مقالة خاصة: متطوعون ينظمون حفلات أعياد ميلاد لكبار السن لدعمهم خلال أزمة كورونا في إسرائيل
القدس 9 فبراير 2021 (شينخوا) أسس مجموعة من المتطوعين الشباب في منظمة (يوم واحد) التطوعية في إسرائيل فرقة للاحتفال بأعياد ميلاد كبار السن في ظل تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
ويعيش العديد من كبار السن حول العالم بمفردهم، وأحيانا بعيدون عن أسرهم منذ عند سنوات حتى قبل مرض فيروس كورونا.
وخلال فترة أزمة كورونا أصبح الشعور بالوحدة أقسى من الوباء نفسه.
ونظرا لأن التباعد الاجتماعي أصبح هو القاعدة خلال العام الماضي، فقد ازداد الشعور بالوحدة عند كبار السن، الذين يعتبرون المجموعة الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة (كوفيد-19).
وهذا الوضع هو نفسه في إسرائيل، التي تحارب (كوفيد-19) منذ فبراير 2020، وقامت بفرض إغلاق شامل ثلاث مرات أجبرت فيها الأشخاص على البقاء في منازلهم.
وحتى في الفترات المؤقتة، التي تم فيها رفع بعض القيود، اختار العديد من كبار السن الحد من أنشطتهم وتجنب الازدحام، ما دفع منظمة (يوم واحد) للعمل على تقديم المساعدة لكبار السن وتخفيف شعورهم بالوحدة من خلال تأسيس "فرقة عيد الميلاد".
وبدأت فرقة عيد الميلاد العمل قبل بضعة أشهر، حيث تتجمع مجموعات صغيرة من المتطوعين، وتحتفل بأعياد ميلاد كبار السن مع الالتزام بقيود التباعد الاجتماعي.
ويقوم المتطوعون بالمشي من منزل إلى منزل لبضع دقائق يغنون خلالها أغاني أعياد الميلاد، ويقدمون هدية صغيرة، ويجرون محادثة قصيرة مع شخص مسن يعيش عادة بمفرده.
وقالت مديرة فرع القدس في منظمة (يوم واحد) التطوعية مور شاليف، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد فهمنا أنه خلال فترة فيروس كورونا كان كبار السن بمفردهم وليس لديهم أحد يحتفلون معه بأعياد ميلادهم".
وأضافت "أردنا أن نؤكد لهم أن أمرهم ما يزال يهمنا وبأننا لم ننساهم".
وتم تأسيس منظمة (يوم واحد) منذ ست سنوات من قبل الناشط الاجتماعي الإسرائيلي إلعاد بلومنتال، بهدف جعل التطوع أكثر سهولة بالنسبة للشباب، الذين لا يستطيعون ملائمة جداولهم الدراسية في الجامعة مع أوقات التطوع.
وقرر بلومنتال إيجاد خيارات للناس وإعطاءهم أوقات للتطوع، والسماح للناس بالتطوع وفقا لتفضيلاتهم الشخصية.
ويمكن للأشخاص المهتمين الاشتراك في العديد من الأنشطة التي تستغرق يوما واحدا، والتي غالبا ما تستغرق بضع ساعات فقط، حيث بإمكانهم التطوع والاشتراك في ذلك عدة مرات كما يريدون.
وتعد منظمة (يوم واحد)، منظمة إسرائيلية غير ربحية تشجع الشباب، الذين يتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 عاما على التطوع في الأنشطة المجتمعية المصممة وفقا لرؤيتهم للعالم وأسلوب حياتهم.
وقال الإسرائيلي زوهار حيمان، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر (26 عاما) ويتطوع للمرة الأولى في فرقة عيد الميلاد "لقد أصبح هذا الأمر (التطوع) مهما بشكل متزايد خلال جائحة كورونا".
وأضاف ل((شينخوا)) "نحن الآن في فترة نقضي فيها الكثير من الوقت في المنزل ولا أرى الناس حقا، لذلك بالإضافة إلى كون التطوع ذات مغزى فإن هناك شيئا اجتماعيا جيدا بالنسبة لي، وهو التجول في الحي لرؤية الوجوه وإسعاد الناس عندما يعانون من العزلة مثلي".
وقالت إستر، وهي امرأة مسنة تعيش في مدينة القدس، إنها نزلت إلى مدخل المبنى، الذي تعيش فيه لتجد مجموعة من الشباب الذين أتوا ليتمنوا لها عيد ميلاد سعيدا.
وتابعت إستر ل((شينخوا)) "أنني أعيش بمفردي، وابنتي تعيش بمكان بعيد، لقد تفاجأت بما قام به هؤلاء الشباب، وهم يغنون لي ويلوحون بالبالونات"، مضيفة "نمر بوقت صعب، حيث لم نذهب إلى أي مكان منذ فترة طويلة".
ويفضل العديد من كبار السن في إسرائيل الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وعدم مغادرة منازلهم، حيث تكون الشرفة أو النافذة هي وسيلة تواصلهم الوحيدة مع الخارج.
وأصبح الخوف من العدوى متجذرا بعمق من بداية تفشي المرض في إسرائيل في أواخر فبراير2020 وحتى الآن، لكن الواضح أن جميع كبار السن متعطشون للتواصل مع الآخرين، وهذا يظهر في ابتساماتهم ومشاعرهم عندما يأتي المتطوعون إلى منازلهم.
وقالت المتطوعة رينا تسيبين ل((شينخوا)) "حقيقة أننا نجعلهم سعداء تجعلني أشعر بالسعادة والرضا عن نفسي لأنني فعلت شيئا جيدا ومليئا بالعاطفة".
خلال الفترة الماضية كانت شوارع القدس خالية من المارة إلا من أصوات المتطوعين الذين يجوبون الأزقة والطرق بأغانيهم التي يحاولون من خلالها إدخال الفرح على قلوب المسنين.
وقالت مور شاليف "عندما تعطي تحصل على الكثير، وعندما تقدم شيئا للآخرين فأنت تقدمه لنفسك أيضا".
ووفقا لأرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، بلغ عدد المصابين ممن يبلغون 50 عاما فما فوق 14234 حالة.
وبلغت حصيلة الإصابات في إسرائيل حتى أمس الإثنين 696528 حالة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 5171 حالة .