مقالة خاصة: ثمار "المبادرات الثماني الرئيسية" تُبرز إمكانات التعاون الصيني الإفريقي

2021-11-27 16:25:09|arabic.news.cn
Video PlayerClose

نيروبي 27 نوفمبر 2021 (شينخوا) إن التعاون الصيني الإفريقي يؤتي ثماره ويطلق العنان لإمكانات هائلة من خلال التنفيذ عالي الجودة لـ"المبادرات الثماني الرئيسية".

تغطي المبادرات الثماني الرئيسية، التي طُرحت في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) التي عقدت في سبتمبر 2018، مجالات النهوض بالصناعة، وربط البنية التحتية، وتيسير التجارة، والتنمية الخضراء، وبناء القدرات، والرعاية الصحية، والتبادلات الشعبية، فضلا عن السلام والأمن.

بعد مرور ثلاث سنوات، من المتوقع أن يكشف المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) الذي سُيعقد في العاصمة السنغالية داكار يومي الاثنين والثلاثاء، عن المزيد من ثمار التعاون.

-- نتائج مثمرة

قال الرئيس الغامبي أداما بارو إن التنمية السريعة للعلاقات الثنائية الودية مع الصين وتوجيهات قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) هي التي مكنت غامبيا من استكمال عدد من مشاريع التنمية الوطنية الكبرى.

صرح بذلك بارو أثناء حضوره حفل افتتاح مشروع بناء طريق وجسور أقيم بمساعدة الصين في منطقة أعالي النهر في البلاد الشهر الماضي.

ومن شأن هذا المشروع، الذي أكمل بنجاح "الكيلومتر الأخير" من شبكة الطرق السريعة الوطنية في غامبيا، تسهيل حرية تنقل الأشخاص والسلع والخدمات في المنطقة وغرب إفريقيا، وتحسين حياة الناس، ودفع التنمية الاقتصادية، ورفع مستوى الخدمات العامة.

وذكر بارو أن بلاده ملتزمة بتعميق العلاقات مع الصين وستواصل توسيع التعاون العملي مع الصين في مجالات التجارة والاستثمار والثقافة على أساس تحقيق نتائج تقوم على الفوز المشترك.

منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) في عام 2000، قامت شركات صينية ببناء أو تطوير أكثر من 10 آلاف كم من السكك الحديدية وما يقرب من 100 ألف كم من الطرق السريعة في جميع أنحاء إفريقيا وخلقت إجمالي أكثر من 4.5 مليون فرصة عمل.

وقد أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية أنه خلال العقدين الماضيين، زادت تجارة الصين مع إفريقيا بواقع 20 ضعفا، ما جعل الصين أكبر شريك تجاري ثنائي لإفريقيا على مدى 12 عاما متتالية.

وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، بلغ حجم الاستثمارات المباشرة للصين في إفريقيا 2.59 مليار دولار أمريكي، بزيادة 9.9 في المائة على أساس سنوي، وهو ما فاق إجمالي الاستثمارات الخارجية للصين بواقع 3 نقاط مئوية وتجاوز مستوى ما قبل الجائحة في الفترة نفسها من عام 2019.

-- مكافحة الجائحة

في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أعرب جان كلود جاكوسو، وزير خارجية جمهورية الكونغو، عن تقديره لـ"السرعة التي تظهرها الصين في توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19".

وأشاد جاكوسو بالصين واصفا إياها بأنها دولة "لديها دائما آذان صاغية لأصدقائها"، مضيفا أنه قد تم تطعيم أكثر من 250 ألف كونغولي بجرعة واحدة على الأقل من لقاح سينوفارم.

ومنذ عام 2020، قدمت الصين إمدادات وافرة في حالات الطوارئ لمكافحة الجائحة -- بما في ذلك 120 دفعة من الكاشفات الخاصة باختبار الحمض النووي، ومعدات الوقاية، والأقنعة، وواقيات العين، وأجهزة التنفس الصناعي -- إلى 53 دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي، مع وصول إمدادات الطوارئ هذه إلى جميع المناطق تقريبا في جميع أنحاء القارة.

