مقالة خاصة: "ميت خاقان" قرية مصرية تواجه مرض كورونا بالتضامن الشعبي والجهود الذاتية
بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 7 يناير 2021 (شينخوا) "ميت خاقان خالية من فيروس كورونا" مبادرة شعبية أطلقها شباب قرية ميت خاقان الكائنة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، 75 كم شمال القاهرة، للتضامن والتكافل بين أبناء البلدة لمواجهة أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) من خلال الجهود الذاتية.
واستهدفت المبادرة التي أطلقها مجموعة من شباب ميت خاقان البالغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة، والتف حولها الجميع، رفع الوعي بين جميع السكان، للالتزام بالإجراءات الاحترازية بأكبر قدر ممكن للسيطرة على تفشي المرض.
كما تستهدف المبادرة توفير الأدوية وبروتوكولات العلاج والتحاليل والمستلزمات الطبية والوقائية اللازمة للتعامل مع الأزمة مجانا خاصة في ظل تزايد أعداد الإصابات ومحدودية استيعاب المستشفيات.
وتأتي المبادرة استشعارا من القائمين عليها للخطورة التي يمثلها (كوفيد-19) خاصة مع اشتداد الموجة الثانية من المرض والتي تضرب بقوة وتنتشر في مختلف الأوساط ودون تمييز.
ويقول أمين محمد هيكل أحد المشاركين بالمبادرة، أن الجهود المبذولة تستهدف محاولة السيطرة على تفشي المرض من خلال رفع درجة الوعي بمخاطره، والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وأيضا مساعدة غير القادرين ماديا أو صحيا في التعامل مع الأزمة.
وأضاف هيكل لوكالة أنباء (شينخوا) أن المبادرة وجهود القائمين عليها تسعى لتخفيف الضغوط على المستشفيات العامة وعلى الكوادر الطبية المختلفة، حتى تتفرغ للتعامل مع الحالات الصعبة، وعدم استنزاف جهودها في التعامل مع حالات أولية أو متوسطة يمكن التعامل معها من جانب شباب المبادرة.
وأشار إلى أن أحد أسباب نجاح الفكرة يتمثل في الالتفاف حول المبادرة منذ اطلاقها وتعاون جميع مؤسسات العمل الأهلي بالبلدة معها، منها مؤسسة (أل حسانين) للأعمال الخيرية، والمجمع الطبي بميت خاقان، وجمعية (خير أمة) وغيرها.
وأوضح أمين هيكل أن المبادرة نجحت بالجهود الذاتية وتبرعات أهالي البلدة، في توفير 52 أسطوانة أكسجين بالمجان لأبناء الحي، وكذلك توفير 4 مولدات للأكسجين، و6 أجهزة لقياس نسبة الأوكسجين بالدم، وتوفير نحو 200 كرتونة كمامات.
ونوه بأنه تم أيضا الاتفاق على توفير تحاليل مرض فيروس كورونا بثلاثة معامل بالحي بمقابل يتراوح بين (200 250 جنيه) بدلا من 2000 جنيه، (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 15.78 جنيه) فضلا عن توفير فريق تمريض للمساعدة في متابعة الحالات المرضية.
وتقوم المبادرة على تبرعات القادرين من أبناء البلدة، سواء بالأموال أو الجهود المبذولة والمساعدة، أو من خلال الخبرات، لتقديم الدعم المادي والمعنوي للحالات المصابة وأسرها.
من جانبه، يقول مصطفى نجيب حشاد أحد القائمين على مبادرة "ميت خاقان خالية من فيروس كورونا"، إنه تم تشكيل غرفة عمليات للمبادرة تعمل على مدار 24 ساعة، لمساعدة المرضى وتوفير العلاج والمستلزمات الطبية بالمجان بالكامل لغير القادرين، بالإضافة إلى توفير الرعاية اللازمة.
وأضاف حشاد لـ(شينخوا) أنه تم توفير عدد من أرقام الهواتف للتواصل مع المشاركين بالمبادرة في سرية تامة لتقديم المساعدات الطبية للحالات المصابة وتوفير كافة المستلزمات اللازمة، بالمجان للحالات غير القادرة.
وأوضح أن المشاركين بالمبادرة يقومون بالعمل على توفير الأدوية المطلوبة بعد الاتفاق مع عدد من الصيدليات والتى تقدم خصم 25 % على أدوية مرض فيروس كورونا وبروتوكولاتها العلاجية.
وأشار إلى أن شباب المبادرة يساهم في تنظيم السوق الأسبوعي واليومي من خلال تحقيق التباعد الاجتماعي وتوزيع الكمامات على جميع البائعين بالمجان، وكذلك على رواد السوق من غير المستخدمين لها، بالإضافة إلى تنظيم صلاة الجمعة والصلاة خارج المساجد لتحقيق التباعد وتوزيع الكمامة.
ونوه مصطفى حشاد بأن المبادرة تنظم العديد من الأنشطة للتوعية بالمرض من خلال الملصقات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتأكيد على أهمية إلغاء مراسم العزاء والأفراح والتجمعات وهو الأمر الذي لاقى استجابة واسعة.
يشار إلى أن ميت خاقان سبق وأن نفذت مبادرة لعلاج التهاب الكبد الوبائي (سي) من خلال توفير التحاليل والعلاج المجاني، حيث تم فحص أكثر من 15 ألفا من أبناء البلدة في عامي 2015 و 2016 وذلك قبل إطلاق الدولة لمبادرة 100 مليون صحة العام 2018 والتي تبنت توفير التحاليل والعلاج من فيروس (سي) بالمجان.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أمس الأربعاء، عن خروج 561 متعافيًا من مرض فيروس كورونا من المستشفيات، ليرتفع إجمالي المتعافين من المرض إلى 115975 حالة، وأنه تم تسجيل 1007 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، ووفاة 57 حالة جديدة، وبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بمرض فيروس كورونا حتى الأربعاء، 145590 حالة من ضمنهم 115975 حالة تم شفاؤها، و 7975 حالة وفاة.