تعليق ((شينخوا)): ثمة حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عملية لوقف إراقة الدماء بين الإسرائيليين والفلسطينيين

2021-05-19 13:54:58|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 18 مايو 2021 (شينخوا) كشفت واشنطن مرة أخرى عن نفاقها المستمر وعدم جدارتها بالثقة إزاء التوترات الإسرائيلية الفلسطينية القائمة منذ أمد طويل والتي تحولت إلى أسوأ صراع عنيف بين الجانبين منذ عام 2014.

فبينما أعرب الرئيس جو بايدن يوم الاثنين عن دعمه لوقف إطلاق النار في هذه الاشتباكات الحادة، أفادت تقارير بأن إدارته وافقت للتو على مبيعات أسلحة محتملة بقيمة 735 مليون دولار أمريكي لإسرائيل.

في هذه المرة، وعلى خلفية تصاعد إراقة الدماء في قطاع غزة، فإن الازدواجية والقسوة الأمريكية ليست سوى تذكير للناس بمدى عدم صحة وعدم عدالة السياسة التي انتهجتها القوة العظمى تجاه الشرق الأوسط على مدى عقود.

والبلاء المستمر الذي يعاني منه المدنيون المحليون، باعتباره مظهرا من مظاهر الحسابات السياسية المتهورة للولايات المتحدة، يطرح الآن دعوة عاجلة إلى أن تتخذ جميع الأطراف المعنية إجراءات عملية وموحدة لتهدئة الوضع واستعادة السلام والاستقرار على الأرض في أقرب وقت ممكن.

إن التصعيد العنيف الحالي في قطاع غزة هو نموذج مصغر للعنف المتبادل القائم منذ سنوات بين إسرائيل وفلسطين، والذي بذرت بذوره منذ فترة طويلة السياسة الأمريكية المعيبة والجزئية في الشرق الأوسط والمتحيزة بشكل صارخ لإسرائيل من أجل مكاسبها السياسية الخاصة.

فبدلا من اتخاذ إجراءات حقيقية للتخفيف من إراقة الدماء المثيرة للقلق، غضت واشنطن أحادية الجانب الطرف عمدا عن استخدام إسرائيل غير المقيد للعنف المسلح ضد القطاع الفلسطيني، ما جعل المسلمين الفلسطينيين يغرقون في الحرب والمعاناة.

والأسوأ من ذلك بكثير، أنها وضعت حواجز أمام الوساطة الدولية من خلال إجبار مجلس الأمن الدولي على تأجيل اجتماع حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية كان مقررا أصلا في 14 مايو، وعرقلة إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء الوضع في فلسطين.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة نصبت نفسها "مدافعا عن حقوق الإنسان"، إلا أنها أظهرت لامبالاة صريحة وهي تدوس على حقوق الإنسان للفلسطينيين، فقط لتكشف عن تطبيقها لمعايير مزدوجة وأنها بوجهين. وعلى الرغم من كونها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، إلا أن واشنطن اتخذت موقفا ضد المجتمع الدولي ورفضت الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه حماية السلام والاستقرار العالميين.

في السنوات الأخيرة، تم تهميش القضية الإسرائيلية الفلسطينية، حيث واصلت الولايات المتحدة تحويل تركيز سياستها في الشرق الأوسط، سعيا لتدعيم المشهد السياسي الأوسع في المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية الخاصة.

وبالتالي، تشجعت تل أبيب بسبب تساهل واشنطن وصنعها لسياسات متحيزة لتمضي قدما بقوة في أجندتها السياسية المتشددة بشأن الوضع الإسرائيلي الفلسطيني المضطرب.

خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، غيّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المواقف الأمريكية المعتادة بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية وتحول إلى تقديم دعم شامل لتل أبيب، ما تسبب في غضب أكبر لدى الفلسطينيين وتآكل أسس عملية السلام الدولية بالنسبة للجانبين.

فقد أعلن اعترافا رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأصدر تعليمات لوزارة الخارجية بالبدء في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأعطى الضوء الأخضر لتوسيع المستوطنات اليهودية وذلك من بين خطوات أخرى، ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الجانبين.

كان من الأفضل للولايات المتحدة أن تفهم أن عدم ترجمة أقوالها إلى أفعال وسعيها الأناني لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الآخرين لن يؤدي بها سوى إلى الانحراف عن أهدافها الأصلية وعزل نفسها في نهاية المطاف عن المجتمع الدولي.

خلال زيارته لدول شرق أوسطية في مارس من هذا العام، طرح عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. أحدها يتمثل في دعم الإنصاف والعدالة والعمل من أجل إيجاد حل سليم لقضية فلسطين.

في الوقت الحاضر، ينبغي على جميع الأطراف المعنية اتخاذ إجراءات قوية وعملية وموحدة في الوقت المناسب من أجل خفض التصعيد ووقف الهجمات العنيفة التي يشهدها قطاع غزة. كما يعد تقديم دعم قوي لحل الدولتين أمرا ضروريا، من أجل دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العودة إلى المسار الصحيح لإيجاد حل سياسي ممكن للاشتباكات المستمرة.

الصور

010020070790000000000000011100001399557951