تحقيق إخباري: لبنانيات يشغلن مهن متعددة لم يعملن بها سابقا لرفع دخلهن العائلي بجنوب لبنان

2021-11-13 21:50:29|arabic.news.cn
Video PlayerClose

النبطية، جنوب لبنان 13 نوفمبر 2021 (شينخوا) تجاوزت ربة المنزل سوسن أبو عليان الحرج المضني الذي كان ينتابها خلال توجهها للعمل في الخدمة المنزلية من أجل رفع دخل عائلتها الذي تبخر نتيجة الأزمة الاقتصادية الضاغطة والهبوط المستمر في قيمة العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي.

وبعد ذهاب طفلها الوحيد الذي لم يتجاوز 7 سنوات إلى المدرسة تقصد سوسن (32 عاما) مبنى من 3 طوابق قريبة من منزلها في مدينة النبطية بجنوب لبنان لتعمل 7 ساعات يوميا (باجر 20 الف ليرة لبنانية عن كل ساعة) تمضيها في تنظيف مدخل البناية وباحتها وشقة عائلة ميسورة تقيم في الطابق الأول من المبنى .

سوسن المتأهلة منذ 15 عاما أشارت لوكالة أنباء (( شينخوا)) إلى أن العوز دفعها للعمل في الخدمة المنزلية لتأمين نفقات أسرتها التي تزايدت بنسب عالية.

وقالت "راتب زوجي الشهري لا يتجاوز مليون ونصف مليون ليرة لبنانية لا يكفي لتأمين نفقات ديزل التدفئة في فصل الشتاء من دون احتساب باقي المصاريف والمتطلبات الملحة ومنها إيجار المنزل وفاتورة مولد الكهرباء وقسط المدرسة والخبز واللحوم والأجبان والفاكهة والخضار.

وبلهجة العاجزة، قالت "اعترف بان الأمر غير عادي بالنسبة لي وللكثير من زميلاتي لكنني مجبرة على ولوج هذه المهنة ، لكن ليس باليد حيلة فلا يمكنني مشاهدة طفلي يجوع.

وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) قد أجرت دراسة مؤخرا أشارت خلالها إلى أن الفقر يؤثر على 74 5 من إجمالي السكان في لبنان، بدون أية بوادر لتراجع الأزمة.

ويترافق ذلك مع انهيار الليرة اللبنانية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 400 % في حين سجل التضخم السنوي 85 % تقريبا، وفي غضون ذلك فقد مئات الآلاف من المواطنين وظائفهم مع تدهور الوضع الاقتصادي وتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وكارثة انفجار مرفا بيروت في أغسطس 2020.

أما الفتاة العشرينية دلال الحاج التي تعمل في التنظيفات في معمل ألبان وأجبان في محيط مدينة بنت جبيل بجنوب لبنان فقالت لـ((شينخوا)) أشعر بأحساس غريب خلال عملي، فهذه المهنة لم تكن يوما للبنات،لكن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت بحياتنا إلى الأسوأ.

وأوضحت المعالجة النفسية والاجتماعية سلوى الخطيب لـ ((شينخوا)) بأن الحاجة دفعت نسبة كبيرة من اللبنانيات للعمل كمساعدة منزلية من أجل تأمين مصروفهن الشخصي ولتجنيب عائلاتهن خطر الجوع الذي يدق أبواب اللبنانيين .

ويعيش لبنان منذ نحو عامين حالة من التوترات المستمرة ويشهد أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه .

من جهتها اختارت أحلام قشمر بيع الألعاب والشوكولا الرخيصة الثمن في الأسواق الشعبية .

قشمر أم لثلاثة أطفال ويعمل زوجها سائق حافلة ركاب بأجر يتجاوز بقليل مليون ليرة لبنانية شهريا ـ وقالت لـ ((شينخوا)) أقصد العديد من الأسواق التي تفتح يوما واحدا بالأسبوع في مناطق النبطية والخان والخيام وكفركلا وبنت جبيل.

وأشارت إلى أنها تربح يوميا من هذه التجارة نحو 100 الف ليرة لبنانية تساعد في نفقات الأسرة، بانتظار تحسن الوضع الاقتصادي.

بدورها تعمل ربة المنزل الخمسينية سهى عبدو في تحضير وجبات من المعجنات وتبيعها للزبائن في غرفة جانبية من منزلها الواقع عند الطرف الغربي لمدينة مرجعيون بجنوب لبنان.

وقالت لـ ((شينخوا)) إن عملها يأتي في إطار تأمين القوت اليومي والحاجيات التي ارتفعت أسعارها ناهيك عن الدواء والطبابة والوقود .

ويعاني لبنان منذ العام 2019 من أزمات مالية واقتصادية وصحية ومن تدهور معيشي متصاعد وتآكل المداخيل والمدخرات، إضافة إلى تصاعد البطالة والفقر وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية.

الصور

010020070790000000000000011101451310309100