تقرير إخباري: حالات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة تسجل معلما قاتما وتصل إلى 20 مليونا في يوم رأس السنة
واشنطن أول يناير 2021 (شينخوا) تجاوزت حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة 20 مليونا يوم الجمعة حيث أدى اكتشاف السلالة الجديدة شديدة العدوى من الفيروس في البلاد إلى زيادة الضغط لتسريع عملية التطعيم.
فقد سجلت الولايات المتحدة أكثر من 20.1 مليون حالة إصابة وأكثر من 347 ألف حالة وفاة ذات صلة حتى بعد ظهر يوم الجمعة، وفقا لإحصاء صادر عن جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات الجامعة أن البلاد، التي تشكل حوالي 4 في المائة من سكان العالم، تمثل الآن قرابة ربع أكثر من 83.8 مليون حالة إصابة، و19 في المائة من 1.8 مليون حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء العالم.
-- الجائحة تواصل تفاقمها
ذكرت شبكة ((سي إن إن)) يوم الجمعة أن الأمر استغرق 292 يوما حتى وصلت الولايات المتحدة إلى أول 10 ملايين حالة إصابة بالمرض، لكنه استغرق 54 يوما فقط لبلوغ ضعف هذا الرقم.
وأرجع خبراء أمريكيون ووسائل إعلام أمريكية فشل الولايات المتحدة في احتواء الفيروس، من بين أمور أخرى، إلى غياب إستراتيجية وطنية وإتباع سياسات مُسيَّسة بالإضافة إلى وجود معلومات مضللة ونظريات مؤامرة.
وذكر التقرير أن "الوتيرة الفعلية للعدوى ربما كانت مختلفة ...إذ تشير دراسة نموذجية أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن ما يصل إلى 53 مليون شخص في الولايات المتحدة ربما أصيبوا بالعدوى في الفترة من فبراير إلى سبتمبر".
ووفقا لخبراء الصحة العامة، قد ترتفع الأرقام المروعة بشكل أكبر في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع المقبلة بسبب زيادة التجمعات والسفر خلال العطلات على الرغم من التحذيرات من القيام بذلك وسط تفاقم الجائحة.
وتشير توقعات مجمعة نشرها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الأربعاء إلى أنه ستكون هناك ما بين 383 ألف إلى 424 ألف حالة وفاة بمرض فيروس كورونا الجديد في البلاد بحلول 23 يناير.
وقال تشانغ تسوه فنغ، أستاذ علم الأوبئة والعميد المشارك للبحوث في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس خلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة، إن الوضع الوبائي الحالي في الولايات المتحدة "لا يزال خطيرا للغاية"، لا سيما في ولاية كاليفورنيا التي تمثل حوالي 15 في المائة من حالات الإصابة الجديدة في البلاد.
وذكر تشانغ إن "الموارد الطبية في كاليفورنيا اُستنفدت تقريبا، ووحدات العناية المركزة ممتلئة بالفعل. وفي الوقت الحالي، لا يوجد في مدينة لوس أنجليس بأكملها سوى حوالي 300 من أسرة وحدات العناية المركزة تقريبا".
وأشار إلى أنه "يمكن ملاحظة زيادة كبيرة في معدلات الإصابة والوفيات بعد العطلة حيث تأخر الإبلاغ عن البيانات خلال عيد الميلاد (الكريسماس) ورأس السنة الجديدة"، مضيفا أن "الناس لديهم نوع من الإعياء الفيروسي وتسهل إصابتهم بالعدوى عند الاسترخاء أثناء التجمعات والسفر".
وذكر ستانلي بيرلمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة أيوا، لـ((شينخوا)) يوم الجمعة أنه يخشى أيضا زيادة حالات الإصابة بعد العطلات "مع تسجيل تباطؤ تدريجي في فبراير ومارس".
وتوقع أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، يوم الخميس عدم استئناف الحياة الطبيعية بالنسبة لمعظم الأمريكيين حتى وقت متأخر من الخريف المقبل.
وقال فاوتشي في مقابلة مع شبكة ((إم إس إن بي سي)) "إذا تصرفنا بالشكل الصحيح، نأمل، مع اقتراب نهاية صيف وبداية خريف عام 2021، أن نبدأ في الاقتراب من درجة معينة من الحياة الطبيعية".
-- تصاعد الضغط لتسريع التطعيم
جاءت عتبة الـ20 مليونا بعد يوم من الإبلاغ عن حالات إصابة بالسلالة الجديدة من كوفيد-19، والتي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في المملكة المتحدة، في ولايات كولورادو وكاليفورنيا وفلوريدا.
وقال بيرلمان إن "السلالة الجديدة على ما يبدو أكثر قابلية للعدوى، على الرغم من أن هذا لم يُثبت بشكل جيد. وهي ليست أشد ضراوة حتى الآن. بالطبع، من المتوقع أن يؤدي حدوث المزيد من حالات الإصابة إلى مزيد من الوفيات".
إن اكتشاف السلالة الجديدة للفيروس في الولايات المتحدة يشكل مزيدا من الضغط على حكومات الولايات لتسريع عملية التطعيم الجارية والتي تشهد "بداية أبطأ وأكثر فوضوية".
لن تعود الحياة إلى طبيعتها إلا بعد أن تنفذ الولايات المتحدة "بكفاءة وسرعة وفعالية" برامج التطعيم التي تأخرت عن الجدول الزمني، بالإضافة إلى "الالتزام الصارم" بتدابير الوقاية الشخصية مثل غسل اليدين وارتداء الكمامة وتحقيق التباعد الاجتماعي، حسبما قال فاوتشي لشبكة ((إم إس إن بي سي)).
وقالت الحكومة الفيدرالية إنها تلقت 12.4 مليون جرعة من لقاح فايزر- بيونتيك أو لقاح موديرنا المضاد لكوفيد-19 حتى 30 ديسمبر 2020. ولكن تم تلقيح 2.8 مليون شخص فقط بسلسلة من جرعتين من أي من اللقاحين، وفقا لبيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وذكر تقرير نُشر على موقع ((politico.com)) يوم الجمعة "رغم احتمالية أن تكون البيانات متخلفة عن الأعداد الفعلية للتطعيمات، فقد أقر المسؤولون الفيدراليون بأن البلاد فشلت في تحقيق هدف إدارة (دونالد) ترامب والمتمثل في تطعيم 20 مليون شخص بحلول نهاية العام".
قال بيرلمان إن "حملة التطعيم بـ(اللقاحات) أبطأ مما كان متوقعا، ويرجع ذلك جزئيا إلى مشكلات التصنيع والتوزيع، كما يرجع جزئيا إلى أن لقاحي mRNA يتطلبان توافر سلسلة تبريد".
فيحتاج كل من لقاح فايزر- بيونتيك ولقاح موديرنا إلى تبريد معقم بدون توقف لكي يحافظا على الفعالية والسلامة.
وذكر تشانغ أنه "سيتم تسريع عملية التطعيم بمجرد أن يتم حل هذه الأنواع من المشكلات اللوجستية. وستعود الحياة إلى طبيعتها إذا تم تطعيم ما يتراوح بين حوالي 50 في المائة إلى 60 في المائة من السكان".
وقد انتقدت إدارة جو بايدن-كامالا هاريس القادمة، التي ستتسلم مهامها في 20 يناير، طريقة تعامل الرئيس ترامب مع الجائحة وتعهدت بالسيطرة على الفيروس من خلال خطط الاختبار والتطعيم الوطنية وحزم الإغاثة الاقتصادية القوية.