مقالة خاصة: مبادرة الحزام والطريق تمنح بجهودها أجنحة لأحلام الشباب في شمال إفريقيا

2021-12-05 14:01:32|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 5 ديسمبر 2021 (شينخوا) إن الشباب هم أمل العلاقات الصينية الإفريقية. وفي دول شمال إفريقيا، يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان المنطقة، ويأتي البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين وهذه الدول، ليمنح أجنحة لأحلام الشباب في تلك الدول بما يمكنهم من تحقيق طموحاتهم.

فالشاب الجزائري بغريش هلال الدين، الذي ينحدر من ولاية بجاية، ظل شاغله الأكبر بعد تخرجه من جامعة عبد الرحمان ميرة تخصص هندسة مدنية عام 2017، هو البحث عن وظيفة تفتح له أبواب المستقبل، حتى أخبره أحد أقاربه ذات يوم بأن هناك شركة صينية تقوم ببناء طريق في بجاية، وإذا انضم إلى فريق العمل بها سيتسنى له المشاركة في تشييد مشروع خاص بالبنية التحتية في مسقط رأسه من خلال الاستفادة من تخصصه.

"لما لا؟ المساهمة في بناء الوطن شيء جميل، لا سيما من خلال توظيف تخصصي الجامعي في هذا الصدد"، انطلاقا من هذه الفكرة، انضم بغريش هلال الدين إلى فريق العمل بشركة منطقة شمال إفريقيا التابعة لمجموعة الصين الدولية لإنشاءات السكك الحديدية، وأصبح ضمن مهندسي مشروع طريق بجاية.

يعتبر مشروع طريق بجاية أحد ثمار التعاون الصيني الجزائري في البناء المشترك للحزام والطريق. ومن شأن هذا الطريق، الذي يمتد من ميناء بجاية شمالا حتى الطريق السيار شرق-غرب جنوبا بطول يصل إلى مائة كيلومتر، أن يختصر زمن الرحلة بين الميناء والطريق السيار شرق-غرب من أربع ساعات حاليا إلى ساعة واحدة عند اكتمال إنشائه. ومنذ إطلاق المشروع في عام 2013، تم الانتهاء من بناء قطاع منه يبلغ طوله 62 كيلومترا، بل وبدأ بالفعل استخدامه.

منذ انضمامه إلى مجموعة الصين الدولية لإنشاءات السكك الحديدية، وبفضل جهوده ومساعدة زملائه الصينيين له، أصبح بغريش هلال الدين مديرا مساعدا في المشروع، وحقق حلمه في المساهمة في بناء وطنه.

وقال بغريش "لقد تحسن مستوى معيشتي وأيضا وضعي الاجتماعي. هنا، أطلعت على خبرات أكثر مرونة وتنوعا في إدارة المشاريع وخاصة فيما يتعلق بجودة الأداء وسرعة التنفيذ التي يتسم بها الصينيون، وهو ما أتاح لي فرصة اكتساب خبرات متراكمة ستمكنني من تطوير حياتي المهنية".

إن المشروعات التي تجري في إطار الحزام والطريق بدول شمال إفريقيا لا تقدم للشباب أفضل فرص عمل ومنصات لتطوير الذات فحسب، بل تعمل أيضا على تدريب قدرات الشباب المهنية لتهيأتهم لسوق العمل في المستقبل، ويكمن هدف إنشاء ورش لوبان في ذلك.

في حرم جامعة عين شمس بالعاصمة المصرية القاهرة، يقف مبنى رمادي مصفر بارزا وسط المباني الأخرى وتقع بداخله إحدى ورش لوبان التي أُنشئت بالتعاون بين الحكومتين الصينية والمصرية.

وهناك، أبدى الطالب إبراهيم عبد الغفار شغفه إلى تعلم الكثير كونه أحد المتدربين بورشة لوبان. فهذا الشاب المصري البالغ من العمر 22 عاما يدرس في قسم الميكاترونكس بكلية الهندسة في جامعة عين شمس. وقد جذبته المختبرات جيدة التجهيز والأساتذة ذوي الخبرة بورشة لوبان، حيث تم قبوله منذ وقت ليس ببعيد للدراسة فيها.