كما تقاسمت الصين بنشاط تجربتها في مكافحة الجائحة مع الدول الإفريقية وأرسلت مجموعات من الخبراء الطبيين المتخصصين في مكافحة الجائحة أو فرقا طبية ذات مهام قصيرة الأجل لمكافحة الجائحة، إلى 17 دولة إفريقية لمكافحة كوفيد-19. كما تساعد في بناء مقر المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وقد احتفلت مفوضية الاتحاد الإفريقي يوم الجمعة بالانتهاء من إنشاء هيكل المبنى الرئيسي للمقر المستقبلي للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بمساعدة الصين.

ووصفت أميرة الفاضل، مفوضة الاتحاد الإفريقي للصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، هذا المشروع التاريخي بأنه أحدث مظهر من مظاهر العلاقات الصينية الإفريقية طويلة الأمد والآخذة في الازدهار.

وصرح بنيامين جودالباي، رئيس قسم السياسات ودبلوماسية الصحة في المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، لـ((شينخوا)) بأن "إفريقيا، التي عانت منذ فترة طويلة من أمراض معدية مختلفة، ولا سيما تفشي الإيبولا المتكرر وجائحة كوفيد-19 المستعرة، في حاجة ماسة إلى تحسين نظام مكافحة الأمراض لديها، حيث من المتوقع أن يؤدي الانتهاء في الوقت المناسب من مشروع المقر المستقبلي للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى ضخ زخم تشتد الحاجة إليه".

تفي الصين بنشاط بالتزامها بجعل اللقاحات منفعة عامة عالمية. فبحلول 12 نوفمبر، قدمت الصين أكثر من 1.7 مليار جرعة لقاح مضاد لكوفيد-19 إلى أكثر من 110 دول ومنظمات، بما في ذلك 50 دولة إفريقية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وتسعى جاهدة لتوفير إجمالي ملياري جرعة بنهاية هذا العام.

-- آفاق جديدة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في مؤتمر صحفي دوري يوم الخميس إن "الصين هي الصديق القديم والصديق الحقيقي والصديق الحميم للشعوب الإفريقية".

وذكر تشاو أن "الأفارقة هم الأقدر على الحكم على نتائج التعاون الصيني الإفريقي. فقبل أيام قليلة أشرت إلى تقرير صادر عن شبكة استطلاعات الرأي الإفريقية ((أفروباروميتر))، والذي يظهر أن 63 في المائة من الأفارقة الذين شملهم الاستطلاع يؤمنون بأن التأثير الاقتصادي والسياسي للصين في بلدهم "إيجابي إلى حد ما" أو "إيجابي للغاية".

واستشرافا للمستقبل، تتمتع الصين وإفريقيا بإمكانات نمو هائلة في الاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة وتغير المناخ، وذلك من بين أمور أخرى.

ويتصور سيلاس موسيوكا، مدير عمليات السوق في ((كيليمول)) للتسوق الإلكتروني في نيروبي بكينيا، مستقبلا أكثر إشراقا للتعاون الصيني الإفريقي في مجال الاقتصاد الرقمي، حيث قال إنه سيساعد على تجديد سلاسل التوريد، ودفع التجارة دون عوائق في المنتجات عالية الجودة، وخلق المزيد من فرص العمل للشباب.

وأشار موسيوكا إلى أن "المزيد من الناس يشترون المنتجات عبر الإنترنت. والعديد من البلدان الإفريقية تتبنى حاليا التجارة الإلكترونية، وسلاسل التوريد آخذة في التوسع".

وذكر إيفانز كيبروتيتش، الموظف في القسم الفني في ((كيليمول))، إن الشراء عبر الإنترنت الذي يمنحه الراحة والمتعة يتمتع بمستقبل واعد في إفريقيا.

ولدى تذكره تجربته الدراسية السابقة فى جامعة هونان الصينية، قال كيبروتيتش، وهو زائر متكرر لمنصات تسوق إلكترونية صينية مثل تاوباو وبيندوهدوه، إنه اكتسب خبرة لا تقدر بثمن في التجارة الإلكترونية أثناء وجوده في الصين، حيث استمتع براحة التسوق الإلكتروني للملابس والإلكترونيات العصرية.

الصور

010020070790000000000000011101451310337028