ولا يزال تأثير ضعف الجنيه الإسترليني واليورو على التوالي على بريطانيا وألمانيا قائما.

إن مثل هذا التدخل منعدم الضمير هو هيمنة صريحة وانتهاك صارخ للقانون والنظام الدوليين، والذي لن يؤدي سوى إلى رد فعل عنيف من المجتمع الدولي.

تخبرنا المزيد والمزيد من الحقائق أنه طالما أن الولايات المتحدة لا تتخلى تماما عن التدخل، فإن السلام العالمي سيظل مهددا.

لقد ولى العصر الذي كانت فيه قوة عظمى واحدة أو عدد قليل من القوى العظمى هي التي تحدد الوضع العالمي. فالمسار الذي تتبعه أي دولة يعتمد على تقاليدها الثقافية وتراكمها التاريخي، ولا يحق لأي قوى خارجية التدخل فيه.

وإذا ما وضعت أي دولة إرادتها المهيمنة عمدا فوق سيادة الدول الأخرى والقانون الدولي، فسوف تتحرك ضد الاتجاه العالمي وسينتهي بها الأمر إلى أن تصبح معزولة عن بقية العالم.

الصور

010020070790000000000000011100001398883241