مقالة خاصة: الإغلاق والتلقيح والأمل... الشعوب العربية تستقبل ثاني عيد فطر في ظل الجائحة
بكين 12 مايو 2021 (شينخوا) في أحدث جهد للسيطرة على تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد في الدول العربية، فرضت السلطات التونسية إغلاقا عاما في البلاد لمدة أسبوع إبتداء من التاسع حتى السادس عشر من مايو الجاري، ليشمل أيام عيد الفطر الذي دائما ما تتجمع فيه العائلات والأصدقاء.
وعلى خلفية موجات جديدة من الإصابات بكوفيد-19 وبطء حملات التطعيم، قضت العديد من الدول العربية شهر رمضان وسط إجراءات تقييدية مثل الإغلاق وحظر التجوال، وتستقبل عيد الفطر الثاني في ظل جائحة كوفيد-19، فيما يتطلع الناس إلى تسريع عملية التلقيح وعودة الحياة الطبيعية والاحتفال بعيد فطر خال من كوفيد-19.
--- تفش مستمر وسط الإغلاق وحظر التجوال
مقارنة بموجات الإصابات في أوروبا والبرازيل والهند وغيرها من الدول أو المناطق، التي جذبت انتباه العالم، لم تنل الجائحة في الدول العربية التغطية الكبيرة من جانب الإعلام الدولي، رغم أن هناك العديد من الدول مثل تونس والعراق ومصر تشهد موجات جديدة من الإصابات في الأوقات الأخيرة. وقد قررت عدة دول فرض الإغلاق أو حظر التجوال خلال أيام عيد الفطر لتجنب التجمعات.
في تونس، تجاوز إجمالي الإصابات 300 ألف مع وفاة أكثر من 11 ألفا، مما دفع النظام الصحي في البلاد إلى وضع "خطير جدا"، حيث وصلت نسبة إشغال أسرة الإنعاش في المستشفيات التونسية إلى 91 في المائة، في حين تجاوزت نسبة إشغال أسرة الأكسجين 70 في المائة، حسبما ذكر مسؤولون تونسيون مؤخرا.
ولكسر حلقات العدوى، قررت السلطات التونسية إتخاذ حزمة جديدة من الإجراءات الوقائية، منها فرض حجر صحي شامل لمدة أسبوع ابتداء من التاسع من الشهر الجاري، لتغطية أيام عيد الفطر. وينفذ الحجر الصحي الشامل مرفقا بحظر تجوال من السابعة مساء حتى الخامسة صباحا، بالإضافة إلى منع التنقل بين المدن إلاّ في الحالات المُرخص لها، ومنع كل التجمعات والاحتفالات بما في ذلك العائلية والرياضية والثقافية.
وفي العراق، الدولة العربية الوحيدة التي سجلت أكثر من مليون حالة إصابة بكوفيد-19 حتى الآن، انخفضت الإصابات اليومية إلى أقل من ستة آلاف بعد تسجيل أرقام قياسية في إبريل الماضي، وما زال النظام الصحي يقع تحت ضغط كبير.
وللحد من انتشار الفيروس، قرر العراق فرض حظر التجوال الشامل لمدة 10 أيام، إعتبارا من 12 مايو، مع غلق المراكز التجارية والمطاعم والكافتيريات والمقاهي ودور السينما والمتنزهات وقاعات المناسبات والأعراس والمسابح والقاعات الرياضية وغيرها. كما منع إقامة التجمعات البشرية بأشكالها كافة.
وفي لبنان، أعلنت غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث يوم الثلاثاء عن إغلاق البلاد ومنع التجول ليومين حفاظا على التحسن الذي تشهده البلاد في تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد. وسيتم منع الخروج والولوج إلى الشوارع والطرق اعتبارا من الساعة الخامسة من صباح أول أيام عيد الفطر ولمدة يومين.
كما فرضت مصر إجراءات احترازية مثل منع التجمعات الكبيرة والحفلات أثناء أيام عيد الفطر.
--- تطلعات لتسريع التطعيم وعيد فطر خال من كوفيد-19
وفي الوقت الذي يعول فيه العالم على تسريع حملات التلقيح لإنهاء الجائحة، تسير عمليات التلقيح في معظم الدول العربية ببطء بسبب صعوبة الوصول إلى اللقاحات وتردد بعض الناس في أخذها.
وبحسب إحصاءات وكالة ((بلومبرغ))، تم حتى الآن إعطاء أكثر من 1.34 مليار جرعة من اللقاحات في جميع أنحاء العالم، أي ما يكفي لتطعيم 8.7 في المائة من إجمالي سكان العالم بشكل كامل، غير أن معظم الدول العربية تتخلف عن هذه النسبة باستثناء عدة دول خليجية والمغرب. وفي دول مثل العراق وسوريا والسودان ومصر وغيرها، لم تصل الجرعات المعطاة إلى درجة تطعيم 1 في المائة من السكان بشكل كامل.
وفي العراق، تطرق حسن الجبوري، وهو أستاذ جامعي، إلى تأثير الجائحة على الحياة، قائلا إن الجائحة "أثرت سلبا على العادات والتقاليد والطقوس في شهر رمضان...منعت المجتمع من أي تجمع حيث توصي شروط الوقاية بالابتعاد وتجنب التجمعات والسلام"، مضيفا أن عيد الفطر الذي يعد مناسبة "لتجمع الأحباء والأصدقاء" سيرافقه حظر تجوال وحد من التحركات.
وأعرب الجبوري الذي تلقى لقاح سينوفارم الصيني مؤخرا عن أمله في عودة الحياة الطبيعية عبر التطعيم، قائلا إن "العالم بعد دراسات استمرت أكثر من سنتين وفر هذه اللقاحات التي تعطي مناعة للجسم ضد هذا الفيروس. كل العالم يتلقى اللقاحات... ونأمل أن يتم تخفيف القيود على المواطنين وأن ترجع الحياة الطبيعية بعد أخذ اللقاحات".
وحول عيد الفطر، قال حسن سنو، هو مهندس لبناني، "للأسف، عشنا ثاني رمضان بعيدا عن العائلات وعن التجمعات، المشكلة الأساسية هي أن فيروس كورونا أدى إلى مشاكل أخرى اقتصادية واجتماعية... كل المناسبات الدينية بما في ذلك عيد الفطر تمثل فرصة لكل شخص ليرى عائلته وأصدقاءه، لكن الواقع يمنعنا من ذلك".
وأعرب سنو عن أمله في تسريع عملية التلقيح في بلاده لرفع القيود المفروضة على المواطنيين والسماح بالتجمعات ورفع الكمامة وقيود السفر. وفي تطلعه للمستقبل، يأمل سنو أن يوضع الوباء تحت السيطرة عبر اللقاحات ويحتفل بعد فطر خال من الفيروس.