طريق شاب بولندي إلى الشهرة

بكين 26 يوليو 2021 (شينخوانت) يكتظ الناس بالميدان المركزي في مدينة تشنغدو كل مساء، وعندما يجتاز المشاة أحد أركان الميدان، يبطئ الجميع خطواتهم وينظرون إلى شاب طويل أشقر يردد الأغاني الصينية على هاتفه المحمول. ولدى هذا الشاب البولندي الذي يدعى فيليب أكثر من 5 ملايين معجب على منصة مشاركة الفيديوهات القصيرة في الصين.

وبدأت علاقة فيليب مع تشنغدو في عام 2014. وخلال دراسته الجامعية أصبح لديه شغف كبير باللغة الصينية، وبعد التخرج اختار العمل في الصين. وفي ذلك الوقت، لم يكن يعرف الكثير عن الصين. وأثناء مقابلة لطلب وظيفة، لم يكن المحاور في عجلة من أمره لمناقشة الراتب مع فيليب، الذي كان قد تقدم لوظيفة مدرس لغة إنجليزية، ولكن المحاور زكى له الأطعمة والثقافة والترفيه في تشنغدو. ويرى فيليب أن هذه مدينة لا مثيل لها، ولذلك قرر البقاء هناك.

ومنذ التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر، كانت مدينة تشنغدو واحدة من المدن المهمة في جنوب غربي الصين. ولا تذخر هذه المدينة بمأكولات لذيذة ومجموعة واسعة من الوجبات الخفيفة فحسب، بل تتمتع أيضا بوتيرة حياة مريحة وأجواء حضرية شاملة للغاية. وكان فيليب يتناول أطعمة "القدر الساخن" الحريفة بالزيت الأحمر مثل المحليين، ويكتسب العديد من الأصدقاء الصينيين، ويقع في حب فتاة صينية.

ومن أجل الاندماج بشكل أفضل في الحياة المحلية، كان فيليب يدرس في مدرسة تعلم الأجانب التحدث بلهجة تشنغدو. ويستطيع فيليب حاليا تحدث لهجة تشنغدو بشكل أكثر أصالة من لغة الماندرين. وذات مرة، سمع فيليب أغنية راب بلهجة تشنغدو، وحاول تقليد أغنية الراب هذه وحصل على إشادة بإجماع من الأصدقاء الصينيين من حوله. ومن المؤكد أن فيليب في ذلك الوقت لم يتخيل أن هذه ستكون بداية حياته المهنية المفضلة. وفي عام 2016، أصبح رسميا مغني راب.

وفتحت اللغة الصينية باب المستقبل لهذا الشاب البولندي. وأصبح فيليب مشهورا على الإنترنت لترديده الأغاني الصينية وتلقى العديد من الدعوات لتصوير عروض متنوعة، ويحظى باهتمام الجمهور الصيني المتزايد. ويرى فيليب أن مدينة تشنغدو ساعدته كثيرا في مسيرته نحو الشهرة كمطرب. وقال فيليب لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن تشنغدو هي عاصمة الفن، وكان قراره المتمثل في البقاء بها قرارا صحيحا مائة بالمائة، وأضاف أن الفنانين لديهم مسرح واسع في تشنغدو، ويمكن التعايش بين مختلف الثقافات والأفكار والخيارات. ومن أجل دعم فنانين في تطوير عروض الشوارع، قدمت لهم حكومة بلدية تشنغدو أيضا دعما سياساتيا كبيرا.

وابتداء من العام الماضي، استقال فيليب من وظيفته كمدرس للغة الإنجليزية وبدأ العمل كمغنٍ متفرغ . وقال إن وظيفته الرئيسية هي تقديم البث المباشر وإنتاج مقاطع الفيديو القصيرة، ويقدم البث المباشر كل يوم تقريبا، وينتج فيديوا قصيرا واحدا كل يومين. ويسجل معظم عمليات البث المباشر ومقاطع الفيديوهات القصيرة أثناء العروض في الشوارع، وتُبث في أشهر منصات مقاطع الفيديوهات القصيرة في الصين مثل "دويين" و"كوايشوه". وفي حديثه عن العروض، قال فيليب بفخر إن عروضه الحية في الشوارع لا تحظى بشعبية كبيرة فسحب، ولكنها تجد رواجا على الإنترنت أيضا. وقد جذبت فيديوهاته القصيرة الأكثر شهرة التي صُوِّرت في الشارع ما يزيد عن90 مليون مشاهدة على الإنترنت، ويحب الشعب الصيني هذه الطريقة في الأداء. ويمكن القول إنها اتجاه شائع.

وبالنسبة لفيليب، فقد أدت تشنغدو دورا مهما في مسيرة حياته وأصبحت مسقط رأسه الثاني. وقال إن مدينة تشنغدو تتطور كل يوم ، كما أنه يحرز تقدما في المدينة، وتحدوه ثقة تامة في خلق مستقبل أفضل في هذه المدينة.