تعليق شينخوا: ليكن تتبع أصل كوفيد-19 مرتبطا بالعلم وليس بالسياسة
بكين 31 مارس 2021 (شينخوا) أصدرت منظمة الصحة العالمية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء تقريرا عن مهمتها المشتركة مع الصين لتتبع أصول فيروس كورونا.
هذه المرة، شعر أولئك في الغرب ممن كانوا يأملون في العثور على شبهة في التقرير، بخيبة أمل بالتأكيد. التقرير ينفي عمليا التكهنات التي لا أساس لها من أن الوباء نتج عن تسرب من مختبر في مدينة ووهان بوسط الصين.
كما يمثل رفضا قويا للأكاذيب المخزية التي أطلقها بعض السياسيين والنقاد الغربيين لتشويه سمعة الصين على مدار أشهر، وتذكيرا يقظا بأن هناك حاجة إلى مزيد من العمل الجاد لتفكيك شفرة الفيروس.
الآن بعد أن تحدث العلم، يحتاج المجتمع الدولي إلى استغلال هذه الفرصة للتعرف على تتبع أصل كوفيد-19، بما هو عليه: البحث العلمي، وليس لعبة سياسية.
البلدان في جميع أنحاء العالم تحتاج أولا إلى تحقيق إجماع واسع على أن البعثات المستقبلية لتتبع المنشأ، ينبغي ألا تكون تحقيقات تعسفية تستند إلى افتراض الذنب. والهدف من المهمات ينبغي أن يكون هو التعرف على الفيروس بشكل أفضل وفهم كيفية تطوره، لمساعدة الجنس البشري على التغلب على الفيروس في وقت مبكر وكذلك منع تفشي أي مرض في المستقبل.
منذ بداية الوباء، كان العلم والمنطق يتصارعان مع نظريات المؤامرة والأكاذيب. وهكذا تستمر المعركة من أجل الحقيقة.
من المؤسف أن نرى أنه قبل وبعد نشر التقرير مباشرة، لا يزال بعض السياسيين المناهضين للصين ووسائل الإعلام المتحيزة في الغرب يحاولون نشر أكاذيبهم حول الصين، واستغلال الرأي العام والتشكيك في مصداقية تقرير منظمة الصحة العالمية.
على المجتمع الدولي ألا ينسى أن تلك الحيل السياسية الدنيئة هي التي هاجمت الحقائق والعلم، وزادت الخوف والمعلومات المضللة، وأججت التحيز والكراهية، وعرّضت الثقة والتضامن بين الأمم للخطر. ونتيجة لذلك، أصبحت المعركة المرهقة أصلا ضد هذا الفيروس القاتل، أكثر صعوبة.
بالمقارنة مع فيروس كورونا المهلك، فإن الفيروسات السياسية التي احتضنها ونشرها أولئك السياسيون والصحفيون، هي الأكثر مقتا. ولأن تتبع مصدر كوفيد-19 لا يزال قيد التحقيق، يمكن للمجتمع الدولي أيضا أن يترصد هذه الفيروسات السياسية ليعرف الوجوه القبيحة لأولئك المتآمرين ومحاسبتهم.
وعند وضع العلم في المقدمة والمركز، يتطلب عمل تتبع أصل الفيروس أيضا، الوقت والصبر من عامة الناس، وربما القليل من الحظ.
وحتى مع هذه المتطلبات، فإنه في بعض الأحيان، قد تنتهي هذه المهام المعقدة بلا استنتاجات محددة. التاريخ لا ينقصه مثل هذه الأمثلة. بالنسبة للعديد من الأمراض المعدية مثل الإيدز وإنفلونزا عام 1918، لا يزال العلماء غير قادرين على تحديد مصدر هذه الفيروسات بالضبط.
ما هو أساسي أيضا لحل شفرة فيروس كورونا الخبيث بطريقة علمية، هو البقاء منفتحين. هذا يعني أن استهداف بلد واحد لتعقب أصل الفيروس لا يمكن أن يكون مفيدا في البحث.
مرة أخرى، فإن تتبع منشأ الفيروس، هو مسعى علمي جاد. الصين كانت أول دولة أبلغت عن إصابات بكوفيد-19. هذا لا يعني أن "المريض رقم صفر" في العالم، كان في الصين.
تم الإبلاغ على نطاق واسع بأن سلسلة من الدراسات التي أجريت في بلدان مختلفة قد وجدت بالفعل آثارا لفيروس كورونا في أماكن أخرى من العالم قبل وقت طويل من انتشار الوباء في الصين.
لذلك، ينبغي أيضا إجراء بعثات من منظمة الصحة العالمية لتتبع المنشأ، مماثلة للتي استقبلتها الصين، في المزيد من البلدان والمناطق في جميع أنحاء العالم.
لا يزال أمامنا طريق طويل للوصول إلى معرفة دقيقة عن الفيروس. إن القضاء على الفيروسات السياسية، والسماح للعلم بممارسة دوره الواسع، سيجعل الجنس البشري أكثر قربا من الحقيقة.