مقالة خاصة: "كوفيد-19" يربك الموسم السينمائي خلال عيد الفطر في مصر
القاهرة 13 مايو 2021 (شينخوا) رأى خبراء في قطاع السينما المصري، أن الموسم السينمائي في عيد الفطر الحالي تأثر سلبا بالإجراءات الاحترازية الأخيرة التي قررتها الحكومة المصرية، حيث تراجعت شركات إنتاج عن عرض أفلامها في دور السينما.
وعادة ما تقبل شركات الإنتاج السينمائي على طرح الأفلام في دور السينما خلال عيد الفطر، التي يعد موسما سينمائيا، بسبب كونه عطلة رسمية تمتد لعدة أيام، فضلا عن رغبة الأسر المصرية لاسيما فئة الشباب في الترفيه ومشاهدة الأفلام في دور السينما.
إلا أن الحكومة قررت تشديد الإجراءات الاحترازية خلال الفترة من 6 وحتى 21 مايو الجاري، للحد من الموجة الثالثة لتفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
ومن بين هذه الإجراءات غلق دور السينما، ضمن عدد من المنشآت الأخرى، في التاسعة مساء ما يعني إلغاء الحفلات المسائية، التي عادة ما كانت تشهد إقبالا كبيرا يمتد حتى فجر اليوم التالي.
وتتضمن الإجراءات أيضا عدم تجاوز نسبة الإشغال في دور السينما 50 % من الطاقة الاستيعابية، للحد من التزاحم.
وبلغ إجمالي ضحايا مرض فيروس كورونا المسجلين منذ ظهوره في مصر وحتى أمس الأربعاء 240927 مصابا، من ضمنهم 178805 حالات تم شفاؤها، و14091 حالة وفاة.
وفي هذا الصدد، قال سيد فتحي مدير عام غرفة صناعة السينما باتحاد الصناعات، إنه "دون شك، هذه الإجراءات أثرت سلبا بشكل كبير على موسم أفلام عيد الفطر، وتقلص عدد الأفلام المعروضة، لأن أهم حفلتين في دور السينما تكونان في التاسعة والثانية عشر مساء، خاصة أن الناس التي تشاهد الأفلام في دور السينما تحب السهر".
وأضاف فتحي لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "عدد الأفلام المطروحة في موسم عيد الفطر حاليا أصبح ثلاثة أفلام فقط، بينما كان مقررا أكثر من الضعف، بسبب خوف صناع السينما من طرح أفلامهم في ظل تقليل عدد الحفلات السينمائية، نتيجة الإجراءات الاحترازية".
وتابع أن هذا الأمر تسبب في تكبد شركات الإنتاج "خسائر مؤكدة"، لأنه من الصعب أن تغطي إيرادات الأفلام المعروضة تكلفتها الإنتاجية، بسبب ضعف نسبة الإشغال في دور السينما، التي يتم إغلاقها حاليا في التاسعة مساء.
وأوضح أن غرفة صناعة السينما لا تستطيع أن تمارس ضغوطا على المنتجين لعرض الأفلام التي توقف طرحها في عيد الفطر، لأن "هذا حق المنتجين"، والغرفة تدعمهم خصوصا أن الإغلاق تسبب في إلغاء أهم حفلات السينما.
وأشار إلى أن أزمة تفشي (كوفيد-19) أثرت بالسلب على قطاع السينما في مصر بشكل عام، مثل القطاعات الأخرى، بل أن قطاع السينما الأكثر تضررا، لأن الناس تريد الذهاب لدور السينما لكنها خائفة.
وختم أن هذه الأزمة أدت إلى تراجع عدد الأفلام المنتجة سنويا، وتسببت أيضا في انخفاض إيرادات السينما بشكل عام.
بدورها، رأت الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن الإجراءات الاحترازية الأخيرة التي قررتها الحكومة أربكت الموسم السينمائي في عيد الفطر، مشيرة إلى أن بعض المنتجين تراجعوا عن طرح أفلامهم في دور السينما.
وقالت خير الله لـ (شينخوا)، أن "الذي ينتج فيلما كبيرا لن يغامر بعرضه في الوقت الحالي، واعتقد أن شركات الإنتاج ستؤجل طرح أفلامها إلى عيد الأضحي".
وأوضحت أن "طرح الأفلام في دور السينما في هذه الظروف سوف يسبب خسائر كبيرة، لأن حركة المواطنين تنشط في المساء، لكن الإجراءات الأخيرة تتضمن بدء الإغلاق في التاسعة مساء".
وأضافت أن "الدولة اتخذت هذه الإجراءات لحماية الناس، لأن الإصابات بكورونا عادت للارتفاع من جديد، ولابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لكن هذا الأمر تسبب في خسائر اقتصادية لصناع الأفلام".
ونوهت بأن "تعافي السينما مرتبط بالسيطرة على مرض فيروس كورونا، وإعادة العمل في دور السينما مثل السابق، وحاليا مصر توفر اللقاحات، وإذا استطاعت تطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين سوف تتقلص الإجراءات الاحترازية، ويعود قطاع السينما للنشاط مرة أخرى".
من جهته، قال الناقد السينمائي طارق الشناوي إن الأفلام المعروضة في السينما خلال العيد الحالي ثلاثة أفلام فقط، هي "أحمد نوتردام" للفنان رامز جلال، و "ديدو" للفنان كريم فهمي، و"ثانية واحدة" للنجمة دينا الشربيني.
وأوضح الشناوي لـ(شينخوا)، أن إغلاق دور السينما في التاسعة مساء أثر بشكل كبير على الموسم السينمائي لعيد الفطر، حيث تراجعت شركات الإنتاج عن طرح بعض الأفلام.
وتابع أن "شركات الإنتاج تعرضت بالفعل لخسائر، لأن رأس المال إذا تجمد يعتبر خسارة، ورأس المال هنا متوقف عن الدوران، وهناك أفلام ميزانيتها كبيرة ومن الصعب طرحها في موسم عيد الفطر، لأن دور العرض سوف تلتزم بـ 50 % من الطاقة الاستعابية، مع وقف الحفلات بدءا من التاسعة مساء".
وأشار إلى أن أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) أدت إلى تراجع إنتاج الأفلام السينمائية، ونطالب الحكومة بالتدخل لدعم السينما، وتقديم منح لا ترد لعدد من المنتجين لتشجيعهم على صناعة الأفلام.