تقرير إخباري: تحذيرات فلسطينية من خطورة استهداف إسرائيل للمقدسات الإسلامية في الضفة الغربية والقدس

2021-12-01 06:09:52|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 30 نوفمبر 2021 (شينخوا) حذرت أوساط فلسطينية اليوم (الثلاثاء) من خطورة مواصلة اسرائيل استهداف المقدسات الإسلامية في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل في الضفة الغربية.

واعتبر مسؤولون فلسطينيون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ للحرم الإبراهيمي أول أمس الأحد ودعوة وزير الشؤون الدينية الإسرائيلي متان كهانا أمس الاثنين للإسراع في إقامة "الهيكل" في المسجد الأقصى محاولة جديدة لتأجيج الصراع وتحويله لصراع ديني محفوف بالمخاطر.

وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين إن المقدسات الإسلامية في الضفة الغربية والقدس تشهد حملة إسرائيلية "مخيفة" لتهويد معالمها الإسلامية وتغيير الحقائق على الأرض.

واعتبر حسين أن زيارة هرتسوغ للحرم الإبراهيمي ودعوة كهانا عدوان ومساس بمشاعر المسلمين.

وأضاف أن ما يتم من اقتحامات واعتداءات يومية ومتكررة على باحات المسجد الأقصى من قبل جمعيات استيطانية من شأنه أن "يؤجج المشاعر والكراهية ويجعل المنطقة على حافة هاوية".

وأشار حسين إلى أن ذلك يجري بينما يمنع المسلمون من الوصول إلى المسجد الأقصى أو يتم إبعاد الشخصيات الدينية عنه لفترات زمنية مختلفة من قبل الشرطة الإسرائيلية.

وتظاهر عشرات المستوطنين مساء اليوم في شارع "الواد" بالبلدة القديمة في القدس وصولا إلى الحائط الغربي للمسجد الأقصى وسط انتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان صحفي، إن مئات المستوطنين دخلوا باحات المسجد الأقصى صباحا على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة بحراسة قوات الشرطة الإسرائيلية وقاموا بأداء صلوات في الجزء الشرقي منه بحجة "عيد الأنوار" اليهودي.

كما قام وزير الشؤون الدينية الإسرائيلي أمس بإشعال شمعة "عيد الأنوار" الثانية عند مدخل المسجد الأقصى، وقال إنه "يقف عند مدخل أقدم مكان لشعب إسرائيل" ودعا إلى "سرعة بناء الهيكل".

وفي السياق ذاته، حملت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها تلقت ((شينخوا)) نسخة منه الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "الاعتداءات" في المسجد الأقصى ومحاولات تغيير طابع الصراع من سياسي إلى ديني.

وقال البيان إن الوزارة تواصل تنسيق جهودها "لفضح ومواجهة الاستهداف الإسرائيلي" للمقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى مع الأردن.

ودعا البيان المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة خاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الأقصى وتنفيذ قراراتها الأممية ذات الصلة.

ويتولى الأردن الإشراف على رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وفق ما نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل العام 1994.

ويتزامن التصعيد في المسجد الأقصى مع زيارة هرتسوغ أول أمس الأحد للحرم الإبراهيمي برفقة جماعات من المستوطنين للاحتفال بعيد "الأنوار" في خطوة لاقت تنديدا واسعا من قبل الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية الإسرائيلية.

وقال مدير الحرم حفظي أبو سنينة إن زيارة الرئيس الإسرائيلي الذي يمثل السلطة العليا، تدلل على تصعيد وتيرة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة إلى تحويله لديني.

وذكر أبو سنينة أن رعاية الأوساط السياسية للاقتحامات ودعمها يعني دعم جماعات المستوطنين وتكريس جهودهم في السيطرة على الحرم، محذرا من أن ذلك يدفع إلى "إشعال فتيل توتر الأوضاع الميدانية وتصعيد الصدامات".

ويعتبر الحرم الإبراهيمي أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبا في الضفة الغربية، وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين الفلسطينيين.

في المقابل، يعتقد اليهود أن الحرم الإبراهيمي أو ما يطلقون عليه "مغارة المخبيلا" هو المكان الذي دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم، وقامت إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية بإنشاء كنيس يهودي داخل باحات الحرم.

من جهته، اعتبر وكيل وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب إن إسرائيل تحاول "جر المنطقة إلى حالة مواجهة وصدام مع الفلسطينيين" من خلال تصعيد الممارسات بحق المقدسات الإسلامية.

وقال أبو الرب إن المقدسات خاصة المسجد الأقصى رغم كل الممارسات هي إسلامية وأراض فلسطينية وليس للإسرائيليين حق فيها، محذرا من أن اندلاع صراع ديني سيؤدي بالمنطقة إلى نتائج لن تحمد عقباها كون أن المقدسات تخص ملايين الأشخاص في العالم.

ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.

ويقول الفلسطينيون، إن "الوضع القائم" أو ما يطلق عليه مصطلح "ستاتسكو" هو الوضع الذي ساد في المسجد الأقصى ما قبل احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من مدينة القدس في العام 1967 والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم تبلغ مساحته (144 دونما) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين.

ويقدس اليهود أيضا المكان ويطلقون على ساحاته اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان، وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل، حسب معتقدها.

وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم إن تصعيد الممارسات بحق المقدسات الإسلامية يمثل "إعلان حرب" خاصة أن ذلك يتم على مستوى مسؤولين إسرائيليين رسميين.

واعتبر صيدم أن ما يحدث على الأرض من تنافس رسمي على "الاعتداءات يشكل اختراقا للواقع الديني القائم وهو بمثابة لعب بالنار ".

وأشار إلى أن الخيارات الفلسطينية لمواجهة ذلك تقوم على إعادة النظر باعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بقرارات الشرعية الدولية أو ترك الأمور للصراع حتى يأخذ مجراه ويحسم الشعب الفلسطيني النتيجة النهائية وفق المعطيات الميدانية.

وتعد القدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.

الصور

010020070790000000000000011101451310343896