مقالة خاصة: أفريقيا تنتقد بشدة فجوة هائلة باللقاحات مع بلوغ حالات عدوى كوفيد-19 بالموجة الثالثة أكثر من 5 ملايين
أديس أبابا 12 يونيو 2021 (شينخوا) تسبب عدم كفاية الوصول إلى لقاحات كوفيد-19 في مخاوف متزايدة بشأن فجوة التلقيح الهائلة في أفريقيا حيث تجاوز إجمالي الحالات المؤكدة في القارة خمسة ملايين وسط موجة ثالثة من الإصابات بالفيروس.
في تحديث، قالت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) إنه حتى ظهر يوم السبت، وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 إلى 5011502 حيث بلغ عدد الوفيات بسبب الوباء، 134239. في الوقت نفسه، استقرت حالات الشفاء عند 4504296.
الموجة الثالثة لكوفيد-19 تزيد حالات العدوى الجديدة
قال أحمد أوجويل، نائب مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم السبت إن القارة تشهد الآن موجة ثالثة من الإصابات، ما قد يؤدي إلى تفاقم معدل الإصابات.
وقال "ما نراه بشكل عام هو أننا ندخل ببطء في الموجة الثالثة من الوباء مع استمرار الأرقام في الزيادة".
في الأسبوع الماضي وحده، أبلغت البلدان الأفريقية عما مجموعه 94145 حالة جديدة، بزيادة 26 في المائة عن الأسبوع السابق. وبالمقارنة، بلغ الرقم 59879 فقط في الأسبوع الأول من الشهر الماضي، وفقا لإحصاءات مراكز (Africa CDC) .
وشكلت منطقة الجنوب الأفريقي 51 في المائة من الحالات الجديدة المسجلة الأسبوع الماضي. شهدت بلدان، بما فيها جنوب أفريقيا وزامبيا وأوغندا، بشكل خاص، ارتفاعا في عدد الإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة.
في زامبيا، تجاوز عدد الحالات الجديدة 2000 حالة في اليومين الماضيين. قال كينيدي مالاما، السكرتير الدائم للخدمات الفنية في وزارة الصحة، إن مرافق العزل تمتلئ بمعدل ينذر بالخطر وإن العاملين الصحيين يتعرضون لضغوط.
في أوغندا وجنوب أفريقيا، أعيد فرض بعض تدابير الإغلاق حيث تتزايد الحالات بسرعة.
عزت مراكز(Africa CDC) سبب الارتفاع الأخير إلى متغيرات كوفيد-19 الجديدة سريعة الانتشار في جميع أنحاء القارة، حيث تواجه حوالي 13 دولة أفريقية حاليا المتغير B.1.617.2، الذي تم الإبلاغ عنه أولا في الهند.
عدم كفاية الوصول إلى اللقاحات يؤدي إلى تفاقم فجوة التلقيح
وفقا لمراكز ((Africa CDC))، حصلت البلدان الأفريقية على حوالي 54.9 مليون لقاح كوفيد-19 حتى الآن. مع ذلك، تلقى حوالي 0.6 في المائة فقط من سكان أفريقيا جرعتي اللقاح الكامل.
قال أوجويل "ليس لدينا لقاحات كافية في القارة. في الواقع، نحن متخلفون بشكل كبير تماما عن الخطة التي كانت لدينا في البداية وهذا يثير الكثير من القلق".
وأضاف أن البلدان التي تصنع اللقاحات لا توفر اللقاحات وفقا للاتفاقيات السابقة، كما أن بعضها تمنع وصول اللقاحات إلى أفريقيا لأن استخدامها محليا له أولوية.
قال كافينس أدير، الباحث بالعلاقات الدولية في كينيا، إنه نظرا لأن الفئات المعرضة للخطر، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معقدة، قد فقدوا جرعة التلقيح الحيوية، وقد يتفاقم وضع كوفيد-19 في أفريقيا، أكثر.
وقال "أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أن قومية التلقيح هي بحق إهانة لحقوق الإنسان"، مضيفا أنها مسألة اقتصادية أيضا. و"طالما استمر انتشار هذا الفيروس، فإن الفائدة الاقتصادية للدول المعنية غير مضمونة. القيود الاجتماعية تبطئ الأنشطة الاقتصادية، ما يعني أن المزيد من البلدان، والمزيد من السكان يواجهون صعوبات اقتصادية".
قال كوستانتينوس بي تي كوستانتينوس، الذي عمل مستشارا اقتصاديًا للاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إن البلدان المتقدمة والبلدان الأخرى القادرة على إنتاج اللقاحات، ينبغي أن تزيد من إمدادات اللقاح إلى أفريقيا.
وقال الخبير "من المهم جدا أن نحصل على اللقاحات في أسرع وقت ممكن"، مضيفا أن البلدان المتقدمة التي تعرقل تدفق اللقاحات إلى العالم الثالث "أمر مخجل".
الصين تدعو إلى شراكات عالمية لمساعدة افريقيا
ظلت الصين حتى الآن مصدرا مهما للقاحات لأفريقيا. تظهر بيانات حكومية أن أكثر من 30 دولة أفريقية قد تلقت أو من المقرر أن تتلقى لقاحات تنتجها الشركات المصنعة الصينية.
في 4 يونيو، تلقت تشاد تبرعا باللقاحات من شركة الأدوية الصينية ((سينوفارم)).
وعبر وزير الصحة العامة والتضامن الوطني التشادي عبد الله صابر فضول، عن الشكر للصين على تبرعها باللقاحات ودفعات عديدة من المعدات الطبية للدولة الواقعة في غرب أفريقيا.
دعا عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الشهر الماضي جميع الدول القادرة على تقديم لقاحات كوفيد-19 لأفريقيا في أسرع وقت ممكن.
وقال وانغ خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول السلام والأمن في أفريقيا، إنه في مواجهة هذا الوباء غير المسبوق، فإن الصين وأفريقيا على استعداد لإطلاق مبادرة شراكة مشتركة لدعم تنمية أفريقيا.
وأضاف وانغ أن 46 فريقا طبيا صينيا متمركزا في أفريقيا قد تقدموا على الفور للأمام لدعم جهود الاستجابة المحلية، وأرسلت الصين 15 فريقا طبيا متخصصا إلى افريقيا وأقامت بسرعة آلية تعاون للمستشفيات الصينية لتتعاون مع 43 من المستشفيات الأفريقية.
قال أوجويل إن الصين تتبرع بجرعات لقاح كوفيد-19 لمختلف البلدان الأفريقية، وتسهم هذه التبرعات في حملة التلقيح لسكان القارة.
يعتقد أدير أن الصين أظهرت التزامات ملموسة لمساعدة أفريقيا في حربها ضد الوباء وفقا لوعودها الأولية بجعل اللقاحات "منفعة عامة عالمية".
كما يرحب الخبير بخطوة الصين لمساعدة أفريقيا في إنتاج لقاحات كوفيد-19.
في الشهر الماضي، تسلمت مصر الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح سينوفاك الصيني. إضافة لذلك، وصلت شحنة جديدة من لقاحات سينوفارم الصينية المضادة لكوفيد-19 إلى مطار القاهرة الدولي.
قال كوستانتينوس إن دعم لقاح كوفيد-19 الصيني لأفريقيا وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم النامي ينقذ الأرواح ويساعد في السيطرة على الوباء على مستوى العالم.