مقالة خاصة: نساء فلسطينيات يتحدين الواقع الصعب في غزة بمشاريع صغيرة لدر الدخل

2021-09-27 20:47:48|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 27 سبتمبر 2021 (شينخوا) في ظل ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل برزت العديد من المشاريع الصغيرة الجديدة الخاصة في قطاع غزة، التي تقودها نساء يتحدين التقاليد ويتحولن إلى معيلات لأسرهن.

ففي وسط مدينة غزة علقت لافتة بحروف بارزة باسم "ستيشن كافيه"، وهو مقهى أنشأته الشقيقتان أحلام ومروة خضرة في محاولة منهما للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة.

وتقول أحلام لوكالة أنباء ((شينخو)) إن الحصول على فرصة عمل في القطاع بات أمرا صعبا خاصة للنساء الملتزمات بتربية أطفالهن وتلبية احتياجاتهم.

وتضيف أحلام الأم لأربعة أطفال أن ندرة فرص العمل وقلة العائد المالي الذي يجنيه زوجانا اللذين يعملان بنظام المياومة دفعنا للتفكير في تأسيس هذا المشروع الذي يعتبر خروجا عن المألوف ليدر علينا دخلا معقولا يوفر لنا ولأولادنا متطلبات الحياة.

وتوضح أن تميزها في صناعة الحلويات الشرقية والغربية "شجعني أنا وشقيقتي على تحويل مشروع المقهى من مجرد حلم إلى واقع حقيقي".

وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل في القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، أدركت أحلام ومروة أن إنشاء مشروع مثل هذا أمر ليس سهلا، لاسيما وأنهما لا تملكان رأس مال لتنفيذه.

وتقول أحلام "في البداية واجهنا صعوبة كبيرة بسبب النظرة الاجتماعية التقليدية لدى المجتمع لعمل المرأة، وأيضا عدم توفر رأس مال كاف لتكاليف المشروع".

وللتغلب على هذه الصعوبات، شاركت أحلام ومروة في مسابقة نظمها صندوق التشغيل الفلسطيني، حيث خضعتا لسلسلة دورات تدريبية وإدارية وتسويقية، الأمر الذي مكنهما من الحصول على "قرض صفري" من الصندوق الذي يمنح فترة سداد طويلة على أن يبدأ سداده من عائدات المشروع.

وتقول مروة البالغة من العمر (37 عاما) لـ(شينخوا) "إن المشروع كان بمثابة حلم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، لكن بدأنا في تحقيق الحلم على أرض الواقع بأبسط التكاليف".

وأعربت مروة، وهي أم لخمسة أطفال "نحن سعداء لأننا وجدنا أخيرا طريقنا للكسب لإعالة أسرنا وانتشالها من الفقر، مشيرة إلى أن المقهى يكسب حوالي 50 دولارا أمريكيا يوميا".

وقال أحد رواد المقهى ويدعى محمود عيادة، إن انخراط النساء في سوق العمل إلى جانب الرجل ليس جديدا، لكن التصميم والتحدي لدى النساء في غزة لقيادة وإدارة مشاريع خاصة بهن واقع جديد غير مألوف فرض نفسه بسبب الواقع المعيشي الصعب.

وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ معدل البطالة في القطاع نحو 52 في المائة عام 2020، ويعيش 83 في المائة من سكانه في حالة فقر.

وأدى التدهور الأمني المتزايد في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس إلى تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتدني معدل دخل الفرد اليومي.

ونتيجة لذلك، فإن نسبة كبيرة من الأزواج الفلسطينيين باتت غير قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرهم، وخاصة أولئك الذين يعملون بعقد شهري أو بنظام المياومة.

وعلى غرار الشقيقتين أحلام ومروة خضرة، أسست الشقيقات الثلاث نسرين وآية وحورية الغول من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب غزة مشروعهن الخاص بعد فشلهن في العثور على عمل في مجال دراستهن.

وحولت الأخوات الثلاث مطبخ منزلهن إلى مصنع صغير لإنتاج أنواع من الحلويات والمعجنات لزبائنهن.

وتدير نسرين المشروع باعتبارها حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم التطبيقية وتكنولوجيا المعلومات.

وتقول نسرين لـ(شينخوا) "لقد طرقنا جميع الأبواب للحصول على فرصة عمل مناسبة في المؤسسات الحكومية أو الأهلية دون جدوى، فقررنا الاعتماد على أنفسنا في إقامة مشروع خاص".

وأضافت نسرين البالغة من العمر (33 عاما) "كان لدي طموح كبير في إيجاد عمل في تخصص دراستي لكن دون جدوى، اليوم بعد افتتاح المشروع أصبحت أشعر بحضوري وشخصيتي لذلك طرحت الفكرة على أخواتي لأن ظروفهن مشابهة لظروفي".

وتقول الشقيقة الصغرى، وهي دارسة للغة العربية لـ(شينخوا) إن تأسيس المطعم طريقة جيدة للتخلص من البطالة التي تخيم على قطاعات واسعة.

وتقول الشابة لقد استغرب الكثير من الناس والأقارب إنشاء وعمل المشروع كون أننا خريجات جامعيات إلا أنهم تفهموا ذلك مع مرور الوقت.

وتضيف أن المشروع بالنسبة لها ولشقيقتيها ليس ماديا فقط بقدر ما هو انعكاس لشخصيتنا وتصميمنا على العمل كنوع من التحدي حتى نأخذ دورنا الطبيعي في المجتمع.

وتسوق الشقيقات الثلاث منتجاتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتلقون طلبات الزبائن بعد نشر صور ومقاطع فيديو عبر صفحة أطلقوا عليها اسم "كراميل كيك".

وتطمح الشقيقات الثلاث إلى تطوير مشروعهن وزيادة عدد العاملين فيه بعد تزايد الاهتمام والطلب على منتجاتهن.

وتؤكد حورية "أننا في البداية في هذا المشرع، ولدينا طموحات وأفكار أكبر في المستقبل".

ويشير الناشط في حقوق الإنسان مصطفى إبراهيم، إن العشرات من النساء الأخريات في قطاع غزة يحاولن البدء بمشاريع صغيرة مختلفة.

وقال إبراهيم لـ(شينخوا) إن النساء دائما يحظون بدعم ورعاية مؤسسات أهلية وحكومية لتعزيز دورهن وحضورهن في المجتمع والتوعية بحقوقهن، لكن مثل هذه المشاريع تحتاج إلى دعم أكبر من قبل الجميع.

ويقول المحلل الاقتصادي من غزة مأزن العجلة، لـ(شينخوا) إنه على الرغم من ذلك لا تزال البرامج التي تستهدف النساء دون المستوى المطلوب بسبب غياب الوعي وترسيخ العادات والتقاليد المحافظة القديمة.

ويوضح أن نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في القطاع لا تتجاوز 20 في المائة، وهي من أدنى المعدلات في العالم، مضيفا بقوله أن معدلات البطالة ترتفع بين النساء بأكثر من 15 في المائة مقارنة بالشباب بسبب الحصار الإسرائيلي والعوامل السياسية والعوامل السابقة.

الصور

010020070790000000000000011100001310212961