تحقيق إخباري: مسيحيو غزة يقتصرون على الاحتفال بعيد الميلاد بمنازلهم بسبب "كورونا"
غزة 7 يناير 2021 (شينخوا) اضطرت الفلسطينية انتصار الترك وهي من طائفة المسيحيين الأرثوذكس للاحتفال مع عائلتها الصغيرة داخل المنزل في غزة بعيد الميلاد المجيد على غير عادتهم السنوية بفعل أزمة مرض فيروس كورونا الجديد.
واجتمعت عائلة الترك المكونة من خمسة أفراد أمام شاشة تليفزيون كبيرة تتوسط غرفة المعيشة في منزلهم في مدينة غزة لمشاهدة صلاة عيد الميلاد بدلاً من حضورها في الكنيسة.
وتقول الترك وهي أم لثلاثة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها تشعر بحزن شديد لعدم ذهابهم إلى الكنيسة وعدم الاجتماع مع الأقارب والأصدقاء للاحتفال بالعيد.
وتضيف الترك بينما كانت تقدم بعض الحلوى لأبنائها وزوجها "في مثل هذه الأيام كانت جميع العائلات المسيحية تجتمع في كنيسة محلية لتهنئة بعضها البعض، لكن هذا العام مُنعنا جميعا من أجواء الاحتفال التقليدية".
وتشير إلى أن انتشار مرض كورونا في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ حوالي 14 عاما تسبب في انقسام العائلات المسيحية التي اضطرت إلى حبس نفسها في المنازل.
وفي محاولة لتغيير الأجواء الحزينة، قامت نهى وميرنا ابنتا انتصار الترك بتزيين منزلهما وكأنه قاعة تستخدم لاحتفالات كبيرة للاحتفال بعيدهم المقدس.
وتقول نهى الترك لـ ((شينخوا)) بينما كانت تتفقد الزينة المعلقة على شجرة الميلاد "قد لا نتمكن من الانضمام إلى احتفالات أكبر بسبب فيروس كورونا، لكن يمكننا نقل الاحتفال إلى منزلنا".
وتضيف الفتاة التي تبلغ من العمر 12 عاما إنها أصرت هي وإخوتها على الاحتفال مع أصدقائهم عبر الإنترنت والتباهي بأجواء العيد في منازلهم، وتبادل صورهم الفوتوغرافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول نهى بينما كانت تمسك مجسما لبابا نويل "لا يوجد عيد بدون زينة وبدون ارتداء ملابس جديدة"، مضيفة أنها افتقدت الاجتماع مع أعمامها وعماتها في هذا العيد.
أما شقيقتها ميرنا (17 عاما) فبدت مشغولة بتصوير احتفالهم المنزلي، قبل أن تسارع لنشر الصور الملتقطة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
وتقول ميرنا لـ ((شينخوا)) إن التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية تساعدهم على الانضمام إلى احتفالات أخرى مع أقاربهم في جميع أنحاء العالم، على الرغم من إجراءات العزل المتبعة في غالبية الدول.
وتعرب عن أملها في أن تنتهي أزمة كورونا قريبا ويتمكن الناس من العودة إلى حياتهم الطبيعية كما كانت في الماضي.
كما تعرب عن أمنيتها بأن تتمكن من زيارة مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد، مشيرة إلى أنها ستصلي من أجل البشرية كي تتمكن مِن تجاوز أزمة كورونا قريبا.
ويحتفل المسيحيون الأرثوذكس بعيد الميلاد في السابع من يناير بعد 44 يومًا من الصيام من جميع أنواع اللحوم ومشتقاتها.
وعلى عكس ما خططوا له، أقام عادل ترزي وعائلته المكونة من خمسة أفراد احتفالا صغيرا داخل منزلهم .
ويقول ترزي (35 عاما) لـ ((شينخوا))، إنه كان من المفترض أن يسافر إلى كندا للانضمام إلى إخوته وأعمامه الذين غادروا غزة قبل ستة أعوام.
ويضيف "أنهينا جميع الإجراءات لمغادرة غزة، لكن أزمة كورونا وعواقبها المتمثلة بالإغلاق منعتنا من السفر وأجبرتنا على البقاء في غزة حتى الآن".
ويشير ترزي إلى أن الإجراءات الاحترازية والوقائية للسلطات المحلية في غزة تمنعهم من الذهاب إلى الكنيسة.
وسجلت وزارة الصحة في غزة حتى الآن 44279 حالة إصابة بمرض كورونا و416 حالة وفاة، بحسب آخر إحصائية رسمية، في وقت يستمر فرض تدابير مشددة لمكافحة انتشار المرض مثل إغلاق المساجد والمدارس.