مقالة خاصة: هناك حاجة ماسة لجهود عالمية مشتركة لـ"استعادة أرضنا"

2021-04-23 14:48:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 22 أبريل 2021 (شينخوا) دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء إلى الالتزام باستعادة الكوكب وإحلال السلام مع الطبيعة، في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لأمنا الأرض، الذي صادف يوم الخميس، تحت عنوان" استعادة أرضنا".

جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة وسط أخطار بيئية متزايدة وتدمير كارثي محتمل لموطننا بسبب الكوارث البيئية والطقس المتطرف وانقراض الأنواع والأمراض الجديدة التي تغزو المجتمع البشري وما شابه ذلك.

وتتطلب العناية بالكوكب الأزرق جهودا عالمية. وتعد الصين، بصفتها لاعبا عالميا رئيسيا، منذ فترة طويلة داعما قويا للمساعي البيئية العالمية ومساهما دائما في المبادرات الخضراء.

ومن الحضارة الايكولوجية والالتزامات إزاء التغير المناخي إلى مبادرة الحزام والطريق الأخضر، التزمت الصين طوال الوقت بمفهوم بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة على الأرض وساهمت في "الحلول الخضراء" للتنمية عالية الجودة في العالم.

--تشكيل المستقبل بإجراءات عاجلة

يقف الجنس البشري الآن عند نقطة تحول، كما أشار إنغر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مضيفا أن "عام 2021 سيكون حاسما في تحديد ما إذا كان بإمكاننا إيقاف مسار تدمير الكوكب وعكسه، مما يحدد في النهاية مستقبلنا كنوع".

ووفقا لآخر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان عام 2020 واحدا من أحر ثلاث سنوات، حيث تضرر أكثر من 50 مليون شخص بشكل مضاعف في عام 2020 من جراء الكوارث المتعلقة بالمناخ وجائحة كوفيد-19، التي أدت أيضا إلى تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي.

وتُظهر بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن التباطؤ الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19 أدى إلى انخفاض مؤقت في انبعاثات غازات الدفيئة الجديدة، ولكن لم يكن له تأثير ملحوظ على التركيزات في الغلاف الجوي. وفي عام 2020، استمرت تركيزات غازات الدفيئة الرئيسية في الزيادة، كما استمر ارتفاع المتوسط العالمي لمنسوب سطح البحر في الارتفاع.

وأظهرت دراسة نُشرت حديثا أن 97 بالمئة من النظم البيئية للأرض ربما لم تعد سليمة. وقد حذر العلماء من أن العالم في خضم الانقراض الجماعي السادس على كوكب الأرض، والذي يختلف عن الانقراض الجماعي السابق لأنه مدفوع بالأنشطة البشرية.

وأدرج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث البيئي على أنها الأزمات العالمية الثلاث التي تواجه الأرض. وقال ليفيس كافاغي، وهو مسؤول كبير في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الأزمات الثلاث مترابطة ويتعين على البشرية تغيير علاقتها بالطبيعة في أقرب وقت ممكن.

-- استعادة أمنا الأرض من خلال العمل معا

وفي إشارته إلى أن معالجة الأزمات العالمية تتطلب جهودا مشتركة من العالم، دعا كافاغي جميع الدول إلى إعادة هيكلة اقتصاداتها وبناء أنظمة تنموية خضراء من أجل "استعادة أرضنا".

وقال ستيفان تويبفر، وهو عالم أبحاث في المركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية، "يجب على جميع الأطراف العمل معا لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه كوكبنا، مثل مكافحة الفقدان المتسارع للتنوع البيولوجي العالمي، والتدهور البيئي وتأثير كوفيد-19 على مختلف جوانب الاقتصاد والمجتمع".

وقال تويبفر إن المنظمات الدولية والحكومات الوطنية لديها "أدوار مهمة تلعبها سعيا" لاستعادة كوكب الأرض.

وأكد العالم أن "الإرادة السياسية القوية إلى جانب السياسات المناسبة والاستثمارات الخضراء أو بناء القدرات وزيادة الوعي بين جميع الأطراف، أمر ضروري للعمل في شراكة من أجل استعادة كوكب الأرض، حيث يمكن أن يتعايش الإنسان والطبيعة بشكل أكثر انسجاما".

ويعتقد الخبراء أيضا أن الوباء قد دق ناقوس الخطر في جميع أنحاء الكوكب وأتاح للبشرية فرصة للتفكير في أنماط تنميتها.

وقال جون كوب، الرئيس المؤسس لمعهد التنمية ما بعد الحداثة في الصين وعضو الأكاديمية الأمريكية للآداب والعلوم، إن" الوباء قد أدى إلى زيادة كبيرة في عدد (الأشخاص) الذين يفهمون على مستوى أعمق ... هذا التغيير مطلوب".

ومن استخدام أقل للوقود الأحفوري في النقل إلى المدن ذات المحاور الأكثر، قال كوب "من الممكن حدوث تغيير جذري في السلوك".

--تعزيز التنمية الخضراء باستخدام حلول الصين

وقال كافاغي إن الصين طرف فاعل مهم في التعامل مع الأزمات العالمية وقامت بدور كبير في رعاية الأرض.

وأوفت الصين، أكبر دولة نامية في العالم، بالتزاماتها بموجب معاهدات تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وتعمل كدولة رئيسية مسؤولة من خلال اتخاذ تدابير فعالة في مجال حماية البيئة.

وللتخفيف من تأثير التغير المناخي، أعلنت الصين أنها ستسعى جاهدة لرفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030 وتصبح محايدة كربونيا قبل عام 2060.

وقامت الصين أيضا بتصدير تقنياتها الخضراء المتقدمة إلى الخارج، مساهمة بالحلول والحكمة الصينية في استعادة كوكب الأرض.

وكدولة غنية بالتنوع البيولوجي، ستعقد الصين الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي هذا العام لوضع مخطط للحفاظ على التنوع البيولوجي في السنوات العشر القادمة ورسم مسار جديد لإدارة التنوع البيولوجي العالمي.

وقال تويبفر " لقد أكدت الصين أنها من دعاة التعددية وكانت دائما مشاركا نشطا وميسرا للعملية المتعددة الأطراف لحماية التنوع البيولوجي. وتجدر الإشارة إلى أن الصين كانت أيضا أحد اللاعبين الرئيسيين في اتفاقية باريس".

الصور

010020070790000000000000011100001399007851