تقرير إخباري: تراجع كبير في أعداد السياح الوافدين لمصر خلال 2020 جراء "كوفيد-19"
القاهرة 21 يناير 2021 (شينخوا) بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر خلال العام 2020 نحو 3.7 مليون شخص، بما يعادل 28.2 % من عددهم في العام 2019، حين زارها 13.1 مليون سائح، في تراجع كبير للغاية جراء أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال وزير السياحة والآثار خالد العناني، خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي اليوم (الخميس)، إنه "منذ استئناف حركة السياحة، بلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر 1.4 مليون سائح وذلك حتى ديسمبر الماضي، فيما سجل إجمالي عدد السائحين الوافدين خلال العام 2020 حوالي 3.7 مليون سائح"، بحسب بيان حكومي.
واستأنفت مصر حركة السياحة الوافدة والطيران في أول يوليو الماضي، بعد نحو ثلاثة شهور ونصف الشهر من تعليقها في إطار إجراءاتها الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وحققت السياحة المصرية أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام 2019 لتتجاوز 13.03 مليار دولار، حيث زار البلاد 13.1 مليون سائح.
وأوضح العناني، خلال الاجتماع، أن "عدد المنشآت الفندقية والسياحية الحاصلة على شهادة السلامة الصحية منذ بدء جائحة كورونا بلغت 756 فندقا، بالإضافة إلى 1039 مطعما سياحيا".
وظهر مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بمصر في منتصف فبراير الماضي، وبلغ عدد ضحاياه في البلاد حتى أمس الأربعاء 158963 مصابا، من بينهم 124605 حالات تم شفاؤها، و8747 حالة وفاة.
وتم خلال الاجتماع استعراض "أهم الأسواق المصدرة للسياحة (لمصر) منذ يوليو الماضي.. وكذا الانتهاء من مشروع قانون المنشآت الفندقية والسياحية الجديد، الذي يهدف إلى تنظيم عمل كافة المنشآت الفندقية والسياحية وإجراءات التراخيص السياحية".
كما جرى "الموافقة على إعداد حملة ترويجية للسياحة لمدة 3 سنوات"، بحسب البيان.
وأرجع الخبير السياحي أشرف صحصاح هذا التراجع الكبير إلى "جائحة فيروس كورونا" التي تسببت في عمليات إغلاق بكل الدول، قبل أن يعود ويشير إلى أن "مصر اتخذت إجراءات احترازية على أعلى مستوى لحماية السائحين".
وتوقع صحصاح، وهو عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن تزداد أعداد السياح الوافدين لمصر هذا العام، خاصة مع ظهور اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومن بينها لقاح سينوفارم الصيني، الذي حصلت مصر على دفعة أولى منه.
وأضاف أن "مصر تقوم، رغم انتشار الجائحة، بإنشاء بنية أساسية من طرق وفنادق ومتاحف، واعتقد أنها الدولة الوحيدة على مستوى العالم التى تفعل ذلك، وسوف تجنى ثمار هذا العمل فيما بعد".
وتابع أن "هذا سيؤهل مصر حينما تستقر الأمور فى العالم لجذب نسبة أكبر من السياح".
وخلال الاجتماع أيضا، استعرض العناني مبادرة "شتي في مصر" التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار لتشجيع السياحة الداخلية.
وأوضح أنه تم تخفيض أسعار الرحلات ضمن هذه المبادرة لكل من الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة بنسبة 50 % بالنسبة لزيارة المواقع الأثرية والمتاحف.
لكن صحصاح أكد أن السياحة الداخلية لن تستطيع تعويض الخسائر المادية المترتبة على تراجع أعداد السياح الوافدين لمصر من الخارج.
غير أنه أوضح أن تنشيط السياحة الداخلية سيكون له آثار معنوية إيجابية.
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية اليوم بدء تخفيض سعر وقود الطيران، لدعم قطاعي السياحة والطيران.
وأوضحت الوزارة، في بيان "يبدأ من اليوم تطبيق التخفيضات الإضافية على سعر الوقود الخاص بقطاع الطيران لتصل إلى 15 سنتا للجالون الواحد، وذلك حتى نهاية العام الجاري".
وقال وزير البترول طارق الملا، إن "هذه المبادرة الجديدة تهدف إلى دعم قطاع السياحة وتحفيز الطيران، والمساهمة في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على هذين القطاعين الحيويين".
من جانبه، أشاد العناني بهذه المبادرة التي "ستساهم بشكل إيجابي فى زيادة الحركة السياحية إلى مصر من خلال تحفيز الشركات العالمية لزيادة عدد رحلاتها للمقاصد السياحية المصرية، خاصة أن حركة الطيران من الأنشطة الرئيسية التي لها تأثير مباشر في القطاع السياحى".
في غضون ذلك، كشف رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار مؤمن عثمان عن أنه سيتم قريبا افتتاح مصنع المستنسخات الأثرية، الذي يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، لتلبية الإقبال المتزايد على شراء النماذج الأثرية المصرية.
وأشار عثمان، إلى أن متحف مطار القاهرة الدولي سيستقبل خلال الأيام القليلة القادمة مجموعة من النماذج الأثرية لعرضها في "بيت الهدايا" الخاص به، في إطار الاستعدادات النهائية للافتتاح الوشيك للمتحف.
ويعتبر "بيت الهدايا" بمتحف المطار أحد أهم المنافذ لبيع المستنسخات الأثرية، خاصة في ظل وجود المتحف في مكان متميز وهو صالة الترانزيت، التي يأتي إليها مسافرون من جميع أنحاء العالم، بحسب عثمان.
ويضم متحف مطار القاهرة الدولي حوالي 70 قطعة أثرية منتقاة بعناية لتعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية العريقة.