تعليق شينخوا: العنصرية تخنق الولايات المتحدة

2021-04-20 11:54:33|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 19 إبريل 2021 (شينخوا) "لا أستطيع التنفس"، هذا ما كان يأن به جورج فلويد مناجيا، قبل لحظات من وفاته مكبل اليدين، بعدما تم ضغط رقبته على الأرض تحت ركبة ضابط شرطة أمريكي. لقد أصبحت كلمات فلويد الأخيرة صوت المحتجين بين مواطنيه من الأمريكيين الأفارقة ومجموعات الأقليات الأخرى ممن باتوا يدعون مرة أخرى إلى وضع حد لأجيال من المعاناة في ظل العنصرية المنهجية الأمريكية.

لقد مر ما يقرب من عام منذ أن أشعلت وفاة الرجل الأسود موجات من الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والظلم العنصري، ولكن كدولة مستحكمة في خطيئتها الأصلية المتمثلة في العنصرية، لا يمكن للولايات المتحدة بتاتا أن تعمل من أجل تغيير حقيقي.

ولزيادة الطين بلة، أظهرت لقطات تم نشرها مؤخرا أن ضابطي شرطة في ولاية فرجينيا احتجزا، دون سبب معقول، ضابطا في الجيش من ذوي البشرة السوداء تحت تهديد السلاح ورشاه بالفلفل. وقالت الأقليات العرقية التي استشاطت غضبا من الحادثة التي وقعت في ديسمبر الفائت إنه لو لم يكن كارون نازاريو، الضابط الأسود، يرتدي الزي العسكري، لكان من الممكن أن يتعرض لإطلاق النار.

في الواقع، ليس من المستغرب أن نشهد حوادث عنصرية متكررة في بلد حيث تفوق العرق الأبيض هو جزء من جيناته. وقد نفذت سياسات تمييزية بشكل منهجي في ما يعرف الآن بالولايات المتحدة في وقت مبكر من فترتها الاستعمارية، والتي ذبح خلالها عدد لا يحصى من الهنود الأصليين في فظائع مستهدفة.

وفي هذه الأرض أيضا، تم استعباد العديد من الأفارقة وتعذيبهم حتى الموت خلال الفترة بين إنشاء المستعمرات في أمريكا الشمالية والحرب الأهلية الأمريكية. ولم يتم إلغاء الفصل العنصري ضد المنحدرين من أصل أفريقي بالكامل حتى منتصف القرن العشرين.

وعلاوة على ذلك، أثناء تأسيس الولايات المتحدة وتطورها، كان الإقصاء والتمييز ضد العمال من آسيا قاسيا بنفس القدر من الشدة، كما يتضح من قانون الإقصاء الصيني سيئ السمعة في أواخر القرن التاسع عشر.

لقد كانت المشكلة التاريخية والبنيوية للعنصرية تستشري مثل السرطان في كل جانب تقريبا من جوانب حياة مجموعات الأقليات السكانية في الولايات المتحدة.

وللأسف، لم يتغير الوضع أبدا على الرغم من موجات الحركات المناهضة للعنصرية في العقود الماضية، ويبدو من الصعب التحول إلى الأفضل في المستقبل المنظور بسبب تقاعس الحكومة المعتاد ونظام اجتماعي مولود بأفكار عنصرية.

ومنذ انتشار وباء كوفيد-19، أصبح الأمريكيون الآسيويون ضحايا لتصاعد العنف العنصري وأهدافا لجرائم الكراهية.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة أصبح أكثر تطرفا وعنفا في السنوات الأخيرة. ويقوم المتطرفون العنصريون بتشكيل منظمات، بما في ذلك تلك العابرة للحدود، والتي لديها ميل خبيث نحو الفاشية.

وفي الشهر الماضي، خلال الدورة العادية الـ46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، استعرض ممثلو 116 دولة ومنظمة دولية أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وقدموا 347 توصية بشأن تحسين حقوق الإنسان، وحثوا البلد على التصدي بفعالية لقضايا مثل التمييز العنصري ووحشية الشرطة وجرائم الكراهية.

إذا كانت الولايات المتحدة، كما تروج لنفسها، هي بوتقة انصهار لمختلف الجماعات العرقية، فإن الوعاء قد تحطم بالفعل. ومع نضوب الشمولية بين الأعراق، فقد يتطور حتى حادث بسيط إلى اضطرابات اجتماعية نتيجة لآفة العنصرية.

"لا أستطيع التنفس"، هذه هي الجملة التي تعبر عن حسرة الأمريكيين تجاه تاريخ وواقع البلاد العنصري المخزي.

الصور

010020070790000000000000011101451398931551