مقالة: اضطراب وقلق...تحليل لمعاناة المجتمعات المسلمة تحت أكاذيب "القيم العالمية" في الولايات المتحدة

2021-07-30 13:16:24|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 30 يوليو 2021 (شينخوا) على مر السنين، قام الساسة الأمريكيون باسم "القيم العالمية" بمهاجمة أنظمة أخرى لا تتفق مع إرادتهم ومصالحهم، من أجل الحصول على مكاسب وموارد استراتيجية. فعلى الصعيد الدولي، شنت الحكومة الأمريكية حروبا بقوات متعددة الجنسيات على العراق وسوريا وغيرهما من الدول، ما أدى إلى سقوط أعداد لا تحصى من الضحايا في صفوف المدنيين. وداخل الولايات المتحدة، يشعر المسلمون الأمريكيون بشكل متزايد بتعرضهم للتمييز وعدم الأمان بسبب السياسة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية تجاه المسلمين، حسبما ذكرت مقالة نُشرت مؤخرا.

وأفادت المقالة، التي كتبها معهد أديان العالم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بعنوان "اضطراب وقلق -- تحليل لمعاناة المجتمعات المسلمة تحت أكاذيب 'القيم العالمية' في الولايات المتحدة" ونشرت في صحيفة ((نور)) اليومية (قوانغمينغ ريباو) الصينية هذا الشهر، بأن الولايات المتحدة بدأت في معاملة مسلميها بشكل مختلف على مستوى السياسة منذ ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.

وأضافت المقالة أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، تعرضت المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة لصدمات لم يسبق لها مثيل. ففي 26 أكتوبر 2001، ومع توقيع الرئيس جورج بوش الابن عليه، دخل "قانون باتريوت الأمريكي" حيز التنفيذ. وصار يجوز للهيئات الأمريكية المختصة، وفقا لمنشور قضائي، تشديد الرقابة على أماكن أو هيئات دينية مثل المساجد أو المراكز الإسلامية. وبالإضافة إلى ذلك، أصدرت الحكومة الأمريكية نحو 20 لائحة وسياسة تنظيمية أخرى ذات صلة، من بينها 15 لائحة وسياسة تستهدف بوضوح المجتمعات المسلمة هناك.

وأشارت المقالة إلى أنه علاوة على التمييز في الحياة والعمل وما إلى ذلك، تعاني المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة من أشكال مختلفة من جرائم الكراهية. وهذه الجرائم التي تُرتكب بدافع الكراهية ضد المسلمين تشمل الاعتداء والترهيب والحرق العمد والتخريب والتهديد بالعنف وحتى إطلاق النار. وتشير الإحصاءات ذات الصلة إلى أنه في الفترة من أول يناير إلى 10 سبتمبر من عام 2001، كان هناك 260 سجلا ذا صلة؛ وفي الفترة من 11 سبتمبر 2001 إلى 31 مايو عام 2002، ارتفع هذا الرقم إلى 1502.

وتجدر الإشارة إلى أن وضع المسلمين تدهور في الولايات المتحدة منذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة. فخلال حملته الانتخابية الرئاسية، روج ترامب لخطة منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وفي 27 يناير 2017، وقع ترامب، الرئيس الأمريكي المعين حديثا آنذاك، مرسوما تنفيذيا ينص على أنه خلال الـ90 يوما المقبلة يُمنع إصدار تأشيرات للمواطنين العاديين من سبع دول إسلامية هي العراق وسوريا وإيران والسودان والصومال واليمن وليبيا لمنع استيراد الإرهاب مما يطلق عليها ترامب "مناطق عالية الخطورة"، حسبما ذكرت المقالة.

وأكدت المقالة أن المجموعات الاجتماعية اليمينية المتطرفة مثل ما يسمى بـ"البيض أولا" أصبحت أكثر نشاطا مع انتخاب ترامب. ووفقا للبيانات الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ارتفع عدد حوادث العنف ضد المسلمين في عام 2016 بنحو الضعف مقارنة بعام 2014، حيث ارتفع من 154 في عام 2014 إلى 307.

وأوضحت المقالة أن نتائج استطلاعات الرأى ذات الصلة تظهر أيضا أن المسلمين كانوا من بين أكثر الأشخاص تعرضا للتمييز في الولايات المتحدة لسنوات عديدة، مشيرة إلى أن "عدد السكان المسلمين يشكل أقل من واحد في المائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة، لكن 14 في المائة من حالات التمييز الديني التي حققت فيها الحكومة الفيدرالية تتعلق بمسلمين، و25 في المائة من حالات التمييز الديني في أوساط العمل تتعلق بمسلمين".

ووفقا لاستطلاع للرأي أُجرى في الولايات المتحدة، قال 75 في المائة من المسلمين البالغين في الولايات المتحدة إن المجتمع الأمريكي يعاني من قدر كبير من التمييز ضد المسلمين، واتفق 69 في المائة من عامة الناس مع هذا الرأي.

ويعتبر ترامب "الجاني وراء الكواليس" في نشر "الإسلاموفوبيا". وقد ذكر عفاف ناصر، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية في الولايات المتحدة، أن البيئة السياسية التي تقودها 'الإسلاموفوبيا' في البيت الأبيض تؤدي إلى تطبيع الخطاب الذي يحض على الكراهية"، لافتا إلى أن ضرورة معالجة "الإسلاموفوبيا" و"تفوق البيض" بكل جدية، حسبما ألمحت المقالة.

وأضافت المقالة أن جو بايدن قام بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء مرسوم "حظر دخول المسلمين"، وأكد على الدور الذي لعبه المسلمون في التاريخ الأمريكي، مع اعترافه بأن المسلمين الأمريكيين لا يزالون هدفا للتنمر والتعصب وجرائم الكراهية، كما نوه إلى أن هذا التحيز وهذه الهجمات خاطئة وغير مقبولة، ويجب أن تتوقف في الولايات المتحدة، ولا ينبغي لأحد أن يعيش في خوف من التعبير عن معتقداته.

وأشارت المقالة إلى أن تصرفات إدارة بايدن لا يمكنها إيجاد حلول فعالة للتمييز والمعاملة غير العادلة التي يواجهها المسلمون في الولايات المتحدة، مؤكدة على أنه "في ظل المعايير المزدوجة، أصبحت المشكلات الداخلية في الولايات المتحدة 'أفضل مرجع سلبي' لما يسمى بـ'القيم العالمية' ".

الصور

010020070790000000000000011101451310096778