تقرير إخباري: حملة التطعيم ضد كورونا بالمغرب تراوح في مكانها بعد تأخر تسلم شحنات إضافية من اللقاح
الرباط 25 أبريل 2021 (شينخوا) على عكس بدايتها المتسارعة قبل نحو ثلاثة أشهر، تعرف حملة التطعيم ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بالمغرب، وتيرة بطيئة، بالنظر إلى تأخر تسلم المملكة لشحنات اللقاح، التي سبق أن اقتنتها والبالغة 65 مليون جرعة.
ولم يتجاوز عدد الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في البلاد حتى الآن، ثمانية ملايين و941 الفا و120 فردا (4723635 منهم تلقوا الجرعة الأولى و4217485 تلقوا الجرعة الثانية) وفقا لوزارة الصحة المغربية، وهو ما يؤشر على أن حملة التطعيم في هذا البلد تسير بسرعة السلحفاة، بل إنها مهددة بالتوقف في غضون الأيام المقبلة ما لم تتسلم المملكة شحنات جديدة من اللقاح، بحسب إخصائيين.
وكادت هذه الحملة أن تتوقف أخيرا لولا تسلم البلاد لشحنة من 320 ألف جرعة لقاح ضمن آلية "كوفاكس" التي وضعها "التحالف العالمي للقاحات والتحصين" نهاية العام 2020، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة (يونيسيف) وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي بالإضافة إلى شركاء آخرين.
في السياق ذاته، يقول الدكتور الطيب حمضي، وهو طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية بالمغرب، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المملكة في حاجة إلى شحنات إضافية من اللقاحات من أجل إنقاذ حملة التطعيم في البلاد المهددة بالتوقف، مشيرا إلى في هذا الصدد إلى أن المغرب يتوقع أن يتسلم قريبا نحو عشرة ملايين جرعة منتظرة من لقاحي "سينوفارم" و "استرازينيكا".
وأكد الطيب حمضي الذي يتولى أيضا رئاسة النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، أنه "كلما حصل هناك شح في جرعات اللقاح، كلما تم اللجوء إلى توسيع الإجراءات الاحترازية والوقائية"، مشيرا بهذا الخصوص إلى مناخ التهافت والتنافس الذي يطبع العالم بخصوص الحصول على اللقاح.
وشددت السلطات المغربية قيود حظر التنقل الليلي في شهر رمضان الحالي، بهدف كبح تفشي وباء (كوفيد-19)، حيث تقرر "حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني يوميا من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحا مع الإبقاء على مختلف التدابير الاحترازية المعلن عنها سابقا"، ونجم عن هذا القرار تعليق الصلوات الجماعية مساءً في المساجد، وحظر خروج المواطنين بعد الإفطار.
وكان المغرب قد أعلن أخيرا أنه اقتنى 65 مليون جرعة من اللقاح المضاد لـ(كوفيد-19) في افق تطعيم 30 مليون نسمة أي 80 % من السكان، وتهم حملة التطعيم، في البلاد بحسب وزارة الصحة المغربية ، بشكل تدريجي، الفئات المستهدفة ومنها الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض (كوفيد-19) ومضاعفاته، ومهنيي القطاع الصحي البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والجيش ورجال ونساء التعليم ابتداء من 45 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق.
ويشدد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في العديد من المناسبات على أن بلاده، استطاعت رغم التنافس الحاد بين دول العالم، توفير حد معقول من اللقاحات، وكانت من أوائل الدول التي شرعت في عملية التطعيم، مضيفا أن المملكة "تمكنت في معركتها ضد (كوفيد-19) من تجنب الأسوأ وتحقيق العديد من النجاحات في مواجهته".
ولا يخفي العديد من المغاربة الذين التقتهم وكالة أنباء (شينخوا) توجسهم من احتمال توقف مؤقت لحملة التلقيح، معربين عن أملهم في أن تستطيع هذه الحملة الانطلاق مجددا بوتيرة أسرع في أفق تحقيق المناعة الجماعية، واستئناف كامل للأنشطة الاقتصادية والتجارية وغيرها.
وفي هذا الإطار، يقول محمد .ج (50 عاما) وهو متعهد حفلات، توقف نشاطه منذ ظهور أول حالة إصابة بمرض فيروس كورونا الجديد بالبلاد في الثاني من مارس 2020، إنه استبشر خيرا باطلاق حملة التطعيم، في أفق إنهائها واستئناف نشاطه الذي تكبد خسائر كبيرة جراء الجائحة، لكنه استطرد والحسرة بادية على وجهه "حتى ولو استأنفنا نشاطنا فانه لن يعود إلى سالف عهده وبوتيرته السابقة".
من جانبه، قال مصطفى .ق، وهو شاب في العشرينيات، إنه يعيش منذ بداية الجائحة، وضعا عصيبا، بعد أن حرمه الوباء من تحقيق حلمه في الهجرة إلى إحدى البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أنه كان قبيل حلول الجائحة بصدد استكمال اجراءات السفر للخارج، "لكن أحلامي تبخرت وآمل في أن تعمل السلطات على تسريع وتيرة التطعيم وتحقيق المناعة الجماعية وتعود الحياة بالتالي إلى ما كانت عليه قبل أزيد من عام".
ومن أجل تجاوز إشكالية التزود بشحنات اللقاح، كان المغرب قد قرر، وفق وزارة الصحة، فتح مفاوضات جديد مع الشركات المنتجة للقاحات المضادة لكورونا وذلك بهدف التسريع من عملية جلب أكبر عدد من الجرعات، لتأمين المناعة الجماعية للمغاربة.
وأحصى المغرب حتى اليوم 509363 إصابة بـ(كوفيد-19)، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى 8992، وحالات الشفاء إلى 495262 وفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة المغربية مساء اليوم (الأحد).