مقالة خاصة: اختبار فيروس الورم الحليمي البشري والتطعيم ضده في متناول المزيد من النساء في الصين
ينتشوان 15 يوليو 2021 (شينخوا) بعد شهور على قائمة الانتظار، حصلت أخيرا وانغ شيويه لينغ، في الثلاثينات من عمرها من منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، على التطعيم المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري (إتش.بي.في).
وقالت وانغ "رغم أن سرطان عنق الرحم يمكن تجنبه عن طريق الفحوصات البدنية الروتينية السنوية، إلا أنه من الأفضل الحصول على التطعيم للبقاء في صحة جيدة".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء. وفي الصين، كان هناك قرابة 106 آلاف حالة مصابة بسرطان عنق الرحم و48 ألف وفاة جراء ذلك المرض في عام 2018.
ولطالما شعرت نساء مثل وانغ بالتردد بشأن ما إذا كان عليهن الحصول على جرعة اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري في أماكن مثل هونغ كونغ، إذ غالبا ما كان هذا اللقاح نافدا من الأسواق في البر الرئيسي الصيني.
بيد أنه، بعد أن شهدت الأسواق طرح أول لقاح مضاد لفيروس الورم الحليمي البشري طورته الصين ذاتيا في العام الماضي، أصبحت الصين ثالث دولة على مستوى العالم توفر معروضا ذاتيا من لقاح سرطان عنق الرحم بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولم تعد لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري ذات التكافؤ الثنائي والرباعي والتساعي متاحة في الأسواق في الصين فحسب، لكن اللقاح المطور ذاتيا والمكون من جرعتين للنساء دون سن 45 يبشر بأن يكون في متناول المزيد من النساء في أرجاء البلاد من خلال قدرته الإنتاجية الأكبر وسعره الأرخص.
وفي نينغشيا، على سبيل المثال، تم حقن أكثر من 73 ألف جرعة من لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري بدءا من عام 2018 وحتى مايو هذا العام. ومن بينها، كان عدد اللقاحات التي تم حقنها في عام 2020 يقارب ثلاثة أضعاف ما تم حقنه في عام 2019. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، تم حقن 74 بالمئة من حجم اللقاحات التي تم حقنها العام الماضي.
بيد أن، الوعي المتنامي بشأن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري والعدد الكبير من السكان سبب أيضا مشكلة نقص المعروض.
وقال تشو لي وي، مسؤول صحي بمركز منطقة نينغشيا للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، "من ناحية، يجب في أسرع وقت تطعيم النساء الراغبات في الحصول على اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري .... ومن ناحية أخرى، يجب تحسين حملة الدعاية بشأن الإجراءات المبكرة للوقاية من سرطان عنق الرحم لتشمل النساء في المناطق الريفية على وجه الخصوص".
ونفذت الصين برامج للكشف عن سرطان عنق الرحم في كبرى مراكز الصحة العامة على المستوى الوطني في عام 2009 لنشر الوعي بشأن الفحص والتشخيص والعلاج في مراحل مبكرة.
وتم إجراء أكثر من 120 مليون فحص لسرطان عنق الرحم مجانا في أنحاء البلاد، شملت قرابة 2600 من المحافظات والمدن والأحياء، وفقا لبيانات أصدرتها لجنة الصحة الوطنية في أبريل المنصرم.
وقالت باو فنغ لان، عاملة صحية في مجتمع سكني بمدينة تشينغتونغشيا في نينغشيا، إنه من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الفحص المتطورة، أصبحت المزيد من النساء في المناطق الريفية على دراية أكبر بأحوالهن الصحية. وترغب عدد متزايد منهن في إدراج أسمائهن ضمن برنامج فحص سرطان عنق الرحم.
وقالت لي جين هونغ، نائبة رئيس الاتحاد النسائي بالمدينة، إن برنامج الفحص يعقبه مجموعة من التدابير الأخرى، مثل برنامج التأمين لتقديم الدعم المادي للنساء المصابات بفيروس الورم الحليمي البشري، فضلا عن الإرشاد النفسي.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية أن الصين ستطرح برنامجا تجريبيا لترويج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتحسين معدل وجودة فحص سرطان عنق الرحم في أنحاء البلاد خلال العام الجاري.