مقالة خاصة: الجمعيات التعاونية في فلسطين وسيلة لدعم المشاريع الناشئة ومواجهة البطالة

2021-05-08 01:48:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 7 مايو 2021 (شينخوا) تعد الجمعيات التعاونية في فلسطين وسيلة لدعم المشاريع الناشئة وتوفير فرص عمل في ظل معدلات بطالة قياسية فيما زادت أهميتها أخيرا على إثر تداعيات أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وعلى غرار فكرة الجمعيات التعاونية الصينية، أطلق ثلاثة شبان فلسطينيين أخيرا تعاونية (كنعان) لتربية الدجاج البلدي قرب مدينة رام الله بعد أن واجهوا صعوبة في الحصول على وظيفة أو عمل لهم.

ويعمل الشبان الثلاثة في مزرعة تضم نحو 1300 دجاجة و500 ديك ذكر من النوع البلدي الذي لديه قبولا مجتمعيا فلسطينيا، وينشطون بأنفسهم في مهام الإنتاج والتسويق.

ويقول أوس التميمي من قرية النبي صالح شمال غرب رام الله أحد مؤسسي التعاونية لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر الإمكانيات للاطلاع على تجارب الغير، استلهم مع شركائه تجارب خارجية ملهمة خاصة في الصين في تربية الدجاج البياض".

ويوضح التميمي (46 عاما) أنهم استهدفوا إقامة مشاريع تعاونية بطابع شعبي على أمل توفير مصدر دخل لهم، لافتا إلى أنهم تشجعوا على الخطوة بعد تلقيهم نصائح مفيدة من عدد من التعاونيات العالمية ومنها تعاونيات تنشط في الصين.

ويشير إلى أنه كان يعمل لمدة 20 عاما في شركة للهواتف النقالة واستقال منها بسبب ضعف الراتب فيها قبل نحو عام، ليبدأ مشروعه مع زملائه في محاولة للبحث عن مردود خاص ويشكل انتاجا وطنيا بكل مراحل الإنتاج بعيدا عن الاستيراد.

وبحسب بيانات سلطة النقد الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء توقف أكثر من 66 ألف عامل عن العمل في فلسطين خلال العام 2020 بفعل تداعيات أزمة مرض كورونا.

ورصدت البيانات أن ذلك أدى لارتفاع معدل البطالة إلى 27.8 بالمئة، ما يعكس انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 14 بالمئة، ودخول فئات جديدة إلى دائرة الفقر والفقر المدقع.

وتعتمد تعاونية كنعان على الغذاء العضوي بشكل كامل سواء بشراء الخضار أو تحضير خلطات من القمح والذرة والشعير المحلي وأيضا إتاحة الفرصة للدجاج ليأكل ما يريد من الأرض بشكل طبيعي.

واضطرت التعاونية للاعتماد على إنتاج الكتاكيت في المزرعة لتخفيض التكاليف في بداية المشروع الذي مضى عليه تقريبا عاما بدلا من شراء الدجاج الكبير المنتج بسبب ارتفاع أسعاره.

وتنشط تعاونيات فلسطينية في مجالات مختلفة خاصة في مجال الزراعة بالفترة الأخيرة من انخفاض الفرص المتاحة للعمل والحصول على وظيفة مناسبة.

ويقول طارق أبو لبن مدير عام التسويق الزراعي في وزارة الزراعة الفلسطينية لـ(شينخوا)، إن التعاونيات هو نمط قديم وأصيل في الحالة الفلسطينية منذ سنوات طويلة.

ويوضح أبو لبن أن هذا النمط يشكل عونا اقتصاديا لكثير من المواطنين الذين لا يملكون فرصة للعمل أو لديهم صعوبات في التسويق لمنتوجاتهم، مضيفا أن أغلب التعاونيات تعتمد بالدرجة الأولى على تشكيل إطار تسويقي في أغلب الأحيان.

ويضيف أن هناك توجهان في تسويق المنتجات التعاونية أولا يتم تسويق المنتج من خلال مزارع بشكل خاص والثاني العمل على التسويق لهذه المنتجات خارجيا بتصديرها كما هو الحال بتصدير منتجات الأعشاب الطبية.

ويقترب عدد التعاونيات الزراعية في فلسطين سواء إنتاج نباتي أو ثروة حيوانية إلى 200 جمعية تعاونية حسب ما يؤكد رئيس هيئة العمل التعاوني يوسف الترك.

ويشير الترك لـ(شينخوا)، إلى أن الكثير من الجمعيات الزراعية تعمل بشكل ذاتي من خلال توفير الموارد من أعضائها وتطوير انتاجها بشكل ذاتي بينما تحصل بعض الجمعيات على تمويل خارجي.

ويضيف أن هناك ورشات توعية وتطوير في الفكرة والنظرة للعمل التعاوني بضرورة الاعتماد على الذات لأن الدعم الخارجي غير دائم وقد ينقطع في أية لحظة.

وتشير إحصائيات هيئة العمل التعاوني إلى استحواذ القطاع الزراعي على 62 في المائة من التعاونيات الحاصلة على منح وهبات خارجية.

وينبه الترك إلى أبرز مشاكل التعاونيات في فلسطين تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي وعمليات الهدم وإغلاق آبار مياه إلى جانب تداعيات التوسع الاستيطاني.

ويضيف أنه من الصعوبات التي تواجه التعاونيات مهمة التسويق وضعف القدرة التنافسية للمنتجات الموجودة بالسوق في مواجهة المنتجات المستوردة.

وتخصص وزارة الزراعة الفلسطينية إدارة خاصة بتنظيم عمل التعاونيات من خلال الإدارة العامة للهيئات غير الحكومية والتي تقدم برنامجا خاصا في الارشاد والدعم للأعضاء التعاونيات.

ويقول مدير الدائرة أشرف عنبتاوي لـ(شينخوا)، إن نحو 850 تعاونية تنشط في الضفة الغربية في مختلف المجالات منها الإسكاني والاستهلاكي والحرفي والزراعي.

ويوضح عنبتاوي أن هناك خبراء متخصصين في مجالات الإنتاج والتسويق والإرشاد من وزارة الزراعة يقومون بتقديم خدماتهم لهذه التعاونيات والقائمين عليها.

كما يشير إلى أن وجود حلقة وصل ما بين الوزارة والتعاونيات من جهة والمانحين من جهة أخرى للعمل على تسهيل حصول هذه التعاونيات على الدعم والتمويل اللازم.

الصور

010020070790000000000000011100001399313481