تقرير إخباري: ليبيا تطلق حملة تطعيم وتعيد فرض حظر التجول الجزئي لمواجهة تفشي "كوفيد-19"
طرابلس 26 يوليو 2021 (شينخوا) نظرا لتسارع وتيرة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد في ليبيا، وارتفاع مؤشر الإصابات في الآونة الأخيرة، أطلقت (السبت) الماضي حملة تلقيح ضد فيروس كورونا بالعاصمة طرابلس وفي عدد من مدن غرب ووسط البلاد، اتبعه قرار إعادة فرض حظر التجول الجزئي لمواجهة التفشي السريع لـ "كوفيد-19" في بلد غني تعصفه الفوضى منذ عقد كامل وتستهدف الحملة تلقيح أكثر من مليون مواطن ومقيم خلال الأسابيع المقبلة.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك) "انطلاق الحملة الاستثنائية للتطعيم ضد فيروس كورونا في طرابلس وعدد من المدن وسط وغرب البلاد، حيث تستهدف هذه الحملة كل المواطنين والمقيمين (الأجانب) ما فوق سن 18 سنة".
وانطلقت حملة التلقيح في مرحلتها الأولى داخل مراكز ميدانية في ست بلديات بالعاصمة، حيث تم نصب خيم داخل الساحات والميادين لاستقبال المواطنين، وسط إجراءات احترازية مشددة.
إلى جانب مرحلة ثانية تستهدف مدن كبرى وسط وغرب البلاد، ومن المقرر استمرار حملة التلقيح في مرحلتها الثالثة لتشمل (شرق) و (جنوب) ليبيا، وفقاً للمركز الوطني لمكافحة الأمراض.
واستلمت ليبيا مؤخرا 500 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك" الروسي، ووردت قبل ذلك دفعات من لقاحي "استرازينكا" البريطاني و"سينوفاك" الصيني وتجاوز عدد الملقحين 500 ألف شخص، منذ إطلاق حملة التلقيح في أبريل الماضي داخل المراكز الصحية.
وقال وزير الصحة على الزناتي أمس (الأحد) "يجب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، حتى تتولى وزارة الصحة التعامل مع الجائحة، ويجب أن تتولى الوزارة توفير اللقاح.
وأضاف الزناتي أن الوضع الوبائي يتطلب حظرا جزئيا لمدة (12ساعة) للمناطق التي بها انتشار كبير للوباء، مؤكدا ازدياد الإصابات والدخول لمراكز العزل في المنطقة الغربية، بينما في المنطقة الشرقية والجنوبية يعتبر الأمر "جيد".
وكشف الزناتي بأن "كمية اللقاحات المتوفرة في ليبيا أكثر من مليون جرعة، متوقعا وصول عدد من اللقاحات الفترة القادمة.
وقال إبراهيم الدغيس، عضو اللجنة العلمية بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، بأن "التطعيم" بات خيارا لا مفر منه لمواجهة انتشار الفيروس السريع.
وأوضح الدغيس في نصريح لوكالة أنباء (شينخوا) يجب على الجميع الوعي بأهمية تلقي التطعيم المضاد لمرض فيروس كورونا الجديد ، لأنه السبيل الوحيد لكسر سلسلة التفشي، والاتجاه تدريجياً نحو المناعة المجتمعية.
وأضاف " الأن نحن في حالة صعبة أشبه بالحرب، ويجب تلقي اللقاح مهما كان نوعه، إلى جانب الالتزام بأقصى حد ممكن لتطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، لعبور مرحلة هامة في مجتمعنا".
وفور النداء العاجل الذي أطلقه وزير الصحة أمس، أقرت الحكومة الليبية اليوم، فرض حظر التجول "جزئياً" لمواجهة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد.
وأوضحت الحكومة الليبية في قراراها الذي نشرته عبر موقعها الرسمي على الانترنت، بأنه تقرر فرض حظر التجول الجزئي لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، في مدن غرب ووسط البلاد، باستثناء جنوب وشرق البلاد.
ويبدأ سريان حظر التجول ابتداء من يوم غد (الثلاثاء)، الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا من اليوم التالي.
وبموجب أحكام الحظر، تقفل جميع الأنشطة التجارية بما فيها النوادي والمنتزهات العامة، مع استمرار تعليق الدراسة مؤقتا وحظر استخدام وسائل النقل العمومي، وخفض عدد العاملين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى 25 % فقط.
وكانت الحكومة الليبية قررت مطلع الشهر الجاري، غلق منافذ البلاد البرية والجوية مع تونس بسبب تفشي "كوفيد-19" في الدولة الجارة.
وبحسب السلطات الصحية الليبية فإن المؤشرات على زيادة عدد الإصابات اليومية، يعود إلى إمكانية تفشي السلالة المتحورة "دلتا".
وسجلت ليبيا اليوم 3512 إصابة جديدة بمرض فيروس كورونا، ليصل إجمالي الإصابات 236961 حالة، مقابل 187221 حالة شفاء، فيما تخطت الوفيات ثلاثة آلاف بينما بلغ إجمالي من تلقوا اللقاح 532423 شخصا في البلاد.
وشهدت ليبيا تصاعدا كبيرا في عدد الحالات الموجبة بفيروس "كوفيد-19" خلال الأيام الماضية، حيث اقترب عدد الإصابات اليومي من 50 % من إجمالي العينات، للمرة الأولى منذ ظهور المرض في مارس من العام الماضي.
وتعد ليبيا من الدول التي تأخرت في توريد اللقاحات، رغم تفشي الوباء في جميع أنحاء البلاد، نظرا لما شهدته من "توترات وانقسامات" على المستويين السياسي والاقتصادي.
وتعهد عبد الحميد الدبيبة فور اختياره رئيسا للحكومة الليبية من طرف ملتقى الحوار السياسي في جنيف مطلع فبراير الماضي، بأن يكون ملف توفير اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا على رأس اهتمام حكومته.
لكن حكومته تواجه عقبات كبيرة في توفير اللقاحات، نظراً لتأخر إقرار الموازنة العامة، وهو الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الليبي في مناسبات عديدة، البرلمان بسرعة إقرار الموازنة لمواجهة خطر تفشي كورونا في عموم البلاد.