مركز بحثي: الوضع الملح الناتج عن كوفيد-19 يحث العالم على إعادة النظر في الأولويات
واشنطن 4 يونيو 2021 (شينخوا) ذكر مقال رأي نشره مؤخرا مركز بحثي أوروبي أن جائحة كوفيد-19 هي لحظة تشيرنوبل في القرن الـ21 -- وهي كارثة بالغة الأهمية يجب أن تجبرنا على الاستيقاظ وإعادة النظر في أولوياتنا.
وكتب ديفيد ماكنير، المدير التنفيذي للسياسة العالمية في حملة (ONE)، وهي حركة تضم ملايين الأشخاص الذين يكافحون من أجل القضاء على الفقر المدقع، في المقال الذي نُشر على الموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يقول إن التشدق اللفظي وتقاعس بعض البلدان عن العمل أدى إلى "تفاقم التفاوتات وتقويض فعالية الاستجابة للجائحة".
وحذر قائلا "ومع ذلك، كانت الطبيعة المجزأة لانخراط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع بقية العالم طوال الأزمة، كانت بعيدة كل البعد عن الوفاء بالالتزام المطلوب الآن".
وأوضح ماكنير أنه طوال عام 2020، كانت مجموعة السبع التي تترأسها الولايات المتحدة غائبة إلى حد كبير عن العمل، وعرقلت إدارة دونالد ترامب بشكل فعلي الدعم الاقتصادي الدولي في شكل حقوق سحب خاصة لصندوق النقد الدولي، وفككت بريطانيا وزارة التنمية الدولية ذات السمعة الطيبة وخفضت المساعدات بشكل كبير.
وكتب يقول إنه في الوقت الذي قامت فيه الولايات المتحدة بتطعيم نصف سكانها وتفكر في تطعيم الأطفال، قد يضطر العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية وكبار السن والعجزة في أفريقيا إلى الانتظار حتى عام 2022.
وتظهر بيانات تتبع كوفيد-19 في أفريقيا التي قدمتها حملة (ONE) أن البلدان الغنية اكتنزت أكثر مما تحتاجه بواقع 1.3 مليار جرعة، حيث تم إعطاء 80 في المائة من الجرعات في البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المتوسط من الشريحة العليا، مقارنة بنسبة 0.4 في المائة فقط في البلدان ذات الدخل المنخفض.
ونتيجة لذلك، قد يكون هناك وضع متفاقم يشهد تضاعفا للعدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بسبب احتكار البلدان الغنية للجرعات الأولى من اللقاحات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، حذر صندوق النقد الدولي من وجود "اختلاف كبير". فالبلدان ذات الدخل المرتفع ستتعافى إلى نمو بنسبة 4.3 في المائة في عام 2021، فيما لن تحدث العودة إلى مستويات النمو الاقتصادي لعام 2019 في العديد من البلدان الأفريقية حتى الفترة ما بين عامي 2022 و2024، هكذا أضاف ماكنير.
وأشار المدير إلى جهود الصين في مكافحة الجائحة العالمية. وقال إن "الصين صدرت لقاحات أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعة؛ وأعلنت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا أن بلادها تقدم لقاحات مجانية إلى 69 دولة وتبيعها إلى 28 دولة أخرى".
وحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على "الالتزام الآن بتقاسم الجرعات الفائضة وتوفير التمويل الكامل لعملية وصول منظمة الصحة العالمية إلى مسرّع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 وكوفاكس"، ودعا إلى "حزمة تحفيز اقتصادي كبيرة" في جميع أنحاء العالم.