تقرير إخباري: مسؤولون وخبراء روس يؤكدون على ضرورة عدم تسييس تتبع منشأ كوفيد-19
موسكو 29 يوليو 2021 (شينخوا) عارض عدد كبير من المسؤولين والخبراء الروس بشدة تسييس عملية تتبع منشأ كوفيد-19، مسلطين الضوء على الآثار المدمرة التي يمكن أن تترتب على هذه الخطوة على المكافحة العالمية للجائحة.
ففي الاجتماع غير الرسمي لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ الذي عقد في وقت سابق من شهر يوليو، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجتمع الدولي على توحيد الجهود في مكافحة كوفيد-19 لتسريع جهود التطعيم العالمية وإنعاش الاقتصاد.
وأكد الزعيم الروسي في تصريحات سابقة أن موسكو لن تحاول أبدا تسييس التعاون الدولي في مكافحة كوفيد-19.
وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية دول بريكس الذي عقد في يونيو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الساسة "لا ينبغي أن يجتهدوا في تسجيل نقاط وزيادة شعبيتهم من خلال التكهن بشأن وضع كوفيد-19".
ويتفق علماء فيروسات وباحثون روس بارزون مع هذا الموقف وأشاروا إلى المنشأ الطبيعي للفيروس.
فقد قالت لاريسا بوبوفيتش، مديرة معهد اقتصاديات الصحة في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية الروسية، إن "جميع الدراسات تُظهر أن الفيروس يتحور بشكل طبيعي. وإن جميع التغييرات داخله طبيعية، على الأقل تتناسب تماما مع مخطط الطفرات المعروف في علم الفيروسات".
وأضافت أن بعض الأبحاث الجديدة التي تثبت خلاف ذلك قد لا تخلو من النغمات السياسية.
ومن جانبه، ذكر عالم الفيروسات الروسي والخبير بمنظمة الصحة العالمية دميتري لفوف، إن المناقشات الرئيسية حول أصول كوفيد-19 لا يقوم بها إخصائيون ومهنيون في هذا المجال، وإنما علماء السياسة الذين يحاولون تحقيق مصالحهم الخاصة.
وقال "من الصعب عليهم فهم الإجراءات والتصريحات التي تأتي من منظمة الصحة العالمية. إن أنواعا مختلفة من الناس يعملون هناك، ويتعرضون لضغوط كبيرة، بما في ذلك من الولايات المتحدة".
وأشار خبراء ومسؤولون آخرون إلى أن حملات التضليل الغربية التي تروج لنظرية حدوث تسرب مختبري بووهان لا تعيق الجهود العالمية لمكافحة الفيروسات فحسب، وإنما تهدف إلى صرف الانتباه عن النظريات الأخرى.
فقد قال كاتب العمود المتخصص في الشؤون الدولية ميخائيل موروزوف إنه من اللافت للنظر أن "الدراسات التي تتحدث عن أن مرض فيروس كورونا الجديد من صنع الإنسان تظهر كما لو كانت تتم بناء على أوامر"، مضيفا أن الأدلة على نظرية حدوث تسرب من مختبر بووهان لا أساس لها من الصحة، ومتناقضة، وتفتقر إلى مصادر موثوقة.
وذكر موروزوف أن "كل هذا يشير إلى أن الغرب يحاول استخدام كل الاحتمالات لاتهام الصين بنشر العدوى. أو على الأقل يستخدم المأساة العالمية لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة أو لتحويل الانتباه عن نظريات أخرى".
وكتبت فيكتوريا نيكيفوروفا، وهي كاتبة عمود في وكالة ((ريا نوفوستي))، تقول إنه بعد الإغلاق المفاجئ للمختبر البيولوجي العسكري الأمريكي في فورت ديتريك في عام 2019، ظهر مرض وبائي رئوي غريب في الولايات المتحدة في سبتمبر من ذلك العام، حيث تشبه أعراض هذا المرض بشدة أعراض كوفيد-19".
وأشارت نيكيفوروفا إلى أن المختبر أُغلق فجأة بسبب نوع من التسريب، ولا توجد معلومات حول ما تسرب بالضبط، وأين وبأي كميات، مضيفة أن أخطر الفيروسات والبكتيريا على هذا الكوكب كانت مخزنة في هذه المنشأة وتم إجراء أبحاث عليها.
ولقيت هذه النظرية صدى لدى بعض المسؤولين أيضا، حيث حث فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب بالبرلمان الروسي، الحكومة على دراستها.
وذكر أن "المختبرات الأمريكية التي يدرس فيها العلماء ويستكشفون وربما يصنعون أسلحة بيولوجية جديدة " تقع الآن في بعض أجزاء أوروبا الشرقية، و"يجب السيطرة على ذلك".
وأشار بافيل فيلدمان، نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات بجامعة الصداقة الشعبية الروسية، إلى كيف أن توجيه اللوم للصين يعزز الأهداف الجيوسياسية للولايات المتحدة.
وقال فيلدمان إن "هناك حملة واضحة وواسعة النطاق ضد الصين. وقد أصبحت هذه الاتهامات جزءا من لعبة سياسية كبيرة على الساحة الدولية حيث ينظر الغرب إلى الصين على أنها تمثل تحديا".