مقالة خاصة: اللقاحات الصينية الصنع تساعد الدول الآسيوية في مكافحة كوفيد-19
هونغ كونغ 7 فبراير 2021 (شينخوا) من المقرر أن تصل الدفعة الأولى من لقاحات سينوفارم الصينية إلى كمبوديا اليوم (الأحد) للمساعدة في إطلاق حملة تطعيم ضد كوفيد-19 بدءا من يوم الأربعاء المقبل.
وتسابق الصين الزمن لمساعدة الدول الآسيوية في مكافحة وباء كوفيد-19 عبر لقاحات مطورة محليا، مع الوفاء بالتزامها في جعل اللقاحات منفعة عامة عالمية بمجرد توفرها.
-- شعاع الأمل
وأصبحت باكستان أول دولة تتلقى مساعدات تتضمن لقاحات من الصين بعد وصول دفعة من الجرعات التي طورتها شركة ((سينوفارم)) الصينية إلى البلاد يوم الاثنين قادمة من بكين عبر طائرة خاصة تابعة للقوات الجوية الباكستانية.
ومع تسجيل أكثر من نصف مليون إصابة وأكثر من 11 ألف حالة وفاة، تكافح الدولة الواقعة في جنوب آسيا ضد الموجة الثانية من الفيروس القاتل.
بالنسبة لمحمد جان، وهو سائق سيارة إسعاف في المعهد الباكستاني للعلوم الطبية، فإن وصول اللقاحات الصينية "يمثل بصيص ضوء في نهاية النفق" للعاملين الطبيين الباكستانيين في الخطوط الأمامية.
وصرح جان لوكالة أنباء ((شينخوا)) بقوله "لقد كنت أراقب العلاقات الوثيقة بين باكستان والصين ودعم الصين لبلدي في كل ساعة شدة".
ودأب جان، البالغ من العمر 32 عاما، وهو المعيل لأسرة مكونة من خمسة أفراد على نقل مرضى مصابين بكوفيد-19 من ذوي الحالات الخطيرة إلى المستشفى ونقل المتوفين جراء الفيروس إلى المقابر لعدة أشهر في العاصمة إسلام أباد والمقاطعات المجاورة.
وأصيب العديد من سائقي سيارات الإسعاف الذين يعرفهم بالفيروس وحتى أحد معارفه مات بسبب المرض. ويتزايد القلق في ذهن جان بشأن الإصابة بالفيروس ونقله إلى أطفاله الثلاثة وزوجته، لكنه لم يفكر أبدا في ترك الوظيفة.
ووافقت هيئة تنظيم الأدوية في باكستان على لقاحين للاستخدام في حالات الطوارئ الشهر الماضي، أحدهما من إنتاج شركة ((سينوفارم)).
وأبلغت ناوشين حامد، السكرتيرة البرلمانية الباكستانية لشؤون لوائح وتنسيق الخدمات الصحية الوطنية، وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه سيتم إعطاء اللقاحات للأطباء والمسعفين والموظفين الداعمين، بما فيهم سائقو سيارات الإسعاف وعمال النظافة، الذين يعملون في أجنحة مرضى كوفيد-19 أو لديهم تفاعل مباشر مع مرضى مصابين بكوفيد-19.
وأفاد جان أن "زوجتي كانت تصر على استقالتي من العمل والعثور على مصدر رزق في مكان آخر. والآن هذا يبعث على الارتياح"، مضيفا "أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سأحصل فيه على اللقاح، لأنه سيمكنني من القيام بعملي بطريقة آمنة".
وتعليقا على المساعدات المتضمنة للقاحات من الصين إلى باكستان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن التعاون في مجال اللقاحات بين باكستان والصين لا يعكس فقط المساعدات المتبادلة المخلصة بين البلدين كشريكين تعاونيين إستراتيجيين في جميع الظروف، وإنما يعكس أيضا جهود الترويج للقاحات كمنفعة عامة عالمية وتحسين إمكانية الحصول عليها والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية.
وأوضح وانغ "هذا ما كنا نقوله وما نفعله".
وذكر المتحدث أنه بالإضافة إلى باكستان، تقدم الصين لقاحات كوفيد-19 إلى 13 دولة نامية بما في ذلك بروناي ونيبال والفلبين وميانمار وكمبوديا ولاوس وسريلانكا ومنغوليا وفلسطين في آسيا.
وأضاف أن الصين ستساعد 38 دولة نامية أخرى تحتاج إلى لقاحات كوفيد-19 وستشارك بنشاط في مبادرة كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات من خلال هذه المنصة للدول النامية.
-- صنع الفارق في التعافي
من جاكرتا إلى مانيلا وكوالالمبور، تضع المزيد من الدول الآسيوية ثقتها في الصين بعدما طلبت أو تلقت أو وافقت على الاستخدام الطارئ للقاحات الصينية.
في بث مباشر على موقع تبادل مقاطع الفيديو ((يوتيوب))، كشف الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في 13 يناير عن ذراعه لتلقي الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 الذي طورته شركة ((سينوفاك بيوتيك)) الصينية، مستهلا حملة التلقيح الشاملة في البلاد.
وسيساعد برنامج التطعيم الضخم إندونيسيا على الوصول إلى مناعة القطيع بعد تلقيح 181.5 مليون شخص -- حوالي ثلثي سكان البلاد -- في غضون 15 شهرا، وفقا لنائب وزير الصحة الإندونيسي دانتي ساكسونو.
ويعلق أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، والذي سجل أكثر من 1.13 مليون إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 31 ألف حالة وفاة حتى يوم السبت، آماله على حملة التطعيم الشاملة للسيطرة على انتشار الفيروس وتنشيط اقتصاده المتضرر من الفيروس.
وقال وزير الصناعة الإندونيسي أغوس غوميوانغ كارتاساسميتا إن "صنع الفارق بالنسبة للتعافي الاقتصادي الوطني أثناء الوباء هو تنفيذ هذا التطعيم".
وفي 19 يناير، أعرب الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي أيضا عن استعداده لتلقي جرعات من اللقاح المصنوع في الصين من خلال المتحدث باسمه.
ودافع دوتيرتي عن شراء لقاحات كوفيد-19 التي طورتها الصين الشهر الماضي، قائلا إن اللقاحات الصينية "آمنة ومضمونة ومأمونة".
وقد حصلت الفلبين على لقاحات سينوفاك المضادة لكوفيد-19، حيث من المتوقع وصول الدفعة الأولى في فبراير.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت شركة الأدوية الماليزية ((فارمانياغا)) في يناير اتفاقية مع ((سينوفاك)) لتسليم لقاحها المعطل إلى البلاد.
وقال ذو القرنين محمد إيسوبي، المدير الإداري في الشركة، إن "هذا النوع من اللقاحات موثوق به للغاية وقد ثبت أن هذه التكنولوجيا يمكن التعويل عليها منذ بدء العمل بها قبل 40 عاما. كما أنها جاهزة للاستخدام ولا تحتاج إلى أي تخفيف مثل بعض لقاحات كوفيد-19 الأخرى المعروضة في السوق".
وأضاف أنه بما أن ماليزيا لم تمتلك بعد القدرة على تطوير لقاحات، فإن الاتفاقية والشراكة ستسمحان لها باكتساب خبرة لا تقدر بثمن من العمل مع كبار علماء ((سينوفاك)) والحصول على لقاح موثوق به.