مقابلة خاصة: حقوقي مصري: جائحة كورونا "كاشفة" وأثبتت أن حقوق الإنسان بالنسبة للغرب مجرد منظومة مصالح
القاهرة 28 يوليو 2021 (شينخوا) أكد رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عصام شيحة، أن جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، كانت كاشفة لزيف الفكر الغربي، وأثبتت أن منظومة حقوق الإنسان بالنسبة له مجرد منظومة مصالح أكثر منها منظومة إنسانية.
وقال شيحة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "جائحة كورونا كانت كاشفة للفكر الإنساني الرفيع الذي كانت تتغنى به الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعندما حدثت الأزمة انكفأت هذه الدول على نفسها، وتناست فكرة الإنسانية وفكرة المشاركة، وشاهدنا الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية على منظمة الصحة العالمية، كما شاهدنا محاولات بعض الدول منذ اللحظة الأولى لتسييس الجائحة".
وأوضح أن جائحة كورونا، وهي جائحة عالمية أصابت كل دول العالم بلا استثناء، كانت تتطلب التعاون المثمر والدعم من كل الدول للوصول إلى لقاح لهذا الفيروس، ودعم ومساندة الدول الفقيرة من خلال تقديم العون الطبي، مشيرا إلى أن هذا الأمر تأخر بشكل كبير، بل وحدث فيه مهاترات على حساب البشرية، وأن محصلة ذلك تضرر الإنسانية، حيث كانت الدول النامية والفقيرة في مقدمة الدول التي دفعت ضريبة قاسية.
وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تتمكن بعض الدول من توزيع اللقاح على مواطنيها، وانفردت الدول الغنية بحق المعرفة، وكان الأولى بها وهي تتحدث عن حقوق الإنسان أن تدعم الإنسانية حول العالم.
وأرجع الحقوقي المصري، نجاح الصين الساحق في التعامل مع الأزمة، إلى اعتراف الصين منذ اللحظة الأولى بوجود الأزمة ومواجهتها بأسلوب علمي، مشيرا إلى أن البعض كان يعتقد أن الصين ستتعامل مع الأزمة بشكل فردي، ولكن على خلاف ذلك فإن الصين كانت حريصة على تبادل المعلومات مع الدول الأخرى وامدادهم أول بأول بروتوكولات العلاج، ونشر كافة المعلومات حول الأزمة، والتعاون مع الدول، وتقديم الدعم للدول النامية والصغيرة.
ونوه بأن الصين نجحت في تسخير علمائها وامكانياتها في خدمة البشرية بأن وصلت للقاح للفيروس وكانت من أوائل الدول التي أعلنت عنه، وشاركت كل الدول النامية في إرسال دعم طبي إليها في رسالة إنسانية رائعة.
وأشار شيحة إلى أن الدولة المصرية أيضا نجحت في التعامل مع الأزمة، وقامت باغلاق الأبواب بشكل كامل، وأصدرت بعض القرارات الإدارية التي حددت فيها مواعيد العمل وأعفت كثيرين من الذهاب للعمل، وأوقفت الدراسة بالمدارس والجامعات، ودعمت القطاع الصحي بقوة كبيرة وجهزت العديد من المستشفيات الميدانية، وبادرت بالاتصال بالصين للوقوف على كل جديد في التعامل مع الأزمة والحصول أول بأول على بروتوكولات العلاج، ولم تفرق بين مواطنيها بعضهم البعض في الحصول على الرعاية اللازمة بل ساوت بين مواطنيها واللاجئين الموجودين على أراضيها والبالغ عددهم نحو 6 ملايين لاجئ.
وشدد على أن ما قامت به الصين ومصر في التعامل مع الأزمة معناه أن كلا البلدين توافر لديهما إرادة سياسية لدعم المنظومة الإنسانية ولم تبخل أيا منهما في تقديم الدعم اللازم.
ونوه شيحة بأن مصر في الوقت الذي كانت تعاني فيه من ندرة في هذه الموارد كانت تقدم بعضها إلى العديد من الدول العربية والأفريقية مثل ليبيا والسودان والعراق وغيرها من الدول.
ولفت إلى أن "هذا ما يؤكد أن فكرة الإنسانية موجودة ومتأصلة لدى الدول صاحبة الحضارات العريقة مثل الصين ومصر بعيدا عن الدول حديثة النشأة والتي نشأتها نفسها قائمة على المصالح".
ونوه بالتعاون بين مصر والصين في مواجهة جائحة كورونا، مشيرا إلى أن هذا التعاون المثمر بين الدولتين بدأ بارسال مصر وزيرة الصحة هالة زايد على رأس مساعدات طبية للصين ورأينا كيف أن دولة بحجم الصين استقبلت هذه الرسالة الإنسانية للتضامن معها، وتجاوبت معها من خلال تبادل المعلومات مع مصر حول الوباء وإمداد مصر بقوافل مساعدات متتالية لاحقا، وفور انتاج اللقاح كانت مصر من أوائل الدول التي حصلت على عشرات الألاف من جرعاته، وصولا إلى انتاج اللقاح بمصر، وهو ما مكن الحكومة المصرية من القيام بواجبها تجاه مواطنيها.