مقالة خاصة: مدينة إسرائيلية تغري المارة في الأماكن العامة بالمشروبات المجانية مقابل الحصول على تطعيم كورونا
القدس 22 فبراير 2021 (شينخوا) أطلقت بلدية تل أبيب الإسرائيلية حملة تشجيعية في نهاية الأسبوع الماضي لتطعيم الشباب ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في أماكن التجمعات العامة مثل الحانات والساحات المركزية والحدائق والشواطئ مقابل الحصول على مشروبات مجانية مثل "القهوة" أو "البيرة".
وتمكنت إسرائيل في غضون شهرين تقريبا من تلقيح ما يقرب من نصف سكانها بجرعة واحدة على الأقل من لقاح فايزر المضاد لمرض فيروس كورونا.
وخلال الأسابيع الأخيرة، فتحت إسرائيل حملتها الوطنية لتلقيح جميع الأشخاص فوق سن 16 عاما، حتى الأشخاص الذين ليس لديهم جنسية إسرائيلية ويعيشون في إسرائيل مؤهلين للحصول على لقاح كورونا مجانا.
ولكن بينما هرع كبار السن إلى مراكز التطعيم، كان الشباب في إسرائيل أكثر ترددا بشأن تلقي اللقاحات، حيث وفقا لأرقام وزارة الصحة الإسرائيلية هناك علاقة عكسية بين العمر والإقبال على تلقي اللقاح في إسرائيل.
وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، تلقى ما يقرب من 90 بالمائة من الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما اللقاح المضاد لكورونا، بالإضافة لذلك، تم تلقيح حوالي نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و39 عاما.
ويشعر الشباب في إسرائيل بقدر أقل من الضغط والخوف والإلحاح من أجل أخذ اللقاح، لأن الفيروس يبدو أقل خطورة بالنسبة لهم مقارنة بفئة كبار السن.
وقال إيتان شوارتز ، المتحدث باسم بلدية تل أبيب لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في الوقت الحالي لدى إسرائيل ما يكفي من التطعيمات لاستكمال تطعيم السكان بالكامل في غضون شهر".
وأضاف "لذلك قد نكون بعد شهرين من الآن بلدا خاليا من كورونا إذا حصل الجميع فقط على العلاج"، موضحا "ليس لدى إسرائيل نقص في اللقاحات، ولكن لديها نقص في إرادة بعض الناس من أخذ اللقاح وهذا هو ما نحاول تغييره".
وتشتهر مدينة تل أبيب الساحلية في إسرائيل وبين السياح الدوليين بأنها "مدينة لا تنام أبدا"، بفضل السياح الذين يأتون إليها للاحتفال وقضاء أوقات رائعة سواء من داخل إسرائيل أو من دول أخرى.
وأطلقت إسرائيل حملة للشباب لتذكيرهم كم يفتقدون المتاجر والمطاعم والاحتفالات والحانات والنوادي الليلية، وقال شوارتز "يقع على عاتق الشباب مسؤولية الحصول على اللقاح حتى نتمكن من إعادة فتح كل حياتنا في المدينة".
وتوجد عدة أسباب تمنع الأشخاص والشباب بشكل خاص في إسرائيل من تلقي اللقاح من الأيديولوجيا والدين والآراء السياسية إلى الأفكار العلمية أو المعلومات المضللة وفي بعض الأحيان مجرد خوف من الإبر.
مساء (الخميس) الماضي، كان بار جينيا في ساحة ديزنغوف بتل أبيب هو الموقع الأول الذي انطلقت منه حملة التطعيم مقابل المشروبات، حيث تم إغراء المارة بمشروبات مجانية مقابل تلقي التطعيم ضد كورونا.
وأطلقت إسرائيل حملتها الرسمية واسعة النطاق للتطعيم ضد كورونا في 20 ديسمبر 2020 تحت اسم "اعط كتفا" والتي سعت من خلالها لتطعيم جميع مواطنيها في أسرع وقت ممكن.
ومع ذلك، ما زال يوجد في إسرائيل حاليا أقل من مليوني شخص فوق 16 عاما لم يتلقوا اللقاح بعد.
وقالت ماي بيريز وهي شابة إسرائيلية تبلغ من العمر 29 عاما كانت من أوائل الشباب الذين حصلوا على بيرة مجانية مقابل الحصول على لقاح كورونا في بار جينيا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها فكرة رائعة أن تجذب الشباب إلى هنا"، مضيفة "يجلس الكثير من الشباب هنا في ساحة ديزنغوف، إنها طريقة سهلة لجعلهم يأخذون اللقاح".
ومن جانبها، شجعت يارا ميمون 35 عاما وهي متلقية أخرى للقاح كورونا مقابل البيرة المجانية، الشباب الآخرين على القدوم والحصول على اللقاح قائلة لوكالة أنباء ((شينخوا) "ليس لديهم ما يخشوه أو يخسروه، هذه المبادرة مهمة للغاية".
ويتم إدارة حملة التطعيم من قبل نجمة داود الحمراء (خدمة الطوارئ الوطنية الإسرائيلية)، بالتعاون مع بلدية تل أبيب ووزارة الصحة الإسرائيلية التي أقامت مواقع تطعيم متنقلة في أماكن عامة مختلفة.
وتنتشر قوافل التطعيم المتنقلة الخاصة المزودة بثلاجات قادرة على تخزين اللقاحات في درجات الحرارة المحددة في جميع أنحاء مدينة تل أبيب الساحلية.
وقال إيلي ليفانون مسعف من نجمة داود الحمراء لوكالة أنباء ((شينخوا)) " نأتي إلى أماكن مركزية لتسهيل وصول الناس للتطعيم"، مضيفا "نعطي الناس فرصة لتلقي اللقاحات في طريقهم دون بيروقراطية حتى نتمكن جميعا من العودة إلى الحياة الطبيعية".
وبدأت إسرائيل يوم أمس (الأحد) فتح قطاعات واسعة من اقتصادها بعد إغلاق استمر نحو شهرين بسبب فيروس كورونا، بما في ذلك افتتاح المتاجر والمولات والأسواق في الشوارع بالإضافة إلى عودة أكثر من مليون طالب إلى مقاعد الدراسة.
وبحسب أرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، بلغ عدد الملقحين بالجرعة الأولى من فيروس كورونا في إسرائيل 4410690، بينما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 3034906.
وأوضح ليفانون أن بعض الشباب لم يتلقوا اللقاحات حتى اليوم لأنهم فضلوا تجنب الوقوف في طوابير طويلة في مراكز التطعيم، أو أن طلبات مواعيد التطعيم لا تتناسب معهم.
تل أبيب ليست المدينة الوحيدة في إسرائيل التي تغري سكانها للحصول على لقاح كورونا، هناك عدة مدن إسرائيلية أخرى تقدم لسكانها وجبات مجانية أو مزايا أخرى مقابل الحصول على اللقاح، في حين أن الهدف الرئيسي إلى تطعيم كافة المواطنين الإسرائيليين لتصبح إسرائيل أول دولة في العالم خالية من كورونا.