تحقيق إخباري: تزايد أعداد الطيور في ريف جنوب لبنان بعد انحسار صيدها

2021-10-22 22:22:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

مرجعيون، جنوب لبنان 22 أكتوبر 2021 (شينخوا) وسط حديقة منزله عند الطرف الغربي لمدينة الخيام بجنوب لبنان يتابع المزارع الأربعيني جلال عطوي بدهشة حركة الطيور التي تغزو أشجاره بكثرة وتتنقل بأمان بين أغصانها وتستريح بهدوء فوق أسطح المنازل وشرفاتها.

المزارع عطوي - الذي بدا فرحا بمشهد الطيور المتنوعة التي يأنس بزقزقتها المتعددة الأنغام - أعرب لوكالة أنباء ((شينحوا)) عن تفاؤله بهذه الطيور التي تكاثرت مؤخرا بشكل لافت.

وقال خلال الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ زيادة واضحة في أعداد الطيور، إضافة إلى ظهور أنواع جديدة منها لم نكن نشاهدها من قبل أو كانت قد غابت منذ عدة سنوات"، مشيرا إلى أن "الطيور تبدو هادئة مطمئنة من خلال تحركها في الحقول واقترابها من المنازل".

الناشط البيئي في جنوب لبنان أمير حمرا قال لـ (( شينخوا)) إن أعمال الرصد المكثفة التي تقوم بها الجمعيات ومن يعملون في مجالات البيئة، أكدت "أن الطيور والعصافير تكاثرت بشكل واضح وغير مسبوق بحيث تزايدت أعدادها بنسبة 50% وتعددت أنواعها بنسبة 10% في مختلف المناطق وعلى مدى فصول السنة الأربعة".

وأضاف "بتنا نشاهد وللمرة الأولى أنواعا من الطيور والعصافير لم نكن نعرفها من قبل وهناك طيور أخرى انتقلت من المدن إلى الأرياف، ومنها على سبيل المثال اليمام البري الذي بات يقيم أعشاشه فوق أسطح المنازل وعند الشرفات.

وقال "هذه الظاهرة التي انتعشت بشكل مقبول حلت خيرا على طبيعتنا بشكل عام وبيئتنا التي بدأت تستعيد عافيتها بعد جائحة كورونا".

واعتبر حمرا أن السبب الرئيسي في انتعاش هذه الظاهرة هو تراجع حركة الصيد بنسبة 85% عن السنوات الثلاث الماضية وذلك نتيجة للارتفاع الجنوني بأسعار معدات الصيد بشكل عام والخرطوش بشكل خاص وعجز المواطنين عن شرائها.

وأشار إلى أنه من أسباب تراجع الصيد "ارتفاع أسعار المحروقات وكلفة التنقل وجائحة كورونا وانهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي في ظل تردي الوضع الأقتصادي والضائقة المعيشية الخانقة في لبنان".

وأضاف "هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انخفاض عدد الصيادين بشكل كبير، بحيث غابت بنسبة 90% مواسم الصيد وإطلاق النار العشوائي على مختلف الطيور المقيمة والمهاجرة".

وذكر أن للطيور أهمية كبيرة في المحافظة على البيئة والتنوع البيئي وإعطاء الصفة الجمالية والانتعاش والتجدد للطبيعة،كما تساهم في التخلص من الحشرات الضارة والقوارض.

ورأى أن "زقزقة العصافير تساعد في التخلص من التوتر والقلق وتسمح باستعادة الأنتباه والتركيز وتدخل في النفوس حالة من الفرح والتفاؤل".

من جهته ، أكد جلال غندور تاجر الأسلحة وخرطوش الصيد في وسط مدينة النبطية بجنوب لبنان لـ ((شينخوا)) أن أسعار الخرطوش في لبنان ارتفعت بشكل جنوني.

وأوضح أن علبة الخرطوش البالغ ثمنها 8 دولارات أمريكية كانت تباع بقيمة 12الف ليرة لبنانية، أما بعد انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار فقد باتت تساوي 165 الف ليرة مما يفوق قدرة الصياد عموما على ممارسة هوايته.

وأضاف أن تردي الوضع الأقتصادي وتراجع القدرة الشرائية أدى باللبنانيين إلى تخليهم عن الكماليات والتوجه إلى الضروري والملح، لافتا إلى أن الكثير من الصيادين يعمدون إلى بيع بعض أسلحة الصيد التي يملكونها ليشتروا بثمنها ما هو ضروري من احتياجات عائلاتهم.

بدوره قال نائب رئيس جمعية حماية الطبيعة في جنوب لبنان كمال متري لـ ((شينخوا)) إن المواطنين في هذه الفترة بدأوا التعرف على 10 أنواع من الطيور الجديدة عرف منها طيور"البلشون" و"القطقاط" ، في حين تبقى الطيور الأخرى مجهولة لديهم ويحاولون التعرف عليها.

وأشار إلى أن بعض الجمعيات البيئية بدأت مع انطلاق فصل الخريف بتنظيم مسيرات ورحلات للصيادين للتعرف على ممرات هجرة الطيور التي تعبر أجواء لبنان من أوروبا إلى أفريقيا وبالعكس.

ولفت إلى أن هذه الرحلات طالت محمية "أبل السقي" بجنوب لبنان التي تحوي بحيرة اصطناعية صغيرة تستقطب مختلف أنواع الطيور العابرة والمقيمة، إضافة إلى "سهول عميق" بشرق لبنان الذي تكثر فيه المستنقعات التي تجذب الكثير من الطيور.

وأوضح أن الجمعية نظمت ندوات عدة للتوعية حول أهمية الطيور ودورها في التنوع البيئي وضرورة حمايتها من خطر الصيد.

وكانت وزارة البيئة قد أصدرت مؤخرا قرارا منعت بموجبه الصيد البري على كافة الأراضي اللبنانية ، كما أوقفت إعطاء رخص الصيد التي يشترط قانون الصيد البري على الصياد حيازتها، إضافة إلى بوليصة تأمين للحوادث.

ويبلغ عدد الصيادين بحسب وزارة البيئة وفق آخر إحصاء أجرته عام 2020 نحو 200 ألف صياد في حين لا يتجاوز عدد الصيادين ممن لديهم رخص صيد قانونية قرابة 20 الفا .

الصور

010020070790000000000000011100001310262734