تحقيق إخباري : واقع منهك يعيشه الشباب في غزة مع ارتفاع نسبة البطالة وندرة فرص العمل

2021-09-20 23:44:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 20 سبتمبر 2021 (شينخوا) يتنقل الشاب أحمد أبو عمار (28 عاما) من طاولة لأخرى في استراحة يعمل بها على شاطئ بحر غزة ليعرض خدمته على الزبائن والمصطافين.

ويضطر الشاب العشريني للخروج مع شروق شمس كل يوم من منزله شمال غزة للعمل في الاستراحة أملا في توفير قوت يومه وأسرته المكونة من 25 فردا في ظروف اقتصادية صعبة.

ويقول أحمد وهو خريج جامعي بينما بدت بشرته داكنة بفعل العمل تحت أشعة الشمس الحارقة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فرص العمل في غزة شبه منعدمة بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع من حصار إسرائيلي.

ويضيف الشاب العشريني الذي يتقن حرفا عديدة إلى جانب حصوله على شهادة المحاسبة أن فئة الشباب والخريجين مهمشة بشكل كبير في الحصول على فرصة عمل تليق بهم طيلة 10 أعوام رغم امتلاكهم مقومات كبيرة.

ويوضح أبو عمار أن توقف الاقتصاد شبه الكامل في القطاع دفعه للعمل داخل الاستراحة لتوفير مصروف عائلته دون الحاجة لمساعدة الناس.

ويتابع أبو عمار قائلا إن الشباب في دول العالم يعيشون بكرامة بعيدا عن أي منغصات، لكن حالنا في غزة يختلف كثيرا في ظل وجود حصار وانقسام داخلي فلسطيني منذ أكثر من 14 عاما.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه بالقوة ، وعقب جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.

وبجانب الحصار شنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة أعوام 2008 و 2012 و 2014 أوقعت الآلاف من القتلى والجرحى بالإضافة إلى عشرات الجولات من التصعيد أخرها في مايو الماضي استمرت 11 يوما نجحت بعدها مصر بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتسبب ذلك في أن يصبح معدل دخل الفرد اليومي من سكان القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة لا يتجاوز 2 دولار أمريكي، وهو ما يعد الأسوأ عالميا بحسب اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار على غزة.

ولم يكن هاني مصبح الخريج الجامعي أحسن حالا من سابقه إذ يعمل يوميا لمدة 10 ساعات في حصد الخضار من الأراضي الزراعية على أطراف غزة الشرقية مقابل 10 دولارات.

ويقول مصبح (32عاما) الذي يتصبب عرقا بعد انتهاء عمله إن الأجر اليومي مقابل حجم الكد والتعب في العمل داخل الأراضي الزراعية زهيد لكنه أفضل من لا شيء.

ويضيف أن العمل في حصد الخضار ليس الطموح الذي حلمنا به أثناء الدراسة الجامعية وما بعدها، لكن الظروف الصعبة التي نعيشها داخل القطاع أجبرتنا على ذلك.

ويشير مصبح إلى أن مشاكل الشباب ومعاناتهم تتمثل بعدم توفر عمل وامتلاك أي مقومات في ظل الواقع المرير، داعيا كافة الجهات لحل مشكلات القطاع خاصة مشاكل الشباب عبر تنفيذ مشاريع تنهي البطالة.

ويصف مختصون فلسطينيون بأن واقع الشباب في غزة "مأساوي" في ظل ندرة فرص العمل لدى الجهات الحكومية وتراجع الوضع الاقتصادي للكثير من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص في توظيفهم على الرغم من تشكيلهم أكثر من 60 % من مجمل سكان القطاع.

ويقول المختصون إن حال الشباب منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزة قبل 14 عاما لم يتغير بل طرق العديد منهم باب الهجرة إلى الخارج بعضهم تمكن من ذلك والبعض الأخر ينتظر أن ينال فرصة مناسبة للعيش منها.

وحسب جهات فلسطينية رسمية فإن نسبة البطالة تصل في القطاع إلى 45 %، بينما في صفوف الشباب البالغ عمرهم من 26 إلى 40 عاما تصل إلى حوالي 67 % وجزء كبير من الشباب هم من الخريجين البالغ عددهم قرابة 170 ألف شخص.

ويقول أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر في غزة معين رجب لوكالة أنباء ((شينخوا))،إن الحروب المتكررة على قطاع غزة دمرت الكثير من مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني التي كانت تشغل وتستوعب العديد من الشباب والخريجين، لأن القطاع الخاص في الضفة الغربية وقطاع غزة يستوعب أكثر من مليون شخص في حين السلطة الفلسطينية أقصى قدر لها في التشغيل يصل 150 ألفا.

ويرى أن الحل يتطلب تدخلا من المجتمع الدولي برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع الساحلي لأن من شأنه إنعاش القطاع الخاص واستيعاب أعداد من الخريجين وإعادة دوران عجلة الاقتصاد.

ودعا رجب إلى فتح الأسواق العربية أمام العمالة الفلسطينية كونها خطوة تخفف من نسبة البطالة والفقر وقيام السلطة الفلسطينية بإعطاء قروض للشباب الخريجين بفوائد قليلة للقيام بمشاريع صغيرة تنتشلهم وأسرهم من حالة العوز.

الصور

010020070790000000000000011100001310199538