وذكر عبد الغفار أن البرنامج التدريبي الذي تنظمه الورشة يمكّنه من تطبيق ما تعلمه في الكلية عمليا، مشيرا إلى أنه منشغل في الآونة الأخيرة في عمل مشروع بحثي متعلق بتخصصه في ورشة لوبان.

جدير بالذكر أن هناك ثلاثة مختبرات مهنية في ورشة لوبان هذه يتم فيها تدريب المواهب المحلية بما يتماشى مع احتياجات التنمية الاجتماعية من خلال تحقيق التكامل بين الصناعة والتعليم وفقا للظروف المحلية. وقد حظي هذا المفهوم التعليمي بتقدير كبير من الجانب المصري.

وقال محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، إن الجامعة رحبت بهذه الفكرة كثيرا. ومن خلال مشروع ورشة لوبان ستساعد ورشة لوبان الخريجين على التكيف بشكل أفضل مع سوق العمل وتلبية احتياجات التوظيف.

يأتي إنشاء ورش لوبان في إطار "المبادرات الثماني الرئيسية" التي طُرحت في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2018. وبعد مرور ثلاث سنوات، تُبرز ورش لوبان دورها حيث ستدرب مجموعة من المواهب المحلية وتزودهم بالخبرات المهنية والتجارب العملية التي تمكنهم من العمل في بعض مشروعات التعاون الرئيسية بين الصين وإفريقيا.

وفي تونس، يجري حاليا تنفيذ مشروع آخر في إطار مبادرة الحزام والطريق، ألا وهو مشروع بناء الأكاديمية الدبلوماسية بتونس.

كان المعهد الدبلوماسي التونسي قد تأسس في عام 1997. ومع مباشرته حاليا لعمله من مكاتب في مبان إدارية ذات مرافق بسيطة نسبيا في العاصمة تونس، فإن المعهد سيتمكن من خلال هذه الأكاديمية، التي تُشيد بتمويل صيني وتقع على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع وتتألف بشكل أساسي من قسم إداري وقاعة مؤتمرات ومساحة متعددة التخصصات، بالإضافة إلى جناح تعليمي ومكتبة كبيرة وجناح سكني، سيتمكن من تحسين ظروف التدريس وتوسع نطاق التدريب الدبلوماسي.

تجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية الدبلوماسية تهدف إلى تعليم وتدريب الدبلوماسيين التونسيين والأجانب، وسوف تُمكّن من تعزيز قدرات الدبلوماسيين في البعد العربي والإفريقي، بالإضافة إلى إتاحة منصة لتبادل الخبرات بين الدبلوماسيين.

وعلى الرغم من تأثير كوفيد-19 على تنفيذ المشروع، إلا أن مراحل تشييده أوشكت على الانتهاء. وبعد اكتمال بنائه، سيصبح في مقدور المعهد الدبلوماسي التونسي توسيع حجم تسجيل الطلاب، ليستفيد منه المزيد من الشباب.

عُقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) يومي 29 و30 نوفمبر، وقد تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال الحفل الافتتاحي للمؤتمر بالتنفيذ المشترك لتسعة من برامج التعاون المستقبلي بين الصين وإفريقيا.

ومع تعمق التعاون بين الصين وإفريقيا، تجري مشاريع الحزام والطريق على قدم وساق في عموم إفريقيا، الأمر الذي لا شك أنه سيساعد شباب إفريقيا على تحقيق أحلامهم وخاصة أن الشباب ما زالوا يحتلون مكانة هامة في البرامج التسعة المطروحة في كلمة الرئيس، والتي أشارت إلى أن الصين ستواصل التعاون مع الدول الإفريقية في إنشاء ورش لوبان وسيتم إطلاق خطة "إفريقيا المستقبل - التعاون الصيني الإفريقي في مجال التعليم المهني" وإجراء حملة "التوظيف المباشر للمبتعثين الأفارقة" وغيرها من الأنشطة التي ستعود بفوائد جمة على الشباب الأفارقة.

الصور

010020070790000000000000011100001310352714